بقلم/ د. محمد أبو بكر
ما سأقوم بسرده هنا يأتي استكمالاً للمقال السابق عن الحالة التي وصلت إليها حركة فتح وسلطة رام الله من خلال المشاهدات الأخيرة لِمَا يجري لأهلنا في مختلف مناطق الضفة الغربية، وخاصة مخيم جنين، الذي لا تزيد مساحته عن نصف كيلومتر مربع، حتى أصبح معضلة حقيقية أمام جيش الاحتلال الذي يمارس جرائم يومية، كما هي الحالة في قطاع غزة.
الاحتلال وجد ضالته في أجهزة أمن فتح والسلطة، فهذه الأجهزة تمارس (رجولتها) بحقّ الأهل بصورة تبعث على الإعجاب والتقدير من قِبَل نتنياهو وزبانيته، لا بل إن تصرفاتها أصبحت مفاجِئَة للكيان الغاصب الذي يُبدي ارتياحاً كبيراً لِمَا تقوم به، وهذه الأجهزة تخوض منافسة قويّة مع جيش الاحتلال؛ كي تثبت له بأنّها قادرة على مواجهة رجال المقاومة والحدّ من خطورتهم على كيان العدو.
ما فاجأَني خلال الأيام الماضية قيام هذه الأجهزة باستخدام قذائف (الآر بي جي) في مخيم جنين، وهي المرّة الأولى التي نشهد فيها وجود مثل هذه القذائف التي كنّا نتمنّى توجيهها لصدر جيش الاحتلال، الذي مازال يستبيح الأرض والمقدسات ويقتل بدمٍ بارد ويمارس كل سفالاتِهِ في أرضنا المحتلة.
والأغرب من ذلك، أنّ أفراد هذه الأجهزة يقومون بالتقاط الصور من داخل منازل المواطنين في المخيم، حيث الضحكات والتصرّفات المُخجِلَة، وكأنّها تمكّنت من تحرير القدس! وهي تعلم بأنّها هي التي أصبحت أضحوكة وألعوبة بأيدي جيش الاحتلال النازيّ.
لا أشكّ للحظة بأنّ هذه الممارسات الفتحاوية والسُلطوية لا تمُتُّ لأيِّ فلسطينيّ بصِلَة، من العيب والعار أن يصل هؤلاء لهذا المستوى المَقيت والمُشين في التعامل مع أهلنا الصابرين والمرابطين، سواء في مخيم جنين أو أيّ مكان في الضفة الفلسطينية، والتي يبدو أن ساعة الصفر باتت قريبة جداً للخلاص من الاحتلالَيْن البغيضَيْن.
لن أطلب من فتح وأجهزة أمن السلطة العودة إلى الرُشد أبداً، فهذا لن يُفيد، عليهم فقط انتظار ما هو قادم، حيث لن ينفع الندم أبداً، فشعبنا الفلسطيني ينتظر تلك اللحظة الحاسمة التي لن تطول أبداً، حينها سيكون الحساب عسيراً وعسيراً جداً لكلّ مَنْ مارس الخيانة بحقِّ فلسطين وشعبها ومقاومتها.
أُجزِمُ بأنّ نتنياهو يشعر بـ"انشكاحٍ" كبير والانشكاح يعني السعادة والسرور، هذا هو الحال اليوم، ويا ألف خسارة على فتح وما آلت إليه!
تحية للمقاومين الأبطال في أنحاء الضفة الغربية كافة، والمجد للمقاومة "المعجزة" في غزة التي مازالت تواجه الاحتلال بصورةٍ نعجزُ عن وصفها.
التعليقات : 0