غزة / معتز شاهين:
في خطوة جديدة لتحريك المياه الراكدة، تجري حركتا فتح وحماس محادثات في القاهرة برعاية مصرية لبحث آلية مشتركة لإدارة قطاع غزة بعد الحرب الأخيرة، في مسعى لتحقيق توافق حول قضايا القطاع الأساسية وإيجاد حلول للتحديات الراهنة.
تأتي هذه المحادثات في وقت حساس، حيث تعاني غزة من أوضاع إنسانية متدهورة وأزمات اقتصادية متفاقمة، مما يضع ضرورة ملحة لإيجاد صيغة تعاون تضمن تحسين الخدمات الأساسية وتخفيف معاناة السكان.
ويرى محللون سياسيون ان «إسرائيل» لن تسمح بنجاح هذه اللقاءات في الوقت الحالي إلا أن تكون هناك متغيرات على أرض الواقع تعكس الحالة الدائرة، تفشل من خلالها إيجاد أطراف تدير قطاع غزة في اليوم التالي للحرب
وشدد المحللون في أحاديث منفصلة مع «الاستقلال»، أن «إسرائيل» ستعارض أي اتفاق فلسطيني في اقتسام للسلطة بين حماس وفتح لكون ذلك يعارض اهداف حرب «نتنياهو» التي من ضمنها انهاء حكم حماس لغزة.
ومساء السبت الماضي، أعلن مصدر مصري، انطلاق لقاء بين حركتي فتح وحماس بالقاهرة، لبحث إنشاء لجنة لإدارة شؤون قطاع غزة، فضلا عن استمرار جهود التوصل لوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، وفق ما نقلته قناة القاهرة الإخبارية.
وقالت حركة حماس، مساء الاثنين، إنها ناقشت مع حركة «فتح» تشكيل هيئة لمتابعة أمور قطاع غزة واحتياجاتها في مختلف القضايا، وذلك خلال لقاء جمعهما في القاهرة.
وأكدت الحركة على لسان القيادي فيها أسامة حمدان، على مواصلة قيادتها اللقاءات والاتصالات مع حركة فتح والفصائل الفلسطينية كافة، «للوصول إلى أنسب الحلول والصيغ التي تخدم شعبنا عموماً وغزة وأبناءها على وجه الخصوص».
فشل التطبيق
وقال الكاتب والمحلل السياسي عزام أبو العدس إن مباحثات حركتي حماس وفتح في القاهرة ليس لها علاقة باليوم التالي للحرب، مردفاً: «اليوم التالي للحرب اسرائيلياً وعربياً وأمريكياً ومن جهة السلطة الفلسطينية لا يريدون أن تبقى حركة حماس ولا بقية فصائل المقاومة في غزة».
وأَضاف، أبو العدس لـ»الاستقلال» أمس الأربعاء، أن إسرائيل لن تسمح بنجاح هذه اللقاءات في الوقت الحالي إلا ان تكون هناك متغيرات، لافتا أن الاحتلال لا يريد أن يكون للسلطة الفلسطينية تواجد في قطاع غزة ولا في الضفة الغربية، وأن مشروعها الحالي هو تفكيكها واستبدالها بمجموعة من الكيانات.
وتابع: «إسرائيل تدرك أن غزة البيئة التي تقاتل من خلالها المقاومة ولذلك هي تحاول أن تفرغها من جميع فصائل المقاومة على اختلاف مسمياتها، وهي لا تزال تحاول أن تبحث عمن يدير قطاع غزة دون تواجد لحركة حماس فيها».
وقلل أبو العدس، من جدوى هذه اللقاءات في الوقت الحالي، لكون أن السلطة تحاول من خلالها احداث اختراق داخل قطاع غزة عبر استغلال ظروف المجاعة وظروف الحصار، واعتقادها بان المواطنين سيتبعون من يحمل مفتاح بوابة المساعدات.
ولفت، إلى أن حركة حماس تذهب إلى اللقاءات وهي مضطرة لإشراك هذه الجهات وهي تعلم تماما بأنه لا يراد منها خير لكن الخيارات أمامها تكاد تكون معدومة، في ظل الحصار الاسرائيلي والامريكي والعربي.
وعن نجاح أو فشل هذه اللقاءات، يرى المحلل السياسي أن ذلك يكمن في قدرة حركة حماس على الموازنة بين الحفاظ على مشروع المقاومة، والحفاظ على سيطرتها العسكرية والأمنية، والأهم إدخال المساعدات إلى المواطنين في قطاع غزة.
الاحتلال العقبة
بدورها، ترى الكاتب والمحلل السياسي رهام عودة أن حوارات حماس وفتح بالقاهرة الجارية ضرورية من أجل توحيد الجهود الفلسطينية الداخلية لاستباق مشروع الاحتلال الاسرائيلي الذي يخطط لفصل قطاع غزة وعزله بشكل كامل عن الكل الفلسطيني وتأسيس ادارة مدنية تخضع لأوامره.
وقالت عودة لـ «الاستقلال»، إن (إسرائيل) ستعارض تطبيق الاتفاقات الفلسطينية في حال كان هناك اقتسام للسلطة بين حماس وفتح لكون ذلك يعارض أهداف حرب «نتنياهو» التي من ضمنها انهاء حكم حماس لغزة.
وأَضافت، أن أبرز التحديات التي تواجه تطبيق هذه اللقاءات هو إصرار (إسرائيل) على عزل حركة حماس من الحكم كلياً والقضاء عليها، ما يستدعي الامر إلى تشكيل حكومة تكنوقراط، لديها القدرة على اقناع المجتمع الدولي والولايات المتحدة بالاعتراف بها، ليتم فرضها لاحقا على «إسرائيل» في اليوم التالي للحرب.
وبينت، أن نجاح هذه اللقاءات تبقى متأرجحة ومتغيرة بسبب ما يفرضه الواقع على الأرض مع استمرار الحرب على قطاع غزة.
التعليقات : 0