الاستقلال/ خاص:
يصطف عشرات الأطفال بجانب بعضهم، يمارسون تمارين اللياقة البدنية، استعدادًا للنزول في بركة السباحة في أول درس من دورة تعليم السباحة، داخل إحدى أكاديميات تعليم هذه الرياضة في قطاع غزة. أجواء حماسية وتفاعل كبير بين المتدربين الذين انتظروا بدء الإجازة الصيفية للالتحاق في هذه الدورة والتدرب على السباحة، التي هي واحدة من الرياضات التي يزداد الإقبال على ممارستها وتعلمها في فصل الصيف.
شغف وحلم
الطفلة ليان عودة (10 أعوام) انتظرت بدء الاجازة الصيفية، للانضمام إلى دورة السباحة للعام الثالث توالياً، لتستكمل الطريق نحو تحقيق حلمها لتكون واحدة من الفتيات اللواتي يشاركن بالمسابقات المحلية والدولية في السباحة، وليصبح اسمها لامعاً في هذه الرياضة التي تعتبرها شغفاً وحلماً لها.
تقول عودة لـ"الاستقلال" إنها اختارت السباحة تحديداً لشغفها وحبها لهذه الرياضة من صغرها، بجانب استمتاعها بالوقت الذي تقضيه في التدرب على السباحة والذي يشعرها بالطاقة الإيجابية.
وتضيف الطفلة عودة بالقول:"إذا شعرت بالملل أو القلق ألجأ للسباحة لتفريغ الطاقة السلبية، واكتساب الشعور الجميل الذي يمنحه الماء للإنسان".
وتتعمق الطفلة عودة بتعلم مهارات السباحة إذ اجتازت تعلم مهارة (الصدر والحرة والفراشة والظهر)، لتتمكن من ممارسة هذه الرياضة بكافة الظروف والأماكن، كما أنها وصلت إلى مرحلة متقدمة في ممارسة السباحة يمكن من خلالها مساعدة الأشخاص على الرغم من صغر سنها.
وتشجع عودة الأطفال على استغلال اجازاتهم الصيفية بتعلم مختلف المهارات البدنية الممتعة وذات الفوائد المتعددة.
وتلتقي أحلام الطفلة عودة مع الطفل أحمد ياغي (14 عاماً)، والذي يطمح إلى التميز في مجال السباحة ليتمكن من المشاركة في البطولات الدولية باسم فلسطين.
ويقول ياغي لـ"الاستقلال" إنه يهتم بتعلم السباحة منذ 4 سنوات، وما زال يمارسها لقضاء وقت ممتع ولكسب فوائدها والتي أهمها شد الجسم والمساعدة على إنزال الوزن وتحفيز الطول، وكذلك مساعدته على التفريغ النفسي.
إقبال متزايد
من جهته، يقول مدرب السباحة محمود شمعة، إن دورة تعليم السباحة يتم تنظيمها سنوياً في الاجازة الصيفية، على مستوى قطاع غزة، وينضم لها الأطفال بدءاً من 3 أعوام، حتى 15 عاما، إلى جانب تخصيص دورات للشباب على فترات مختلفة.
وأشار شمعة لـ "الاستقلال" إلى كثرة الاقبال على التسجيل في دورات السباحة خلال هذه السنة والسنوات الماضية، منوهاً إلى أن فصل الصيف يعتبر موسماً للرزق للعاملين في المجال المذكور.
ونوه شمعة إلى، أن الرسوم المفروضة للانضمام لدورة السباحة رمزية، وذلك لمراعاة الوضع الاقتصادي العام في قطاع غزة، وضمان وصول الفائدة لأكبر عدد من الفئات في المجتمع الفلسطيني.
ولفت شمعة إلى، أنه يتم العمل ضمن منهجية منظمة وعلمية، لتعليم الأطفال على السباحة، بجانب نشر هذه الثقافة على أسس علمية وصناعة أبطال مستقبليين يمثلون فلسطين في المسابقات الدولية.
ولفت إلى، أن رياضة السباحة تعتبر علاجاً نفسياً وبدنياً، لأهالي قطاع غزة المحاصر والذي يعاني من تكرار العدوان الإسرائيلي عليه. وأضاف شمعة، أن السباحة تساعد على التفريغ النفسي والانفعالي وإخراج الانسان من الضغوط الحياتية اليومية وإخراج الطاقة السلبية، وتحديداً للأطفال بعد انتهاء السنة الدراسية.
الجدير بالذكر أن مستويات السباحة القانونية والدولية الأربعة هم سباحة الصدر، والظهر، والفراشة، والحرة، وهم للمسافات القصيرة والطويلة، كما يوجد أيضاً سباحة الزعانف للمسافات الطويلة التخصصية للإنقاذ.
التعليقات : 0