الاحتلال يريد شخصاً آخر يمثل نهج عباس ويلتزم بالاتفاقيات

د. خريشة لـ "الاستقلال": "إسرائيل" تخشى انهيار السلطة لحاجتها لها بفعل تنامي المقاومة بالضفة

د. خريشة لـ
تقارير وحوارات

غزة/ معتز شاهين:
أكد النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي د. حسن خريشة، أن «إسرائيل» تخشى من انهيار السلطة الفلسطينية، لكونها بحاجة ماسة لها، في ظل تنامي حالة المقاومة في شمال الضفة الغربية المحتلة وخروجها عن السيطرة «الإسرائيلية»، لذلك تسعى «إسرائيل» إلى إشراك السلطة وأطراف عربية أخرى في وأد هذه الحالة.

 

وقال د. خريشة لـ «الاستقلال» الأحد، إن وجود السلطة الفلسطينية بالنسبة لـ «إسرائيل» شيء مهم لكونها تخفف أعباء عنها، وهي في ذات الوقت توفر الأمن والأمان «للإسرائيليين» داخل الأراضي الفلسطينية».

 

وأَضاف: "بقاء السلطة على حافة الهاوية بأن لا تسقط ولا تقوى، مصلحة إسرائيلية بالدرجة الأولى، لذلك الاحتلال يعمل دائما على أن يبقيها بحاجة إلى الأموال الإسرائيلية والمساعدات الخارجية من المانحين التي تأتي عبر موافقة الاحتلال".

 

وكانت أقوال لرئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" سُربت بشكل مقصود من جلسة مغلقة للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست "الإسرائيلي" يوم الثلاثاء الماضي، قال فيها: "إنه يجب العمل على اجتثاث فكرة إقامة الدولة الفلسطينية، وقطع الطريق على تطلعات الفلسطينيين لإقامة دولة مستقلة لهم.

 

وأكمل: " إسرائيل تريد بقاء السلطة الفلسطينية، وهي غير معنية بانهيارها ولكنها على استعداد لدعمها ماليا، وأن على (إسرائيل) الاستعداد لفترة ما بعد رئيس السلطة محمود عباس."

 

وفي السياق، ذكرت قناة عبرية أن حكومة الاحتلال تدرس عدة خيارات لمساعدة السلطة الفلسطينية خشية انهيارها، حيث تشير تقارير إلى إمكانية إعلان السلطة عن إفلاسها قريباً.


ونقلت قناة "كان 11" عن مصادر مطلعة في رام الله قولها، إن الاحتلال أبلغ السلطة مؤخراً بأنه يدرس عدة خيارات لمساعدتها على تخطي الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها.


تعزيز مشاغلة الاحتلال

واعتبر د. خريشة، تصريحات نتنياهو تحدياً واستهزاء بالفلسطينيين، خاصة مع من وقع اتفاق "أوسلو" وأيضا تحدياً لمن يستمر في "التنسيق الأمني" مع الاحتلال.


وطالب بضرورة العمل على أخذ الجانب الآخر من هذه التصريحات وعدم الالتفات إلى ما يخدم نتنياهو، الأمر الذي يتطلب من الفلسطينيين تعزيز برامج مشاغلة الاحتلال، وأن تكون هدفاً لكل أبناء شعبنا، مشدداً على ضرورة أن تلتحق السلطة بركب شعبها من أجل افشال كل مخططات الاحتلال.
تشكل تهديداً حقيقياً


وأردف د. خريشة، " إسرائيل تدرك أن المقاومة اليوم تدحرجت ككرة الثلج وكبرت وأصبحت لديهم آليات ووسائل واستخبارات، وأصبحت تشكل تهديداً حقيقياً للاحتلال، وبالتالي "إسرائيل" تريد أن تشرك أطرافاً أخرى لوأد هذه الحالة، والطرف الذي تشركه بالأساس السلطة الفلسطينية وأطرافاً عربية أخرى من خلال المؤتمرات التي عقدت سواء (بالنقب، شرم الشيخ، العقبة، المغرب)".

