غزة / معتز شاهين:
صادف اليوم الثلاثاء السادس من حزيران 2023 الذكرى السنوية الثالثة لرحيل الأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور رمضان عبد الله شلح عن عمر يناهز (62 عاما)، بعد طوال سنوات قضاها في الجهاد والمقاومة.
وتتزامن الذكرى، مع أيام ثقال تمر بها القضية الفلسطينية جراء اقتحامات متواصلة لباحات المسجد الاقصى المبارك، وحملات الاعتقالات والإعدامات الميدانية ضد أهلنا في الضفة المحتلة، ومحاولة تفرقة الساحات الفلسطينية الحالة التي أفشلتها حركة الجهاد الإسلامي خلال جولتي الصراع التي خاضتها مؤخراً مع الاحتلال (وحدة الساحات، وثأر الأحرار).
واشتهر د. شلح، بدفاعه الدائم عن القضية الفلسطينية، وأطلق عدة مبادرات لإنهاء الانقسام الفلسطيني بين حركتي "حماس" و"فتح"، أبرزها مبادرة النقاط العشر التي طرحها عام 2016م، ولاقت حينها ترحيباً كبيرا من الفصائل والقوى الفلسطينية كافة.
إرثٌ باقٍ
وبعد ثلاث سنوات على رحيل د. شلح، يؤكد عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" جمال حويل، أن قيادة وكوادر وعناصر حركة الجهاد الإسلامي، اليوم ما زالت تحمل إرثه ومشروعه المقاوم، ولذلك هي تقف ثابتة وصامدة قابضة على جمر المقاومة بدليل المعارك التي خاضتها ضد الاحتلال وآخرها "ثأر الأحرار" وقدمت خلالها خيرة قادتها العسكريين في غزة.
وقال حويل في حديث خاص مع "الاستقلال"، الثلاثاء، إن تشكيل الكتائب المسلحة في جنين وطولكرم ونابلس بالضفة المحتلة يؤكد اشتداد عود حركة الجهاد الإسلامي، التي تؤكد اليوم بقيادة المجاهد زياد النخالة وإخوانه، أنها ما زالت على عهد ومنهج الشهيد المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي، والراحل د. رمضان شلح.
وأضاف، أن الراحل د. شلح، كان من المنظّرين والقادة الذي استطاعوا أن ينقلوا حركة الجهاد الإسلامي نقلة نوعية في تثبيت أقدامها على الأرض، لذلك تعتبر خسارته ليست فقط لحركة الجهاد وانما للشعب الفلسطيني بصفته قائداً استثنائياً.
واستذكر حويل، ما مضى من علاقة كانت تربطه بالراحل د. شلح مردفاً: "أفتخر بأنه كان لي علاقة شخصية مع الراحل شلح عبر الاتصالات الهاتفية أثناء مطاردتنا وحصارنا في معارك مخيم جنين عام 2002 برفقة القادة الشهداء محمود طوالبة، والشيخ رياض بدير، وسعيد حسام طوباسي"، واصفاً إياه بأنه رجل مناضل وقيادي واستراتيجي بالمفهوم العام.
وأردف: "الذي كان يُميز شلح أنه كان يعمل بقيادة جماعية لا فردية، وأحد أعضاء هذه القيادة هو القائد زياد النخالة، الذي مضى على ذات الدرب والنهج، ما يكشف التطور الفعلي في أداء حركة الجهاد الإسلامي سواء السياسي أو العسكري.
وأشار، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن شعبية الجهاد الإسلامي في الشارع الفلسطيني وحتى العربي، اليوم في ازدياد مستمر، بسبب ثباتها على خط الجهاد والمقاومة، بعيداً عن المناكفات السياسية، والتزامها بمنهج وفكر المؤسس الشقاقي والمجدد شلح.
مساعي ضرب "الجهاد"
فيما أكد الكاتب والمحلل السياسي د. قسام الزعانين، أن حركة الجهاد الإسلامي استطاعت أن تحدث نقلة نوعية على مختلف المستويات في الحالة الفلسطينية من السياسية إلى العسكرية، وذلك استمراراً لما خطه الدكتور المؤسس للحركة فتحي الشقاقي ثم الأمين العام السابق الراحل رمضان شلح.
وقال الزعانين في حديث مع "الاستقلال"، الثلاثاء، إن الراحل د. شلح كان أحد أبرز القامات والقيادات الفلسطينية البارزة والواعية بطبيعة الصراع مع دولة الاحتلال، وصاحب رؤية مستقبلية للقضية الفلسطينية، حيث قدّم رؤى تحاكي الحالة الراهنة التي تشهدها الساحة الفلسطينية.
وأضاف أنه بعد ثلاثة أعوام على رحيل د. رمضان شلح، لا تزال القضية الفلسطينية تراوح مكانها باستثناء تطور حالة المقاومة التي حدثت سواء بالضفة الغربية والقدس أو قطاع غزة مع الأعوام الأخيرة، الأمر الذي جلبت نتائج إيجابية للقضية الفلسطينية.
وأوضح الزعانين، أن حركة الجهاد الإسلامي اليوم وإثر سنوات طويلة من الجهاد والمقاومة وتقديم الشهداء، بات لديها حضور واسع على المستوى الجماهيري الفلسطيني والمستوى الدولي والإقليمي، نتيجة تمسك الراحل د. شلح أثناء قيادته الحركة بالثوابت والمواقف.
وأردف: "هناك توجهات خارجية لأخذ حركة الجهاد إلى مسار آخر، بسبب تمسكها برؤيتها الواضحة حول طبيعة الصراع مع "إسرائيل" وإدارته"، مشدداً على أن الحركة ستنجح في تجاوز هذه المرحلة الخطيرة، لأنها مبنية على أسس وأفكار صلبة ومتينة زرعها وأسسها د. فتحي الشقاقي، وراكمها الراحل شلح، وحافظ عليها الأمين العام الحالي القائد زياد النخالة.
وبيّن الزعانين، أنه منذ تأسيس حركة الجهاد الإسلامي، كان للراحل شلح، يد كبيرة في التأسيس، حيث وضع اللبنات الأولى للحركة، عبر مفاهيم واضحة في مقدمتها، أن المقاومة هي الكفيلة بإعادة الحقوق الفلسطينية، ولذلك مشروع الجهاد الإسلامي في تشكيل الكتائب المسلحة بالضفة نجح بشكل كبير حيث امتد من الشمال إلى وسط وجنوب الضفة.
وأستذكر المحلل السياسي، المعارك الأخيرة التي خاضتها حركة الجهاد الإسلامي منفردة ضد اعتداءات الاحتلال ومنها "وحدة الساحات"، و"ثأر الاحرار"، وقدمت فيها خيرة قادتها السياسيين والعسكريين، الأمر الذي يدل على أن الحركة اليوم تحافظ على الثوابت الوطنية والخطوط الحُمر التي وضعها الراحل شلح.
التعليقات : 0