شكّلت نقلة نوعية في أداء "سرايا القدس" المقاوم

تحليل : "وحدة الساحات" أفشلت مشروع الاحتلال بتحييد المقاومة في غزة

تحليل :
تقارير وحوارات

غزة/سماح المبحوح:

أجمع محللان سياسيان على أن معركة "وحدة الساحات" التي خاضتها سرايا القدس في مثل هذه الأيام قبل عام مع الاحتلال "الإسرائيلي" شكلت نقلة نوعية للمقاومة التي أثبت قدرتها على تحقيق قوة الردع بمعاركها القادمة مع الاحتلال.

 

وأكد المحللان في أحاديث منفصلة مع الاستقلال" السبت، على أن المعركة (وحدة الساحات) أحبطت مشروع الاحتلال "الإسرائيلي" القائم على تفكيك المناطق واشغالها بهمومها والاستفراد بساحة دون غيرها.

 

وخاضت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، في 5 أغسطس 2022 وعلى مدار ثلاثة أيام، معركة "وحدة الساحات"، ردًا على اغتيال قائد المنطقة الشمالية فيها تيسير الجعبري "أبو محمود"، وعدد من المجاهدين.

 

وفي أول أيام المعركة، زفت سرايا القدس الشهيد القائد، عضو مجلسها العسكري، وقائد المنطقة الشمالية فيها تيسير الجعبري "أبو محمود"، والقائد الميداني سلامة عابد، بالإضافة إلى الشهداء المجاهدين أحمد عزام، ويوسف قدوم، ومحمد نصر الله "المدهون"، ومحمد البيّوك، وفضل زعرب، في استهدافات صهيونية منفصلة بغزة وشمالها وخان يونس.

 

وفي ثاني أيام المعركة، زفت السرايا الشهداء: تميم حجازي، وأسامة الصوري، اللذين ارتقيا خلال عملية اغتيال جبانة أثناء تأديتهما الواجب الوطني والديني في الدفاع عن أهلنا وشعبنا.

 

وفي اليوم الثالث للمعركة، زفت سرايا القدس، عضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الجنوبية فيها الشهيد خالد منصور "أبو منصور"، والشهيدين القادة الميدانيين خالد الزاملي "شيخ العيد"، وزياد المدلل، جراء قصف طائرات العدو الحربية لمنازل متلاصقة في مخيم الشعوت للاجئين في مدينة رفح جنوبي القطاع.

 

وأطلقت سرايا القدس خلال المعركة نحو (1000) صاروخ وقذيفة، رداً على العدوان "الإسرائيلي" الذي أسفر عن ارتقاء 49 شهيدًا بينهم 19 طفلاً و4 سيدات، فيما أصيب ما يزيد عن 360 مواطنًا بجروح متفاوتة منها خطرة، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.

نقلة نوعية

المحلل والكاتب السياسي هاني العقاد قال إن معركة "وحدة الساحات" شكّلت عنواناً للمواجهة الضارية مع الاحتلال الإسرائيلي، ونقلة نوعية لعمل سرايا القدس بالتصدي لآلة الحرب "الإسرائيلية" ضد قطاع غزة، مؤكداً أن المعركة بددت أوهام العدو في الاستفراد بحركة الجهاد الإسلامي عسكرياً.

 

وأضاف العقاد في حديثه لـ "الاستقلال" أن سرايا القدس استطاعت أن تحقق أهدافاً واضحة، من بينها تحقيق معادلة الردع مع الاحتلال، بتمكنها من مواصلة المعركة منفردة وإطلاق اكثر من 1000 صاروخ وقذيفة بالرغم من اغتيال عدد من قادتها.

 

وأضاف: "استطاعت سرايا القدس أيضا أن تثبت معادلة مهمة، وهي قدرتها على إدارة المعركة وحيدة، والصمود بوجه آلة الحرب "الإسرائيلية"، وشل الحركة في معظم مدن الكيان من بينها تل أبيب ومحيطها ومطار بن غوريون".

 

وشدد على أن المعركة جاءت لتؤكد مجدداً على أن المقاومة هي السبيل والخيار الوحيد لردع العدو، وليس الخيارات الأخرى كالمفاوضات".

 

وشدد على أن سرايا القدس حافظت في المعركة على ترابط ساحات المقاومة في الضفة وغزة والأراضي المحتلة عام 1948، ومختلف مناطق الاشتباك، حيث أحبطت مشروع الاستفراد بساحة دون غيرها، الأمر الذي أربك حسابات الاحتلال، خاصة بعد أن بدأت تظهر ملامح الوحدة في مختلف ساحات محور المقاومة.

 

كما شدد على أن سرايا القدس خلال المعركة أفشلت مخططات الاحتلال في تحييد المقاومة بغزة، وأفشلت محاولاته لتعزيز ثقة الشارع الصهيوني بقيادته السياسية والعسكرية الهشة.

إفشال مخطط تفكيك الساحات

بدروه، أكد المحلل السياسي د. أسعد جودة على أن معركة وحدة الساحات التي خاضتها سرايا القدس قبل عام، أثبتت استراتيجية وحدة المقاومة بفلسطين وخارجها، وأفشلت مخطط الاحتلال القائم على تفكيكها لإضعاف الفعل المقاوم.

 

وأوضح جودة في حديثه لـ "الاستقلال"، أن سرايا القدس بعد معركة وحدة الساحات باتت مستهدفة رقم واحد لدى العدو الصهيوني وأتباعه، لما حققته من إنجازات مهمة خلال المعركة وبعدها، تمثلت بقوة الردع التي تمتلكها، واتساع حاضنتها الشعبية التي برزت بشكل كبير خلال جولات الصراع اللاحقة.

 

واتفق د. جوده مع سابقه بأن المعركة أفشلت نظرية العدو في إدارته للصراع في المنطقة وفلسطين بشكل خاص القائمة على تمزيق المناطق (غزة، الضفة، القدس، 48) وتفريقها وإشغال كل منطقة بهمومها، حيث كانت جميع المناطق وحدة واحدة تقاتل مع غزة.

 

وأشار إلى أن المعركة أوقدت شرارة المقاومة في كل الساحات داخل وخارج فلسطين، حيث أدرك العدو أنه لا يقاتل المقاومة بغزة لوحدها، إنما يقاتل محور المقاومة الذي وقف وسيقف صفاً واحداً مع المقاومة بكل مكان ضده.

التعليقات : 0

إضافة تعليق