غزة/ سماح المبحوح:
أكد محللان مختصان بالشأن الإسرائيلي والفلسطيني أن الرئيس الأمريكي التي ستفرزه الانتخابات الأمريكية الجديدة، لن يحدث تغييرا على مستوى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بل سيعمل على تحقيق مصالح الاحتلال الإسرائيلي فقط كما رؤساء الولايات المتحدة الامريكية السابقين.
ورأى المحللان خلال أحاديث منفصلة مع "الاستقلال" أن الإدارة الأمريكية القادمة ستتبع ذات نهج الإدارات السابقة الداعمة لإسرائيل بشكل مطلق، مشيرين إلى أن المرشحان في الانتخابات الحالية" كامالا هاريس من الحزب الديمقراطي، ومنافسها دونالد ترامب من الحزب الجمهوري وجهات لعملة واحدة مع اختلاف طريقة تنفيذ سياساتهما.
وتجري اليوم الثلاثاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، حيث يصوت الأمريكيون لانتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة خلفا لجو بايدن المنتهية ولايته والذي أعلن انسحابه من سباق الانتخابات، تاركا المكان لنائبته كامالا هاريس من الحزب الديمقراطي، ومنافسها دونالد ترامب من الحزب الجمهوري، واللذان أبديا دعما كبيرا لإسرائيل خلال مناظرة جرت بينهما في 10 سبتمبر/ أيلول 2024.
ومن المقرر أن يشغل الفائز منصب الرئيس في البيت الأبيض لمدة أربع سنوات اعتبارا من تاريخ حفل التنصيب في 20 يناير 2025.
وجهان لعملة واحدة
المختص بالشأن الإسرائيلي أحمد فياض يرى وجود تقارب بين وجهة النظر بين المرشحة هاريس من الحزب الديمقراطي ومنافسها ترامب من الحزب الجمهوري، حيث يدعم الاثنين "إسرائيل" بشكل مطلق، واللذان أبديا ذلك أثناء تصريحاتهما خلال الحملة الانتخابية، مشيرا إلى أنهم لا يستطيعون الخروج عن هذا المسار الذي حافظت عليه الإدارات الأمريكية السابقة.
وأكد فياض خلال حديثه لـ "الاستقلال" أن رؤساء أمريكا على مدار العقود العشر الماضية لم يغيروا سياساتهم الخارجية، حيث جميعهم أبدوا تأييدهم المطلق للاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح أن الرؤية الأمريكية السياسية الخاصة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي تكاد تكون مغيبة، حيث لم يعد هناك أي تمثيل دبلوماسي أمريكي في الأراضي الفلسطينية منذ سنوات أو توجهات لرسم سياسي لوضع فلسطين و"إسرائيل".
وأشار إلى أن ملامح السياسة الأمريكية تتبنى المخططات والسياسات الإسرائيلية، والتي ظهرت بشكل واضح خلال الحرب حين تبنى الرئيس بايدن مواقف نتنياهو خاصة المتعلقة بإبرام صفقة تبادل، والتي أعاد طرحها على الفلسطينيين والعرب، كذلك الدعم المالي والعسكري والدبلوماسي الكبير المقدم من طرفها لإسرائيل.
ولفت إلى عدم وجود أي أبعاد أو حلول سياسية لدى أمريكا لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إنما تبني ما تطرحه "إسرائيل"، متسائلا "كيف يمكن أن تحمل الانتخابات أي بشائر للفلسطينيين مع التوجه السياسي الأمريكي الموجود؟".
قالت هاريس في تصريحات للصحفيين، بمدينة ديترويت في ولاية ميشجان: "فيما يتعلق بغزة، كنت واضحة للغاية، فمستوى قتل الفلسطينيين الأبرياء غير معقول.. ونحن بحاجة إلى إنهاء هذه الحرب وإطلاق سراح الرهائن".
وبشأن ذلك، أوضح أن هاريس لم تعترض خلال تصريحاتها على الحرب واستمرار العدوان ضد الفلسطينيين إنما اعترضها اللافت على العدد الكبير من الشهداء الفلسطينيين بآلة الإجرام الإسرائيلية، مؤكدا على عدم وجود ما يشير أن المرشحان لديهم توجه فيما يتعلق بحدوث انفراجه بالوضع الفلسطيني.
تأثيرها كبير
واتفق الكاتب والباحث بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور مع سابقه، على عدم وجود تأثير إيجابي لنتائج الانتخابات الأمريكية على القضية الفلسطينية ومسار الحرب على قطاع غزة، حيث سيتبنى الرئيس القادم ذات السياسة التي تبعتها الإدارات الأمريكية السابقة، مع اختلاف طريقة تنفيذها بين المرشحين.
وقال منصور في حديثه لـ "الاستقلال": رغم أن الخلاف بين المتنافسين هو على شخصهم، وليس سياساتهم ، فالديمقراطيون والجمهوريون يتفقون على حد سواء في دعم إسرائيل، فترامب لن يتردد في تقديم دعم أكبر وأوسع لبنيامين نتنياهو، فيما سيكون التصويت الديني المتطرف لصالح دونالد ترامب بدون أدنى شك، وكذلك هاريس، فإن حزبها هو الداعم الأكبر لإسرائيل في الإبادة التي تشنها على غزة.
وأضاف " أن الموقف الأمريكي بات واضح جليا بانحيازه المطلق مع (إسرائيل) في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني منذ أكتر من عام، حيث دعمتها بالسلاح والمال والنضال الدبلوماسي، والمرشح الفائز في الانتخابات سيعمل على تحقيق المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة"، مستدركا " إلا أن طريقة تحقيق تلك المصالح بين المرشحين تختلف بشكل كبير بينهما.
ورأى أنه في حال فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية فإنه سيطلق العنان لنتنياهو ويعطيه حرية واسعة لضم شمال الضفة الغربية وشمال قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وسرقة ما تبقى من ثرواتهم الطبيعية، مستبعدا وجود أي تطورات جوهرية على صعيد القضية الفلسطينية والتي تشمل إنهاء الحرب على غزة، وابرام صفقة تبادل مع المقاومة في غزة.
ولفت منصور النظر إلى أن هاريس ستبحث عن الحلول الدبلوماسية والسياسية التي تضمن من خلالها استقرار المنطقة، مع ضمان عدم تأثير هذه الحلول على "إسرائيل" والولايات المتحدة الامريكية.
التعليقات : 0