غزة/ رواء الفرا:
أكدت المختصة النفسية سمية حبيب، أن مرض الرهاب الاجتماعي يعد مرضا اجتماعيا يصيب الأفراد في جميع الفئات العمرية وخصوصا الاطفال، ويؤثر على تعامله مع الآخرين، مشددة على أنه يترك تأثيرات سلبية على الحياة اليومية للأشخاص المصابين به، وقد يصاحبه العديد من الأعراض التي تتطلب العلاج.
وأضافت حبيب لـ" الاستقلال" أن الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب يعانون عادةً من صعوبة في مقابلة أشخاص جدد، وحضور التجمعات وصعوبة في التحدث مع الناس، وعدم قدرتهم على أداء وظائفهم الاجتماعية، وهذا يؤثر على الأنشطة اليومية وشعور المصاب بعدم الراحة.
وعدت الرهاب الاجتماعي من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً، وليس من الصعب التخلص منه ولكن الجزء الصعب فيه هو قرار الشخص المصاب بطلب المساعدة.
عوامل عدة
وذكرت أن أسباب الرهاب الاجتماعي قد تعود للعوامل الجينية والبيولوجية والفيزيائية التي تلعب دوراً أساسياً، وأن بعض مشاكل أنظمة الناقل العصبي قد تؤدي إلى حدوث اختلال في هرمونات الدوبامين، السيروتونين و الغلوتامات، خصوصاً وأن هذه الهرمونات مسؤولة عن تنظيم الحالة المزاجية للشخص، بالإضافة إلى ذلك، تلعب بعض العوامل مثل أساليب الأبوة والأمومة والإساءة العاطفية والجسدية دوراً في تعرض الأفراد للإصابة بالرهاب الاجتماعي، علاوة على التعرض إلى المضايقة أو التنمر في الصغر.
وأشارت إلى وجود العديد من الأعراض لهذا المرض، والتي تتمثل في عدم رغبة المصابين في الاختلاط مع الآخرين، والتعلق بالوالدين وعدم القدرة على الابتعاد عنهما، بالإضافة إلى خوف المرضى من ملاحظة الآخرين لقلقهم وتوترهم، فضلا عن الإصابة بالقلق والخوف قبل الحدث بعدة ساعات أو أيام، وعدم الرغبة في الخروج من المنزل للعمل أو الدراسة، وعدم القدرة على تكوين صداقات، الابتعاد عن الأماكن العامة التي يوجد في تجمعات، الإصابة ببعض الأعراض الجسدية مثل التعرق الشديد، احمرار الوجه، زيادة خفقان القلب، الإصابة بالارتجاف.
العلاج المعرفي السلوكي
وأشارت إلى أن العلاج يعتمد على مدى تأثير اضطراب القلق الاجتماعي في قدرة المريض على أداء وظائفه الحياتية اليومية، ويشمل العلاج الأكثر شيوعًا لاضطراب القلق الاجتماعي العلاجَ المعرفي السلوكي أو الأدوية أو كليهما.
ولفتت حبيب النظر إلى أن العلاج المعرفي السلوكي القائم على التعرض للمواقف، يهدف إلى تأهيل المريض نفسيًا لمواجهة أكثر المواقف إثارة لمشاعر الخوف لديه، وهذا من شأنه تحسين مهارات التأقلم لديه ومساعدته على التحلي بالثقة التي تمكنه من التعامل مع المواقف المسببة للقلق، على سبيل المثال، إذ كان المريض يخاف من الأماكن المغلقة، يتم تعريضه لتلك الاماكن تدريجياً مما يساعده على التكيف والتخلص من الخوف تدريجياً.
وأضافت " العلاج يتكون 12_20 جلسة، وفي كل جلسة، يتم تطبيق تقنيات محددة تهدف إلى تخفيف الأعراض وتغلب عليها، حيث يتم إعطاء المرضى مهام منزلية لممارستها والخروج إلى الأماكن الاجتماعية تدريجيا كجزء من التعامل مع المخاوف والتحسين تدريجيا.
وبينت حبيب أن هناك مرحلة يمر بها الأشخاص المصابون بالرهاب الاجتماعي تتعلق بالاكتئاب وفي هذه المرحلة، يتم تقديم مضادات للاكتئاب للمرضى تدريجيا بهدف تحسين حالتهم النفسية وتحفيزهم على الخروج والتعامل مع الآخرين. ونوهت الاخصائية حبيب إلى أن مدة علاج الرهاب الاجتماعي تعتمد على مدى استجابة المريض للعلاج، حيث إن بعض المرضى قد يتم علاجهم بشكل سريع، ويوجد أيضًا من يحتاجون إلى العلاج والدعم لفترات طويلة جدًا ولهذا لا يمكن تحديد مدة علاج الرهاب الاجتماعي بشكل عام.
التعليقات : 0