مغامرة الاحتلال بعدوان واسع على جنين "انتحار"

د. حطيط لـ "الاستقلال": الضفَّة تشهد "ثَورة منهجيَّة مُسلَّحة" ستفاجئ العدوّ أكثر مما يتوقَّع

د. حطيط لـ
تقارير وحوارات

بيروت – غزَّة/ قاسم الأغا:

اسْتبعَد الخبير في الشُّؤون السياسيَّة والعسكريَّة من لبنان د. أمين حطيط، تنفيذ الاحتلال "الإسرائيلي" تهديداته بشنِّ عملية عسكرية جديدة واسعة النطاق في جنين ومخيَّمها، أو الضفَّة الفلسطينية المحتلة عمومًا.  

 

وقال د. حطيط في مقابلة مع صحيفة "الاستقلال" أمس الثلاثاء، "إنَّ أخطر وأهمّ ما يخشاه العدوّ أنْ تنفجر الضفَّة في وجهه؛ ما يؤدّي إلى تحقُّق أمرين، الأول فقدانه السيطرة، والأخير وقف عمليات الاستيطان وقضم الأرض الفلسطينيَّة المحتلَّة".

 

وأضاف أنَّ "ما تشهده الضفة المحتلة من ثورة متجددة الشكل، ولا سيَّما جنين ومخيَّمها؛ نذير شؤم للعدو الإسرائيلي"، مشيرًا إلى أنَّ "الضفَّة الغربيَّة تجاوزت شكل الانتفاضة أو الحركة الشعبية لتصل إلى الثَّورة المنهجيَّة المُسلَّحة في وجه الاحتلال".  

 

وتابع: "هذه الثَّورة تضع الاحتلال أمام خيارين، إمَّا أنْ يرضخ ويتهيأ لدفع الثمن الباهظ؛ ما يعني أنَّ هذه الثورة وضعت القطار على سكَّة التَّحرير، أو أنْ يُجازف العدوّ نحو عملية عسكريَّة واسعة تكون بمثابة انْتحار بالنسبة إليه، وينهار بعدها كلّ شيء".

 

ورأى الخبير حطيط، أنَّ "العدوّ الإسرائيلي لم يواجه منذ سنة 1967 (النَّكسة) مأزقًا بالضفَّة المحتلَّة، كالمأزق الراهن الذي يواجهه، وهو أمام انعدام خياراته للمواجهة، عليه أن يختار بين السيء والأسوأ".

 

وقال: "اعتقدْ أنَّ الاحتلال لن يجازف للانزلاق نحو عملية عسكرية واسعة بالضفة عمومًا، أو شمالها وجنين ومخيَّمها خصوصًا؛ لأنه ليس باستطاعته تَحمُّل كلفتها وأعبائها".

 

ونبَّه إلى أنَّ "العدو يستصعب فكرة الاستسلام، والقبول بالأمر الواقع الذي فرضته الثَّورة المنهجيَّة المسلَّحة التي تشهدها الضفَّة ولذلك يلجأ إلى سلوك مزدوج إعلاميًّا وميدانيًّا".

 

وأردف: "من الناحية الإعلاميَّة، العدو يهدِّد ويتوعَّد للإيهام بأنَّه سيتجَّه لحفظ وصيانة هيبته المتآكلة، أما من الناحيَّة الميدانية فهو يتردَّد ويحسب ألف حساب للعمليات العسكريَّة التي من الممكن أن يقوم بها، وما شهدته جنين ومخيَّمها دليل على ذلك".

 

وفي هذا الصدد، قال د. حطيط: "في اللحظة التي كان العدو يهدِّد فيها بمسح جنين ومخيمها من الوجود؛ توقَّفت قوَّاته وتراجعت حتَّى اندحرت منه دون أنْ تحقق أيًّا من أهدافها".

 

وبيَّن أن "هذه السياسة المزدوجة لدى العدوّ، أيّ اللَّفظ شيء والفعل شيء آخر؛ باتت السياسة الجديدة التي يلتزمها". 

