"مسيرة الأعلام".. نوايا إسرائيلية لاستفزاز المسلمين والمقدسيون بالمرصاد

تقارير وحوارات

غزة/ سماح المبحوح

تتوجه الأنظار إلى مدينة القدس المحتلة؛ إذ يتحضر المستوطنون لتنظيم مسيرة الأعلام الاستفزازية في المدينة، غدًا الخميس، وسط استعدادات فلسطينية للتصدي لها، ومخاوف إسرائيلية من رد فعل فلسطيني.

 

وبجانب ذلك، دعت جماعات المستوطنين، للمشاركة في اقتحام المسجد الأقصى صباح الخميس 18-5-2023، وهو اقتحام تسعى جماعات الهيكل لجعله أكبر اقتحام للأقصى في تاريخه.

 

من جهته، قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إن مسيرة الأعلام ستجري في مسارها كما هو معد لها، في حين أوردت القناة 13 العبرية أن وزراء بالحكومة سيشاركون في المسيرة.

 

ولإفشال المسيرة ومخططات الاحتلال، انطلقت فعاليات مقدسية منذ أسابيع تدعو للنفير العام والرباط في باحات الأقصى والبلدة القديمة بالقدس، كما يعتزم المقدسيون حشد أعداد كبيرة في منطقة باب العامود؛ تزامنًا مع المسيرة الاستفزازية.

 

استعداد فلسطيني

التواجد الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة يشكل تحديًا كبيرًا للاحتلال؛ في ظل محاولاته المستمرة لفرض سيطرته على المدينة المقدسة وتهويدها، ورغم مضايقات الاحتلال واعتقاله للمقدسيين إلا أنهم يصرون على حماية المقدسات ومنع المستوطنين من تحقيق أطماعهم.

 

المواطن المقدسي أمجد عرفة أحد الذين لا يفارقون القدس ويرابطون في المسجد الأقصى؛ يؤكد في حديث مع "الاستقلال" استعداده للرباط في المدينة المقدسة يوم الخميس، وذلك لمنع المستوطنين من تحقيق أهدافهم.

 

ويعتبر عرفة وجوده بالقدس خاصة بالتزامن مع مسيرة الأعلام واجبًا شرعيًا عليه كفلسطيني ومسلم، وذلك لدحض أكاذيب الاحتلال ومستوطنيه وادعائهم أن القدس وكل ما فيها ملك لهم.

 

وقال عرفة:" على الرغم من استنفار الشرطة والجيش ونصب الحواجز، واستعدادهم للتنكيل والاعتداء على الفلسطينيين كما كل عام إلا أننا سنتواجد في المدينة المقدسة ونفسد مخططات المستوطنين.

 

ودعا عرفة الفلسطينيين من داخل وخارج القدس للتواجد في المدينة المقدسة؛ معتبرًا أن التواجد بحد ذاته يفسد فرحة المستوطنين خلال مسيرة الأعلام ويؤكد للعالم ان القدس ليست ملكا للمستوطنين.

 

من جهته، أكد رئيس مركز القدس الدولي د. حسن خاطر، أنه بالوقت الذي تجري فيه الاستعدادات الإسرائيلية على "قدم وساق" لتنظيم المسيرة؛ يعمل الفلسطينيون على تنفيذ دعوات النفير بالمدينة المقدسة، من خلال التواجد بأعداد كبيرة، من مختلف المدن والبلدات، رافعين أعلام وطنهم فلسطين.

 

وأوضح خاطر في حديث مع "الاستقلال" أن النفير لا يقتصر فقط على داخل فلسطين، إنما يتخطى ذلك، وصولا للدول الأوروبية والعربية، التي ينظم فيها اللاجئون بالشتات مختلف الفعاليات، منها التظاهرات التي تجوب العواصم وأمام السفارات والقنصليات، وذلك تعبيرا عن تمسكهم بحقهم في وطنهم.

 

مخاوف إسرائيلية

وقال خاطر إن توترًا شديدًا يسود المدينة المقدسة مع اقتراب موعد مسيرة الأعلام، مشيرًا إلى مخاوف إسرائيلية من أن تؤدي مسيرة الأعلام إلى اندلاع مواجهة جديدة، على غرار معركة "سيف القدس".

 

 ورأى خاطر أن محاولات نتنياهو وبن غفير عبر الأعلام حشد عدد كبير من المستوطنين للمشاركة في المسيرة؛ تأتي بسبب خشيتهم من انخفاض أعداد المشاركين فيها، وعدم قدرتهم على الوصول إلى المستوى المأمول، في ظل مخاوف بين أوساط المستوطنين من اندلاع مواجهات تصل حد التصعيد.

 

وقال خاطر:" يوجد مخاوف من قبل سلطات الاحتلال من تداعيات تنظيم مسيرة الأعلام؛ لذلك يخوض قادتهم حربًا نفسية على الإعلام وفي الميدان، من خلال إيحائهم أن القدس الموحدة عاصمة لهم، وأنها تأتي ضمن استراتيجية للهيمنة على المدينة المقدسة، وسعيها لحسم المعركة في القدس".

 

تمهيد الطريق

ولفت رئيس مركز القدس الدولي إلى أنه ومع كل ساعة تقترب فيها مسيرة الأعلام للانطلاق؛ يرفع الاحتلال من عمليات الاعتقال والتنكيل والإبعاد وفرض اقامات جبرية بحق المواطنين الفلسطينيين.

 

 وأشار خاطر إلى أن الآلاف من شرطة وجيش الاحتلال ينتشرون في المدينة المقدسة وينصبون الحواجز، في محاولة للسيطرة على القدس وتوفير الأمن للمشاركين في المسيرة.

 

 

ولفت خاطر إلى أن هناك محاولات من قبل المنظمين لتفجير الأوضاع واستفزاز الشارع الفلسطيني؛ من خلال ارتدائهم الزي الموحد ورفع "الأعلام الإسرائيلية" وتنفيذهم ممارسات عنصرية أخرى كإطلاق شعارات استفزازية خادشة تمس برموز الدين الإسلامي.

 

 وتوقع خاطر، رئيس مركز القدس، اشتعال مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين والمستوطنين، لوجود أعداد كبيرة من الفلسطينيين في تلك المناطق، الرافضين لتهويد مدينتهم، والمحاولين إفشال مخططات الاحتلال، والتأكيد على أن القدس عربية إسلامية.

التعليقات : 0

إضافة تعليق