المقاومة مواقفها ثابتة 

صفقة تبادل الأسرى.. الاحتلال "المعطل" الوحيد و"واشنطن" توفر الغطاء له

صفقة تبادل الأسرى.. الاحتلال
الأسرى

 

الاستقلال/ معتز شاهين:

أجمع مختصان بالشأن السياسي والإسرائيلي أنه بدون نية "إسرائيلية" جادة لن يكون هناك أي تقدم في ملف مفاوضات الأسرى بين الاحتلال والمقاومة في غزة لإنهاء الحرب القطاع، مشددين على أن نجاح الصفقة مرهون بوجود قناعة لدى الإدارة الامريكية بأنه حان الوقت للضغط على الاحتلال، لكونه المعطل الحقيقي لها.

 

وقال المختصان في أحاديث منفصلة مع صحيفة "الاستقلال"، الأربعاء، إن الادعاء الإسرائيلي بأن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار سيؤدي إلى دفع عجلة المفاوضات أمر غير منطقي، لكون حركة حماس وفصائل المقاومة أبدت كثيراً من المواقف الإيجابية لإبرام صفقة تنهي الحرب.

 

وأعلن وزير الخارجية الأميركي "أنتوني بلينكن"، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة ستضاعف جهودها في الأيام المقبلة، لإنهاء الحرب في غزة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، وعلى اثر ذلك وصل "بلينكن" إلى "تل أبيب"، الثلاثاء، في زيارة تعتبر الحادية عشرة منذ بدء حرب "إسرائيل" على غزة.

 

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أمس الأربعاء، عن وجود مقترح قدمه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى "إسرائيل"، لإنهاء الحرب في غزة، وإبرام صفقة تبادل.

 

ونقلت الصحيفة العبرية عن مصادر، بأن بلينكن اقترح على "إسرائيل" صفقة تشمل استعادة الأسرى الإسرائيليين، والانسحاب من غزة.

 

 

في السياق قالت نائبة الرئيس الأميركي "كامالا هاريس"، في كلمة عقب إعلان اغتيال السنوار، إن هذه "فرصة"، لإنهاء الحرب في غزة، وبدء خطة "اليوم التالي"، من دون حماس في السلطة.

 

تعنت "إسرائيلي"

وأكد الكاتب والمحلل السياسي عصمت منصور، أنه بدون نية "إسرائيلية" جادة لن تكون هناك صفقة لإنهاء الحرب على قطاع غزة، مشدداً على أن رئيس حركة حماس يحيى السنوار لم يكن معرقلاً للصفقة حتى يكون استشهاده بمثابة إزالة عقبة أمام إبرام صفقة كما يدعى الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الامريكية.

 

وقال منصور لـ"الاستقلال" الأربعاء، إن السنوار قبل استشهاده لم يكن معطلاً لأي صفقة، مستنداً بذلك على العديد من العقبات التي ذللتها حركة حماس والمقاومة في غزة من أجل التوصل لإبرام صفقة تبادل، لكن في كل مرة كان الاحتلال الإسرائيلي يعرقلها بإضافة شروط جديدة".

 

وفي مايو، أعلن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" تبنيه مقترحًا إسرائيليًا يتضمن 3 مراحل، وأعلنت حركة حماس وقتها رداً إيجابيا حول المقترح، في المقابل أصدر رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" بيانًا أكد أن شروط "إسرائيل" لإنهاء الحرب لم تتغير، وعاد للحديث عن تدمير المقاومة، وإطلاق سراح المحتجزين، وضمان ألا تشكل غزة تهديدًا للاحتلال.

 

وأَضاف منصور، ان إبرام صفقة جديدة تبقى مرهونة بان يكون هناك تغيير في الموقف الاسرائيلي، مشدداً على أن استمرار التعنت الإسرائيلي في اجبار الفلسطيني على الاستسلام، وفرض الاملاءات عليه ومحاولة جني مكاسب فقط، سيفشل أي مبادرة جديدة.

 

وأشار، إلى أن الادارة الامريكية إذا كانت جادة في ابرام صفقة، يجب أن يكون لديها رؤية واضحة تستطيع من خلالها إلزام نتنياهو بها وأن تنطلق من فكرة أن يكون اليوم التالي للحرب يعطي أفقًا وأمالًا للفلسطينيين وليس يومًا يكرس عبوديتهم واحتلالهم.

 

وبين المحلل السياسي، أن نجاح الصفقة من عدمه مرهون بان يكون هناك قناعة لدى العالم بان هذه الحرب باتت مكلفة وتهدد الاستقرار وأن استمرارها لا يخدم أحد، وأن تكون الإدارة الامريكية على قناعة بأنه جاء الوقت للضغط على "نتنياهو"، لكونه المعطل الحقيقي للصفقة.

مواقف لم تتغير

بدوره، قال المختص بالشأن الإسرائيلي د. عمر جعارة إن الادعاء الإسرائيلي بأن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار سيؤدي إلى دفع عجلة المفاوضات أمر غير منطقي بناءً على التجارب السابقة، حيث أسفرت مثل هذه العمليات عن مزيد من التصعيد والتوتر.

 

وأضاف جعارة لـ "الاستقلال"، أن هذا الادعاء الإسرائيلي جزء من السردية التي تروج لها (إسرائيل) بهدف إضفاء شرعية على عمليات الاغتيال وجرائم الإبادة الجماعية التي تنفذها ضد المدنيين في قطاع غزة.

 

وأوضح، أن مواقف المقاومة في قطاع غزة لم تتغير وأن استشهاد السنوار لم يقدم شيئًا في دفع عجلة المفاوضات، لكون أن مطالب الشعب الفلسطيني واضحة وهي وقف إطلاق النار بشكل كامل وانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة.

 

وعن زيارة وزير الخارجية الأميركي "أنتوني بلينكن" إلى (تل أبيب) لمناقشة مقترح جديد للصفقة، قال جعارة: " إن كل ما يدور في فلك إسرائيل متفق عليه مع الولايات المتحدة الامريكية، وأن الطرفين يبحثان معا على كيفية ادارة الحرب ولا شيء آخر، بدليل أن الأمريكي لو أراد الضغط على (إسرائيل) لبادر بوقف توريد الأسلحة والذخائر لإسرائيل التي تسبب بقتل مئات المدنيين".

واتفق المحلل السياسي مع سابقه بأنه بدون نية إسرائيلية جادة لن تكون هناك صفقة لإنهاء الحرب على قطاع غزة.

التعليقات : 0

إضافة تعليق