يعتزم الاحتلال تنظيمها الأربعاء القادم

«مسيرة الأعلام» بالقدس..  تصدير الاحتلال لأزمته الداخلية تجاه الأقصى

«مسيرة الأعلام» بالقدس..  تصدير الاحتلال لأزمته الداخلية تجاه الأقصى
تقارير وحوارات

 

القدس المحتلة / معتز شاهين:

أكد محللون وسياسيون ومراقبون، أن تنظيم اقتحام واسع للمسجد الأقصى، عبر تنظيم مسيرة أعلام تهويدية في القدس، الأربعاء القادم، في ذكرى ما يُسمى "خراب الهيكل"، مع تصاعد الانقسام الداخلي "الإسرائيلي"، محاولة لحرف البوصلة عن الاحتجاجات "الإسرائيلية" المتواصلة للأسبوع التاسع والعشرين على التوالي، وتصدير جزء من أزمتهم باتجاه المسجد الأقصى والقدس.

 

وفي إطار سعيهم الدؤوب للتأسيس المعنوي للهيكل المزعوم بفرض الطقوس التوراتية كافة في المسجد الأقصى المبارك، تنوي جماعات "الهيكل المزعوم" وعدد من منظمات اليمين الاستيطانية المتطرفة، تنظيم مسيرة أعلام تهويدية في القدس يوم الأربعاء الموافق 26 تموز/ يوليو الجاري، وتمر في البلدة القديمة بالقدس.

 

وتحضيراً لذلك دعت الجماعات المتطرفة لمؤتمر تعبوي في كنيس مستوطنة "طَلمون" غرب رام الله تحضيراً لعدوانها على الأقصى، في محاولة منها لحشد أكبر عدد من مستوطني وسط الضفة الغربية، باعتبارهم يقيمون في نطاق جغرافي قريب من القدس.

 

 وتستهدف المسيرة التهويدية أبواب المسجد الأقصى المبارك، (الجديد والزاهرة والعمود والأسباط) لتنتهي بالدخول إلى البلدة القديمة من باب المغاربة ثم إلى ساحة البراق.

 

ويطابق مسار المسيرة الجديدة، مسيرة الأعلام السنوية التي ينظمها الصهاينة في ذكرى احتلال القدس؛ والتي تمت هذا العام يوم 18-5-2023، وكانت ذروة العدوان الثاني على القدس للعام الحالي.

 

الهروب من أزمته

 

المحلل السياسي والمختص بالشأن المقدسي راسم عبيدات، أكد أن سعي حكومة الاحتلال من خلال الجماعات اليمينية المتطرفة إلى حجب الأنظار عن الاحتجاجات المتواصلة في كيان الاحتلال، عبر تحشيد عناصرها لمسيرة الأعلام المزمع تنفيذها يوم 27/يوليو الحالي" في البلدة القديمة بالقدس المحتلة.

 

وأوضح عبيدات لـ "الاستقلال"، أمس الاحد، أن الجماعات اليهودية المتطرفة تًخطط بأن تكون المسيرة مليونية لتكون رداً على المظاهرات التي تجري احتجاجاً على تعديل التشريعات القضائية بهدف تصدير جزء من أزمتهم باتجاه المسجد الأقصى والقدس.

 

وتابع: "الاحتلال يستغل المناسبات اليهودية باختلافها، ويوظفها دينيا بهدف تحفيز المستوطنين لاقتحام الأقصى، لتزداد أعدادهم عن المرات السابقة، للوصول في نهاية الأمر إلى فرض وقائع تهويديه جديدة بالمسجد الأقصى تتعدى التقسيم الزماني والمكاني.

 

وبين عبيدات، أن أداء الطقوس التلمودية والتوراتية في ساحات المسجد الأقصى خلال عمليات الاقتحام تندرج ضمن سياسات الاحلال الديني بمعنى اخراج المسجد الأقصى من قدسيته الإسلامية الى قدسية مشتركة بشكل مؤقت. 

 

 ولفت، إلى أن حجم التحديات والمخاطر المحدقة في المسجد الأقصى كبيرة، ما يتطلب من الكل الفلسطيني سواء الشعبي أو الرسمي في مدينة القدس وغيرها، الوقوف عند واجباتهم، خاصةً في ظل هرولة بعض الأنظمة العربية إلى تطبيع علاقتها مع الاحتلال "الإسرائيلي" والتي يستغلها الأخير في تطبيق مشاريعه التهويدية ومخططاته في مدينة القدس المحتلة.

 

طابع يهودي ديني

 

ومن جهته، اتفق المختص في شؤون القدس والمقدسات د. جمال عمرو، مع سابقه، في أن الاحتلال يحاول اقتناص الفرص عبر استغلال المناسبات اليهودية وما يحضرون لها الآن من تنفيذ المستوطنين مسيرة أعلام جديدة في مدينة القدس المحتلة، في ذكرى ما يُسمى "خراب الهيكل"، محاولة لإضفاء طابع يهودي ديني عليها، حتى تصبح مناسبة دينية سنوية تستحق التقديس اليهودي.

 

 وشدد عمرو لـ" الاستقلال" على أن التوتر في المسجد الأقصى بات مطلباً "إسرائيلياً"، نتيجة أن "بنيامين نتنياهو" يبحث الآن عن أحداث من شأنها إشغال المجتمع اليهودي بها لحرف البوصلة عن الاحتجاجات العارمة ضده والمتواصلة للأسبوع التاسع والعشرين على التوالي.   وحول خطورة هذه المسيرة، أوضح عمرو، أنها تجاوزت كل المرات السابقة نتيجة إلى أن المستوطنين سيقتحمون الأقصى رافعين شعارات ومجسمات لـ "الهيكل المزعوم" ما يعني أنهم يحملون في أدمغتهم الصدأة هيكلاً وجدانيا هم ينتظرون بناءه في كل لحظة.

 

ولفت إلى أن تكرار حرق المصحف الشريف في عواصم أوروبية، وتوالي اقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك، هي محاولة لإشعال الحرب الدينية.

 

وقال، "إن كل مؤسسات الاحتلال الأمنية، والمدنية، وعلى رأسها حكومة "بنيامين نتنياهو" التي يقودها، المتطرفان "إيتمار بن غفير" و " بتسلئيل سموتريتش" يحاولون القفز في الهواء إلى الامام معلنين الحرب الدينية على مدينة القدس المحتلة.

 

وتابع المختص في شؤون القدس، أن المطلوب من فصائل المقاومة أن تراكم على معادلة "وحدة الساحات"، وأن تجهز نفسها لحرب شاملة طاحنة اسمها الحرب الدينية".

 

وتأتي مسيرة الأعلام التهويدية بالتزامن مع الذكرى السادسة لنصر باب الأسباط، الذي يحل يوم الخميس 27-7 -2023؛ وتسعى جماعات الهيكل فيها إلى تسجيل رقم قياسي للمقتحمين؛ إذ بلغ عددهم في العام الماضي 2,200 مقتحم.

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق