الاستقلال / خاص:
تُصر السلطة الفلسطينية على المضي قدماً في نهج الاعتقال السياسي وملاحقة المقاومين في الضفة الغربية، لتضرب بعرض الحائط كافة النداءات الوطنية الداعية لوقف تلك الممارسات، الامر الذي يراه مراقبون ومحللون سياسيون يأتي في سياق تكامل الأدوار بين السلطة والاحتلال الإسرائيلي لوأد حالة المقاومة في الضفة.
ومساء الثلاثاء، اعتقلت أجهزتها الأمنية القيادي البارز في "كتيبة جبع" التابع لسرايا القدس، خالد ملايشة، فيما حملت كتيبة جنين - سرايا القدس في بيان سابق لها، أجهزة أمن السلطة المسؤولية عن حياة 11 معتقلًا من كوادرها في الضفة الغربية، معتبرةً أن هذه الاعتقالات هدفها سياسي ولا تخدم سوى الاحتلال.
واجتمع مراقبون في أحاديث منفصلة مع "الاستقلال"، أن تصاعد هجمة الاعتقالات السياسية المسعورة، وإصرار السلطة على ملاحقة المقاومين يأتي نتيجة الضغوطات الكبيرة التي تمارسها قوات الاحتلال ضد السلطة، الامر الذي من شأنه أن يزيد من حالة الغليان الشعبي في الضفة الغربية ويُنذر بحرب أهلية.
تكامل الادوار
الكاتب والمحلل السياسي محمد جرادات، يؤكد أن إصرار السلطة الفلسطينية على نهج الاعتقال السياسي بالضفة، رُغم التحذيرات من تداعيات ذلك وانعكاساته على القضية الفلسطينية، يؤكد تمسكها بمشروع (أوسلو) والتزامها بكل ملحقاته خاصة المتعلقة بملاحقة المقاومين.
وقال جرادات في حديثه لـ"الاستقلال"، الأربعاء" إن أجهزة أمن السلطة تضع البلدات والمخيمات الفلسطينية التي تنشط فيها كتائب المقاومة تحت المجهر لملاحقة المقاومين، بدليل أن معظم الاعتقالات التي تنفذها من مخيم جنين، حيث كتيبة جنين وجبع، وطوباس، وغيرها.
وأضاف: أن "كتيبة جنين استطاعت أن تخلق معادلة جديدة في شمال الضفة الغربية المحتلة، وهذا الامر يتعارض مع اتفاقية (أوسلو)، ولهذا الامر تعمل أجهزة أمن السلطة كل ما بوسعها للقضاء عليها تلبيةً للحالة الأمنية الإسرائيلية".
وذكر جرادات، أن إصرار السلطة على ملاحقة المقاومين في ظل تنامي حالة المقاومة وفشل الاحتلال مرات عديدة بوأدها؛ يؤكد أن الخيارات التي تتبعها تأتي في سياق تكامل الأدوار بينها وبين الاحتلال لوأد حالة المقاومة في الضفة الغربية.
ونبه، إلى أهمية الموقف الذي اتخذه القائد زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، في رهن مشاركته في اجتماع الأمناء العامين بالقاهرة، بوقف ملاحقة السلطة الفلسطينية للمقاومين والافراج الفوري عنهم، داعيا أطياف الشعب الفلسطيني إلى البناء على هذا الموقف لأهميته وانعكاسه الإيجابي على القضية الفلسطينية.
وبين المحلل السياسي، أن اجتماع الأمناء العامين المزمع عقده نهاية الشهر الجاري، سيفشل لمواصلة السلطة اعتقال المقاومين، الامر الذي سينعكس على مشاركة القائد النخالة، الذي يُعتبر صاحب الدور الأساسي في نهوض حالة المقاومة في شمال الضفة الغربية المحتلة.
حرب أهلية
وبدوره يرى الكاتب والمحلل السياسي عزام أبو العدس، أن إصرار السلطة على نهج الاعتقالات السياسية بحق المقاومين تأتي نتيجة الضغوط الكبيرة التي تمارسها قوات الاحتلال ضدها.
وقال أبو العدس لـ "الاستقلال"، إن الاحتلال يُوكل مهام اعتقال المقاومين التي يَفشل بها لأجهزة أمن السلطة، بدليل الاعتقالات الأخيرة التي نفذتها السلطة في (جبع، ومخيم عقبة جبر، ونور شمس) عقب تصدي المقاومة لاقتحام الاحتلال لتنفيذ هذه الاعتقالات.
وأضاف، أن السلطة أثبتت للعلن أنها منحازة انحياز كامل لمشروع الاحتلال، نتيجة أنها تعتقل ما لم يستطيع الاحتلال اعتقاله، لافتاُ إلى أن هذه الممارسات سيكون لها نتائج كارثية.
وذكر أبو العدس، أن التوتر بين المقاومة وأجهزة أمن السلطة في تصاعد وحالة السخط تسيطر على الشارع الفلسطيني، محذراً من أن الحالة الفلسطينية في الضفة على مشارف "حرب أهلية" بسبب تعنت السلطة وتجاهلها للأصوات الداعية لوقف ملاحقة المقاومة.
وقال: "الحالة الفلسطينية على برميل بارود ولا أحد يضمن ماذا سيحدث إذا أقدمت قوة من أمن السلطة على اعتقال مقاومين وحدث اشتباك أدى إلى سقوط قتلى، أو استشهاد معتقل داخل سجون السلطة إثر التعذيب، الأمر الذي سينعكس على الشارع وحتما سيكون له ردة فعل كبيرة"
وشدد أبو العدس، أن الكرة الان في ملعب السلطة الفلسطينية وعليها أن تأخذ مجموعة من الإجراءات أولها انهاء حالة الاعتقال السياسي، ومشاركة القرار مع الفصائل الفلسطينية في مقدمتها حركة الجهاد الإسلامي التي أصبح لها رصيد كبير نتيجة حالة المقاومة التي أيقظتها في شمال الضفة الغربية بتشكيل كتيبتي جنين ونابلس.
وبين أن الفصائل وخاصة حركة الجهاد الإسلامي يدها مبسوطة لحل أي خلاف سياسي، وهي تدفع باتجاه تجنيب كل ما يعيق مقاومة الاحتلال، لكنها لا تريده أن يكون هذا الحل على حساب المقاومين وانهاء حالة المقاومة التي دُفع في سبيلها الدم.
التعليقات : 0