غزة/سماح المبحوح:
أكد محللان سياسيان على صوابية موقف حركة الجهاد الإسلامي بمقاطعة اجتماع الأمناء العامين، فمخرجاته لم ترتقي للمستوى المطلوب، مشددان على "خيبة الأمل" الجديدة التي شعر بها الشعب الفلسطيني نتيجة عدم تحقيق الفصائل المشاركة هدف الاجتماع وهو انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.
وأجمع المحللان، في أحاديث منفصلة مع "الاستقلال" أن الآراء والمواقف التي طرحتها الفصائل في الاجتماع لا تؤسس لإمكانية نجاح اللجنة التي دعا لتشكيلها رئيس السلطة محمود عباس، وذلك لتمسك الفصائل بقناعاتها وبرامجها وأساليبها.
وانتهى اجتماع الأمناء العامين الذي انعقد بمدينة العلمين المصرية أمس الاول، بدعوة من رئيس السلطة محمود عباس، بالدعوة لتشكيل لجنة من الفصائل الفلسطينية المشاركة بالاجتماع.
وأوضح عباس، أن مهمة اللجنة هو استكمال الحوار حول القضايا والملفات المختلفة التي جرى مناقشتها في اجتماع الأمناء العامين للفصائل، بهدف إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.
وطلب عباس، في البيان الختامي الذي تلاه، من اللجنة "الشروع في العمل فورا لإنجاز مهمتها والعودة بعد ذلك بما تصل إليه من اتفاقات أو توصيات."
وأكد المشاركون في الاجتماع على ضرورة الخروج بقرارات لتعزيز اللحمة الوطنية، ودعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاعتداءات اليومية من قِبل الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه على المدن والقرى والمخيّمات، وما تقوم به حكومة الاحتلال من انتهاكات بحق مدينة القدس، مشددين على ضرورة تمتين وحدة الصف الفلسطيني، في إطار منظّمة التحرير، الممثّل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وعقد الاجتماع وسط مقاطعة ثلاثة فصائل فلسطينية اعتراضاً على استمرار السلطة الفلسطينية بالاعتقال السياسي في الضفة الغربية المحتلة، حيث أعلنت حركة الجهاد الإسلامي عدم مشاركتها في الاجتماع بعد تعثّر كل الوساطات والجهود التي بذلتها أطراف مصرية وفلسطينية وشخصيات مستقلة للإفراج عن المعتقلين، إلى جانب مقاطعة "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" و"منظمة طلائع حرب التحرير الشعبية" (قوات الصاعقة).
موقف واعٍ
الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو، رأى أن اجتماع الأمناء العامين انتهى دون وجود مخرجات حقيقية وحلول تقود الشعب الفلسطيني لـ" الأمان" بعد سنوات عجاف، سوى تشكيل لجنة من المشاركين يكون الرئيس عباس مرجعيتها.
وأكد عبدو في حديثه لـ "الاستقلال" على "صوابية" موقف حركة الجهاد الإسلامي في مقاطعة اجتماع الأمناء العامين، مشيرا إلى أن ذلك ينم على وعي وحذر الحركة من الانجرار وراء مخرجات من "سراب".
وأشار إلى أن الحركة التزمت منذ دعوتها لحضور الاجتماع بموقف ثابت لم يتغير حتى عقده وانتهائه، وهو الافراج عن معتقليها السياسيين في سجون السلطة، على عكس بعض الفصائل التي تبنت موقف الجهاد لكن ذهبت للاجتماع.
ولفت إلى أن دعوة عباس للفصائل تأتي في إطار محاولته لتسجيل موقف سياسي يستفيد منه على الصعيد الدولي والإقليمي والعربي، بعد العزلة السياسية التي عانى منها خلال الفترة الماضية، وبذلك يكون هو الرابح الأكبر من الاجتماع دون غيره من الفصائل. وقال المحلل السياسي:" من المؤسف أن تذهب الفصائل وتشارك باجتماع ولم تخرج برؤى واضحة ولا بأي مكسب"، مضيفا:" أن الشعب الفلسطيني انتظر أن تكون مخرجات الاجتماع بمستوى أعلى من ذلك، ترتقي لحجم صبره وتضحياته".
خيبة أمل جديدة
بدوره، أكد المحلل السياسي طلال عوكل على فشل اجتماع الأمناء العامين، لعدم تقديمه وتبنيه رؤية واضحة لحل الملفات الشائكة، معتبرا إياه جولة من الجولات الفلسطينية الفاشلة في تحقيق هدف الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام. وأوضح عوكل خلال حديثه لـ "الاستقلال" أن اجتماع الأمناء العامين لم يخرج بشيء ملموس سوى تشكيل لجنة لمتابعة الحوار حول القضايا والملفات المختلفة التي جرى مناقشتها.
ورأى أن الآراء والمواقف التي طرحتها الفصائل في الاجتماع لا تؤسس لإمكانية نجاح اللجنة، لان "الفصائل" لا تزال محافظة على قناعاتها وبرامجها وأساليبها ولم تحدث تغيير فيها حتى يمكن للحوار أن يجد مساحات تخاطب أو اتفاق، لذلك يمكن القول إن مقاطعة حركة الجهاد الإسلامي للاجتماع يٌحسب لها كموقف واعٍ.
وشدد على أن الاجتماع بمثابة خيبة أمل جديدة لشعبنا الفلسطيني، لعدم ارتقائه للمستوى المأمول، ولا حتى تحقيقه الحد الأدنى من المطلوب من المشاركين، فهو كان عبارة عن إعادة استعراض للخلافات، حيث لم يقدم أي حلول جذرية وجدية للملفات الشائكة، واكتفى ببيان ضعيف.
التعليقات : 0