تأهُّب إسرائيلي لاحتمال إبرام الصفقة واستقبال محتجزين ابتداءً من الأحد

تأهُّب إسرائيلي لاحتمال إبرام الصفقة واستقبال محتجزين ابتداءً من الأحد
الأسرى

الاستقلال/ وكالات:

تحاول دولة الاحتلال الإسرائيلي الترويج إلى أنّ حركة حماس هي التي تُعيق الخطوة المقبلة لإتمام الصفقة، في وقت تقول فيه الأخيرة إنها تنتظر الحصول على خرائط تفصيلية لانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة.

مع ذلك، ترجّح مختلف المؤشرات، ومنها إسرائيلية، أنّ تكون الصفقة قادمة لا محالة في حال عدم حدوث شيء غير متوقَّع وسط تعليمات إسرائيلية لمختلف المؤسسات ذات الصلة، ومنها المستشفيات، بأن تكون جاهزة لاستقبال المحتجزين الإسرائيليين في غزة المتوقَّع إطلاق سراحهم؛ انطلاقاً من أنّ التوقيع على الاتفاق قد يتم في غضون ساعات.

وذكرت القناة (12) العبرية، اليوم الأربعاء، أنّ "إسرائيل" تستعد لاستقبال عدد من المحتجزين ابتداءً من يوم الأحد المقبل، إذا جرت الأمور كما هو مخطَّط لها.

وسلّمت "إسرائيل" مسوّدة الاتفاق الأخيرة إلى الوسطاء، بعد جولة أخرى من المشاورات المتعلّقة بآلية تنفيذه، ومن المتوقَّع في اليوم الأول من الصفقة المحتملة الإفراج عن ثلاث محتجزات إسرائيليات، ولاحقاً سيتم في كلّ أسبوع إطلاق سراح مجموعة أخرى.

ووفقاً لمقترح الصفقة، سيتم إطلاق سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً في المرحلة الأولى منها، وتضمّنت القائمة التي قدّمتها دولة الاحتلال إلى حركة حماس 34 محتجزاً، ولكنها أزالت لاحقاً اسم المحتجز يوسف الزيادنة من سكان النقب، منها، وفق ما ذكرته صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الأربعاء، حيث تمّ تخليص جثته من قِبَل جنود إسرائيليين الأسبوع الماضي، ليبقى العدد عند 33 محتجزاً، وتخلّت "إسرائيل" فعلياً عن مطلبها بالحصول على قائمة بأسماء المحتجزين الأحياء.

وتتوقّع دولة الاحتلال في المرحلة الأولى من الصفقة، إطلاق سراح نساء وأطفال عائلة (بيباس)، بعد ذلك سيتم إطلاق سراح مجنّدات ثم الكبار فوق سن الخمسين، وأولئك الذين تمّ تصنيفهم جرحى ومرضى، ومن المفترض أن تستمر عملية الإفراج طوال المرحلة الأولى؛ أيّ على مدى 42 يوماً، وفي اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى، ستبدأ المناقشات حول تنفيذ المرحلة الثانية من الصفقة، وتم تقسيم الاتفاقية إلى ثلاث مراحل، فيما قال مسؤولون سياسيون، أمس الثلاثاء، إنه قد يتمّ تقليصها إلى مرحلتين، وخلال المرحلة الثانية، من المفترَض إطلاق سراح باقي المحتجزين من الأسر، وربما مع الجثامين.

وبعد المرحلة الأولى، من المتوقَّع أن يبقى في أسْر حماس في قطاع غزة 65 محتجزاً، صنّفت "إسرائيل" 36 منهم بأنهم ليسوا على قيد الحياة، ومن بين المحتجزين سبعة أجانب، و22 محتجزاً إسرائيلياً تمّ تصنيفهم بأنهم أحياء، ولكن إذا كانت ستتمّ إعادتهم في الصفقة، فلن يكون ذلك في المرحلة الأولى منها.

