غزة/ ولاء حرارة:
كلما اقترب موعد اختبارات الثانوية العامة «التوجيهي»، يزداد التوتر والقلق لدى الطلبة وذويهم، فتكون الرهبة سيدة الموقف باعتبار ذلك عادة متوارثة منذ عشرات السنين فمن خلال هذه الاختبارات التي تستمر لنحو أسبوعين أو أكثر، يجني المجتهدون ثمار اجتهادهم خلال عام دراسي كامل، وترسم نتائجها ملامح مستقبلهم. ومن المقرر أن تبدأ اختبارات الثانوية العامة في فلسطين مطلع الشهر المقبل وفق ما أعلنت وزارة التربية والتعليم، والتي قالت في بيان سابق، إن اختبارات الدورة الأولى ستبدأ بتاريخ 7/6/2023 فيما تبدأ اختبارات الدورة الثانية بتاريخ 8/8/2023.
أم كنان، والدة أحد طلاب التوجيهي تقول إن حالة من القلق والتوتر تسود البيت وتسيطر على أفراد العائلة مع اقتراب اختبارات الثانوية العامة، والتي سيخضع فيها نجلها الأكبر للاختبار.
مرحلة حاسمة
وتضيف "أم كنان" لـ"الاستقلال": إن التوجيهي مرحلة حاسمة ومهمة في تحديد مستقبل ابني، لذلك هناك حالة استنفار في البيت استعدادًا للاختبارات، كل أفراد العائلة يعيشون الأجواء ويحاولون تهيئة أجواء البيت لدراسة كنان".
ورغم القلق الذي يسيطر على العائلة، إلا أنها تحاول قدر الإمكان عدم إظهار ذلك لكنان، كي لا يتضاعف القلق لديه ويؤدي ذلك إلى دخوله في حالة اكتئاب وبالتالي يؤثر على دراسته، كما تقول إم كنان.
وذكرت أم كنان أنها تتعامل مع ضغط وخوف ابنها خلال فتره الاختبارات بقراءة القرآن، ومحاولة تقديم العديد من النصائح له لتخفف الضغط عليه.
اجتهادات عائلية
وتجتهد عائلات طلبة الثانوية العامة في توفير الأجواء وتهيئتها لدراسة أبنائها، تمامًا كما تفعل "أم خالد" التي تخضع ابنتها شيماء لاختبارات الثانوية العامة، هي وابنة عمها مروة واللتان تدرسان في منزل "أم خالد" طوال السنة الدراسية.
وتقول "أم خالد" لـ "الاستقلال":" ابنتي وابنة عمها تدرسان في منزلي معاً لأن منزل عمها مكتظ، وأنا أحاول قدر الإمكان توفير سبل الراحة والحفاظ على الهدوء في المنزل".
وتساعد "أم خالد" الطالبتين في التحكم بالقلق من خلال وضع جدول للمراجعة النهائية التي بدأتا فيها قبل نحو أسبوعين، ما ساهم في تخفيف الضغط وترتيب الوقت وتقسيمه بين المواد الدراسية.
ولا تتوقف "أم خالد" ومعها "سلفتها" "أم محمود" والدة الطالبة "مروة" عن الدعاء لبناتهن بالتوفيق والنجاح خلال الاختبارات، فضلًا عن قراءة القرآن بشكل دائم في المنزل".
منع الزيارات العائلية
وعلى خطا السيدات الثلاثة، يسير المواطن "أبو علاء" في توفير أجواء الراحة والهدوء لنجله الأصغر ضياء، إذ منع الزيارات العائلية وأوقف أي أنشطة عائلية من شأنها أن تعكر الأجواء الدراسية.
ويضيف "أبو علاء" لـ"الاستقلال":" عدا عن تهيئة الأجواء، أقوم بتشجيع ابني على الدوام وأحاول إخراجه من أجواء القلق، هذه اختبارات مفصلية، لن يحقق حلمه بدراسة الطب إلا إذا اجتهد هذه الفترة".
نصائح وارشادات
المختص في علم الاجتماع إياد الشوربجي، أكد أن حالة التوتر والقلق التي تصيب أهالي طلبة الثانوية العامة طبيعية ومحمودة، إلا إذا تجاوزت الحد المعقول.
وقال "الشوربجي" لـ"الاستقلال" إن المشكلة إذا كان القلق غير طبيعي و مبالغ فيه داخل المنزل، ما يؤثر بشكل سلبي على الطلبة ونتائجهم الدراسية، مشيرًا إلى أن الطلبة بحاجة إلى تهيئة الظروف لهم لا زيادة القلق والتوتر عليهم.
ونصح المختص الشوربجي، الأهالي بالإبتعاد عن دائرة الحصار الشامل، وأن يتفهموا قدرات ابنائهم ويحاولوا قدر الإمكان توفير جو من الهدوء داخل المنزل بمنع الأصوات المرتفعة ومنع الزيارات.
وأضاف الشوربجي:" على الأهالي أن يؤمنوا بقدرات أبنائهم وأن يعيشوا حالة من التفاؤل، وأن يحافظوا على أن تكون الحياة في البيت أقرب من الوضع الطبيعي، حتى لا يشعر الطالب بالتوتر".
ودعا "الشوربجي" الأهالي إلى الابتعاد عن القلق والتوتر حتى لو كانوا يشعرون فيه، وعدم إظهاره لأبنائهم لأنه سيزيد التوتر، كما دعاهم إلى بث روح الطمأنينة باستمرار، فضلًا عن تجنب التوقعات العالية واسلوب التهديد الذي يجعل الطالب يعيش بقلق مستمر".
وتابع "يجب على الطلبة أن يحصلوا على قسط كافٍ من النوم، وتناول الأغذية الصحية المناسبة، وأن يركزوا
على التمارين الرياضية".
التعليقات : 0