 

وأشار، إلى أن "إسرائيل" تبحث دائما على ما يهدأ الأوضاع خاصة في مناطق الضفة الغربية حتى يبقى الشعب الفلسطيني يتعايش مع الاحتلال، مشدداً على أن المقاومة استطاعت أن تنهي هذه الفكرة من خلال نموها واستخدامها لوسائل جديدة.


وأكد د. خريشة، أن الاحتلال يخشى المقاومة في الضفة ولا يريد لها أن تكرر نموذج غزة الذي بدأ ضعيفا ثم أصبح يمتلك من الوسائل والأدوات ما يردع الاحتلال، لذلك يحاول أن يستخدم السلطة في هذه المرحلة على الأقل لوقف نمو المقاومة في شمال الضفة المحتلة.


وكُشف مُؤخراً عن وجود توجه لدى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بتعيين نائب له خلال الفترة القليلة القادمة، وذلك بسبب ضغوط كبيرة يتعرض لها.


وقالت مصدر رفض الكشف عن هويته": إن "عباس يتعرض لضغوط من عدة جهات خاصة أمريكا وأوروبا، لتعيين نائب له تحضيرا للمرحلة المقبلة، وخشية من وجود فراغ في قيادة السلطة، يمكن أن يؤثر على الأوضاع في المنطقة، وهو ما كان يرفضه عباس طيلة الفترة الماضية".


ضغط كبير


فيما يتعلق بموضوع خلافة عباس، أوضح النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي، أن "نتنياهو" ينظر دائما لمرحلة ما بعد رئيس السلطة محمود عباس ولذلك فهو يريد شخصاً آخر ولكن يبقى ملتزما بالاتفاقيات التي وقعت ما بين منظمة التحرير الفلسطينية و"إسرائيل" وبالتالي هذه مصلحة "إسرائيلية".


وبين، أن فكرة وجود نائب لرئيس السلطة الفلسطينية ليست بالجديدة، وتم طرحها مسبقا قبل انتخابات عام 2006، ليتم المصادقة عليه من قبل المجلس التشريعي ضمن صلاحيات محددة، ولكن هذه الفكرة تلاشت لخشية عباس من فوز حركة حماس بالانتخابات.


وتابع د. خريشة: "اليوم اختلفت الأمور وهناك ضغط كبير على عباس لتعيين نائب له حتى لا يتم تطبيق القانون الأساسي الفلسطيني الذي ينص على أنه في حال غياب الرئيس يكون رئيس المجلس التشريعي رئيساً لمدة 60 يوماً لحين اجراء الانتخابات" .


ولفت إلى وجود ضغوطات كبيرة تمارس على عباس سواء كانت داخلية او خارجية من أجل أن يستمر الحال كما هو عليه اليوم، مضيفاً "أن التوجه "الإسرائيلي" هو أن يبقى شخص آخر يمثل نهج عباس ويلتزم بالاتفاقيات الموقعة ما بينه وبين الإسرائيليين".


واعتبر د. خريشة، فكرة تعيين نائب لعباس، إذا ما تم تعد خرقاً للقانون الفلسطيني، لافتاً إلى أن الأصل في ذلك اجراء انتخابات تكون بها ورقتان، الأولى للرئيس، والثانية لنائب الرئيس، أو أن يتم تعديل القانون الأساسي وهذا الامر غير ممكن أن يتحقق في ظل غياب وحل المجلس التشريعي.


وبين أن تعيين نائب لعباس سيخلق أزمة دستورية قانونية لدى الشعب الفلسطيني، تخدم فقط "إسرائيل"، ولا تخدم الفلسطينيين ولا طموحهم نحو مقاومة هذه الاحتلا

التعليقات : 0

إضافة تعليق