وبعد الإعلان عن التوصّل إلى صفقة، سيتم عرضها على المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية في دولة الاحتلال (الكابينت)، ومن ثَمَّ على الحكومة للمصادقة عليها، ومن ثَمّ تنشر سكرتارية الحكومة قائمة أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم في إطار الصفقة، وتمنح الجمهور مدة 48 ساعة للاعتراض قبل تنفيذ الصفقة. ومن المتوقَّع أن تحظى الصفقة بأغلبية داخل الحكومة رغم الخلافات بين مركباتها وإعلان الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش معارضتهما لها حتى الآن.
ومن المتوقَّع في المرحلة الأولى من الاتفاق إطلاق سراح حوالي 1300 أسير فلسطيني، ومع ذلك، تفيد "يديعوت أحرونوت" بأنه نظراً لأنّ دولة الاحتلال لا تعرف مَنْ من بين المحتجزين الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى هم على قيد الحياة، فلا يوجد ضمان بأن يتم إطلاق سراح جميع الـ1300 أسير، وقد تتغيّر الأعداد بناءً على مصير المحتجزين الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى.

وستطالب "إسرائيل" بنفي الأسرى الذين تتهمهم بقتل إسرائيليين أو "الملطَّخَة أيديهم بالدماء"، ولن تسمح لهم بالعودة إلى الضفة الغربية المحتلة، وإنما تفضِّل نقلهم إلى قطاع غزة، أو قطر، أو تركيا، وفي جميع الأحوال، لن يتم في المرحلة الأولى، إطلاق سراح أسرى "النُخبَة" الذين تمَّ أسرهم في القطاع.

استعدادات في المستشفيات لعزل المحتجزين

على جانب آخر، دخل جهاز الصحة الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى؛ استعداداً لاحتمال استقبال محتجزين في الأيام المقبلة، ووفقاً لقرار وزارة الصحة، سيتم استقبال المحتجزين في مستشفيات شيبا، إيخيلوف، بيلينسون (في مجمع شنايدر)، شمير وسوروكا، حيث سيتلقون العلاج في مناطق معزولة ومؤمّنَة.

وفي إطار استخلاص العِبَر من الصفقة السابقة والوحيدة منذ بداية الحرب، التي تمّت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، تمّ توجيه المستشفيات؛ لمنع أيّ اتصال خارجي مع المحتجزين العائدين إذا لم يرغبوا في ذلك، ومن بين الإجراءات المتخذة، تقرر منع "زيارات الاستعراض" من قِبَل السياسيين إلى الأقسام المعزولة، وسيقضي المحتجزون المفرَج عنهم عدّة أيام على الأقل في المستشفيات. 

وكانت إحدى المحتجزات التي أُطلِقَ سرحها في الصفقة السابقة قد وجّهت في مؤتمر صحافي -خلال وجودها في المستشفى وقتئذ- ضربة للجهود الإسرائيلية الرامية لتشويه صورة المقاومة الفلسطينية، وتحدثت عن حُسن معاملة الآسِرين لهم، بخلاف ما روّجت له "إسرائيل" في حينه؛ وخشية من تكرار ذلك تسعى "إسرائيل" إلى عزل المحتجزين بقدر الإمكان عن الخارج لتجنّب مواقف مشابهة.

مصلحة سجون الاحتلال تستعد لعزل الأسرى الفلسطينيين في الحافلات

من جهتها، اتخذت مصلحة سجون الاحتلال إجراءات لمنع تعبير الأسرى الفلسطينيين الذين سيتحرّرون في إطار الصفقة عن فرحتهم، وقرّرت الاستعداد، بحيث لا يتمكن الأسرى من إخراج أيديهم من النوافذ أثناء النقل في الحافلات، في محاولة لمنع مشاهد مثل تلك التي ترسّخت في الوعي العام خلال صفقة الجندي جلعاد شاليط، حيث رُفعت إشارات النصر أمام الكاميرات، ومن المرجَّح نقل الأسرى في حافلات ذات نوافذ معتِمَة.

كما تشمل الاستعدادات أيضاً، نقل الأسرى في قوافل مؤمَّنَة من مختلف السجون ومراكز الاحتجاز إلى معتقل (عوفر) ومكان إضافي، حيث سيتم من هناك تنفيذ عملية الإفراج، وستشارك الوحدات الخاصة وفرق أمنية أخرى في خطة تأمين الحافلات.

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق