غزة- القدس المحتلة/ خالد داود:
أكد رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة الهدم والتهجير ناصر الهدمي، أن مشروع تهويد مدينة القدس بات محور عمل حكومة الاحتلال "الإسرائيلي"، وأحد أهم مزاعم سيادتها، باعتبار أن المسجد الأقصى هو أيقونة السيادة والسيطرة.
وبيَّن الهدمي خلال حديثه لـ "الاستقلال" الخميس، أن حكومة الاحتلال تعطي الأولوية الأولى والقصوى وتقدم كافة الإمكانيات لتمرير هذا المشروع بغض النظر عن الظروف الميدانية والسياسية التي تمر بها المنطقة.
وأضاف: أن سلطات الاحتلال عمدت مؤخراً على ذكر مناسبات لم نكن نسمع بها من قبل، بزعم أنها أعياد ومناسبات دينية؛ لاستغلالها واستخدامها كأداة لتمرير المخططات التهويدية في المسجد الأقصى، بحيث يسمح من خلالها لجماعات المستوطنين باقتحام الأقصى وممارسة العديد من الطقوس اليهودية، وفرض القيود على الفلسطينيين والاعتداء عليهم".
وأوضح الهدمي أن "سلطات الاحتلال مع مرور الزمن تزيد من أسباب وظروف اقتحام المسجد الأقصى، وهذا بات واضحاً في السنوات الأخيرة، وها هي اليوم تمارس انتهاكاتها من جديد عبر ما يسمى "عيد الأسابيع"، أو "نزول التوراة" العبري، محذراً من خطورة تلك الخطوات والمخططات.
ويؤكد الهدمي على ضرورة العمل لحماية المسجد الأقصى المبارك، وتطوير أساليب مجابهة مخططات الاحتلال التهويدية في المدينة المقدسة، وعدم الاكتفاء بالرباط فقط في باحات المسجد الأقصى. ولفت الهدمي إلى أن مسؤولية الدفاع عن المسجد ليست مسؤولية المقدسيين وحدهم، وإنما مسؤولية كل الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، وكذلك مسؤولية العالم العربي والإسلامي أيضاً الذي يقع على عاتقه واجب الدفاع عن المسجد الأقصى بكل الوسائل والسبل لوقف مخططات الاحتلال التهويدية بالقدس والمسجد الأقصى المبارك.
ويذكر أن مئات المستوطنين المتطرفين، اقتحموا المسجد الأقصى المبارك، صباح الخميس، من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، احتفالًا بما يسمى "عيد الأسابيع أو نزول التوراة" العبري. فيما نشرت شرطة الاحتلال قواتها ووحداتها الخاصة في باحات الأقصى، وعند أبوابه، لتأمين اقتحامات المستوطنين، وسط قيود مشددة فرضتها على دخول الفلسطينيين. وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة أن 252 مستوطنًا اقتحموا خلال الفترة الصباحية، المسجد الأقصى، ونظموا جولات استفزازية في باحاته.
وأوضحت أن المستوطنين المقتحمين تلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، وأدوا طقوسًا تلمودية في منطقة باب الرحمة شرقي الأقصى. وفرضت شرطة الاحتلال قيودًا مشددة على دخول المصلين للأقصى، ومنعت دخول من تقل أعمارهم عن 50 عامًا لأداء صلاتي العشاء والفجر في المسجد. وبعد منعهم من دخول الأقصى، أدى الشبان صلاة الفجر في منطقة باب حطة- أحد أبواب المسجد المبارك.
وتأتي هذه الاقتحامات، تلبية لدعوات أطلقتها "جماعات الهيكل" المزعوم لتنفيذ اقتحامات جماعية وواسعة للمسجد الأقصى فيما يسمى "عيد الأسابيع". وتُركز "منظمات الهيكل" في هذا العيد على الاحتفال والزينة، وتعزير أداء "السجود الملحمي" في ساحات الأقصى، وأداء طقوس تلمودية علنية جماعية، وأيضًا تقديم "القرابين النباتية- القمح مثلًا، وشرب الخمر عند باب المغاربة قبل الاقتحام".
وعيد "الأسابيع" يعتبر من أعياد الحج الثلاثة عند اليهود، فهو يرتبط بأيام "الهيكل" المزعوم بحسب نصوص التوراة المكتوبة، لذلك يربطه اليهود بالمسجد الأقصى بشكل مباشر.
ويشهد المسجد الأقصى يوميًا عدا الجمعة والسبت، سلسلة انتهاكات واقتحامات من المستوطنين، بحماية شرطة الاحتلال، في محاولة لفرض السيطرة الكاملة على المسجد، وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا.
التعليقات : 0