إعدام الطبيب "العصيبي".. محاولة "اسرائيلية" لمحو "الفشل" بالدم

إعدام الطبيب
فلسطينيات

غزة/باسل عبد النبي

لم يرق للاحتلال الاسرائيلي مشهد الزحف الجماهيري المهيب من المدن الفلسطينية إلى القدس، فمشاهد المصلين في الأقصى فرضت الوجود الفلسطيني، رغم كل المحاولات الاسرائيلية لمحوه من المدينة المقدسة.

 

وأدى نحو 250 ألف مصلٍ، ظهر أمس، صلاة الجمعة الثانية من رمضان في رحاب المسجد الأقصى المبارك، كما أدى 150 ألف، صلاة العشاء والتراويح، وغيرهم قُدر بالآلاف أدوا صلاة فجر العاشر من رمضان.

 

وليلة أمس، أعدمت قوات الاحتلال الاسرائيلي الطبيب الشاب محمد العصيبي من قرية حورة بالنقب، بالقرب من باب السلسلة أحد أبواب المسجد الأقصى، في جريمة اعتبرتها الأوساط الفلسطينية محاولة لمنع المصلين من التوجه للأقصى، وتكرار مشهد الزحف المهيب إلى القدس.

 

وعقب الحادثة، أغلقت قوات الاحتلال أبواب المسجد الأقصى، واستنفرت عددًا كبيرًا من قواتها في باحات المسجد، وحاصرت المعتكفين داخل المسجد القبلي لمنعهم من الخروج منه، وفرضت تضييقات وتشديدات في البلدة القديمة.

 

تسويق الأكاذيب

الكاتب والباحث المقدسي راسم عبيدات، أكد في حديث لـ"الاستقلال" أن إعدام الشاب "العصيبي" دليل على وحشية وإجرام الاحتلال وتعطشه للدم الفلسطيني.

 

وقال عبيدات، إن الكيان تعود على الكذب والتضليل، ويحاول تسويق روايات غير صحيحة بأن الشاب خطف سلاح أحد الجنود، وشكل خطرًا عليهم. وأشار عبيدات إلى، أن هذه ليست المرة الأولى التي يخلق فيها الاحتلال رواية كاذبة، لافتًا إلى، عمليات إعدام موثقة أمام الكاميرات، كمشهد إعدام الشهيدة شيرين أبو عاقلة، الذي اختلق الاحتلال روايات لتغيير الحقائق رغم توثيق الكاميرات.

 

وشدد على أن الاحتلال فوق المحاسبة؛ لأن هناك من يقف خلفه ويبقيه فوق القانون الدولي، ويحميه من أي عقوبات قد تفرض عليه بسبب جرائمه المستمرة بحق الفلسطينيين. فشل اسرائيلي ولفت عبيدات إلى فشل الاحتلال في فصل القدس عن محيطها الفلسطيني، والدليل على ذلك وصول ربع مليون فلسطيني للأقصى لتأدية الصلاة فيه رغم كل التضييقات والقيود والتفتيشات المذلة، وهو ما يؤكد على أن الشعب الفلسطيني موحد حول القدس.

 

وتابع: "الأقصى يوحد كل الفلسطينيين؛ لما له من قيمة دينية كبيرة في نفوسنا حتى أن بعض المرابطين قطعوا عشرات الكيلو مترات مشيًا على الأقدام كي يصلوا الى المسجد الأقصى وبعضهم تسلق الجدار في سلسلة بشرية للصلاة والاعتكاف والرباط فيه".

 

وحذر الكاتب والباحث المقدسي من محاولات حكومة الاحتلال التصعيد من بوابة المسجد الأقصى، مشيرًا إلى مطالب عدد من الحاخامات السماح بإدخال قرابين الفصح وذبحها في ساحات المسجد الأقصى، فضلا عن الدعوات لإدخال ألف مستوطن لذبح القرابين في الأقصى.

 

غيظ شديد

من جهته، أكد المختص في شؤون القدس جمال عمرو، أن الاحتلال يعيش حالة من الغضب والحقد والغيظ الشديد بعد مشاهد الجموع العظيمة التي لبت نداء الله بشد الرحال الى الأقصى والاعتكاف فيه، وكعادته أبى إلا أن ينغص على المرابطين أجواء العبادة بقتل الطبيب محمد العصيبي.

 

وتابع عمرو خلال حديث مع الاستقلال: "لا أحد يقبل الرواية الإسرائيلية المفبركة التي يروجها الاحتلال ويسعى من خلالها الى إخفاء حقيقته الفاشية العنصرية عن العالم، والتغطية على حجم الجريمة التي ارتكبها، وهناك العديد من جرائم الإعدام التي اقترفها بحق الصحفيين من أجل إخفاء الحقيقة، وحتى لا يتعرف العالم على وجه الاحتلال القبيح".

 

وشدد عمرو على، أن هذه الجريمة تستوجب تحقيق دولي، خاصة أن الاحتلال اعتدى على فتاة وعلى حراس المسجد وعلى المتسوقين من سوق القطانين، قبل أن يعدم الشاب "العصيبي".

 

ولفت عمرو، إلى أن نفوس الفلسطينيين معبأة ومشحونة؛ بسبب جريمة الاحتلال بحق الطبيب محمد، والناس أكثر استعدادا لتلبية نداء الأقصى، خاصة وأن الاحتلال يريد افراغ الأقصى من المصلين لفتحه للذين يقدمون الأغنام والماعز قرابين حيوانية.

 

وأضاف " هذا لن يحدث، فالأقصى للمسلمين وحدهم، ولا يمكن لبن غفير وحكومته أن تنتصر، والفلسطينيين أكثر إصرارا ورباطا في الأقصى من أي وقت سابق".

 

وأكد على أن جرائم الاحتلال التي يرتكبها ضد الفلسطينيين تزيدهم إصرارا ورباطا في المسجد الأقصى، وخير شاهد على ذلك مجزرة الحرم الابراهيمي التي لم تخل المسجد الابراهيم بل جعلت المصلين فيه أكثر من الماضي.

 

ودعا عمرو الفلسطينيين الى المزيد من شد الرحال الى المسجد الأقصى، والصلاة فيه والاعتكاف والرباط في باحاته، فجرائم الاحتلال إن لم تكن على بوابات الأقصى فستصل إلى كل أرجاء فلسطين.

التعليقات : 0

إضافة تعليق