 

ونوَّه إلى أنَّ "رئيس حكومة الاحتلال (بنيامين نتنياهو) ليس في وضعِ الاتِّجاه نحو الانتحار عبر التوجُّه لعملية عسكرية واسعة النطاق أو أيِّ حرب يفتعلها، خصوصًا بعد انتزاعه من الكنيست قرارًا يحميه ويبقيه في موقعه".

 

وقال: "لذلك أرى أنَّ في تهديداته (نتنياهو) من مستلزمات الحرب النفسيَّة التي ينتهجها العدوّ، وليست مقدِّمة حقيقيَّة للذهاب إلى عمليَّة عسكريَّة واسعة بالضفَّة، أو حرب خارج جغرافيا فلسطين التاريخيَّة المحتلَّة".

 

وعن مستقبل الأوضاع في الأرض الفلسطينيَّة المحتلَّة، نوَّه إلى أنَّ "اللَّحظة الحرجة في مسار المقاومة ولا سيمَّا بالضفَّة الغربيَّة تَخطَّتها المقاومة، ونقطة السيطرة التي كانت تتولّى شأنها السلطة الفلسطينيَّة أيضًا أصبحت من الماضي؛ لذلك ما تستطيع أنْ تقوم به أقلّ بكثير ممَّا يطلبه العدوّ، وما تستطيع أن تقوم به المقاومة أكثر بكثير ممَّا يتوقعه العدوّ".

 

وهنا، قال د. حطيط: "الأوضاع بالضفَّة المحتلة ذاهبة إلى مواجهات قاسية ودمويَّة كبيرة، تنتهي في نهاية المطاف إلى تراجع العدوّ عن احتلاله، وعن مواصلة استيطانه وتهويده وأسرلته للأرض والقدس والمقدَّسات وكل الحقوق الوطنيَّة الفلسطينيَّة". 

توسيع العدوان

وكانت وسائل إعلام عبريَّة نقلت عن مسؤولين أمنيين في كيان الاحتلال اعتزام الجيش توسيع عدوانه "بحريَّة أكبر" بالضفة الفلسطينية المحتلة، على غرار العدوان الواسع الأخير على جنين ومخيّمها مطلع يوليو/ تمُّوز الماضي.

 

وقال موقع "والَّلا" العبريّ نقلًا عن هؤلاء إنَّ العدوان الأخير على مدينة جنين ومخيمها المُسمَّى بـ "البيت والحديقة" مجرد بداية لعمليات عدوانيَّة أوسع بالضفَّة، وجنين ومخيَّمها وشمال الضفَّة خصوصًا؛ بهدف "توجيه ضربات لقواعد المقاومة وبنيتها التحتيَّة"، وفق تعبير الموقع.

 

وجاءت أقوال "المسؤولين الأمنيِّين" بالكيان، عقب عملية إطلاق النَّار النوعية في "تل أبيب"، السبت القريب، وأدَّت إلى استشهاد منفِّذها بعد قتله حارس أمن "إسرائيلي"، ثم اغتيال قُوَّات الاحتلال في اليوم التالي 3 مقاتلين من كتيبة جنين في "سرايا القدس" قرب "عرابَّة" جنوبيّ جنين شمال الضفَّة المحتلَّة، واخْتطاف جثامينهم؛ بزعم تخطيطهم لتنفيذ عمليَّات فدائيَّة.

 

وأوضح الموقع العبريّ ذاته، أنَّ "ما حدث لمجموعة (عرين الأسود) في نابلس من عمليات اغتيال مستمرَّة؛ سنفعله ضد كتيبة جنين في جنين والمخيّم".

 

وأضاف: "عمليات من هذا النوع تتيح للجيش عمليات مستقبلية في قلب جنين، وصولًا للقضاء على المسلَّحين الذين بقوا في المخيم حتى لو تطلب الأمر أشهر عدَّة".

 

وفي 5 يوليو/ تمُّوز الماضي، وتحت ضربات "كتيبة جنين" بـ "سرايا القُدس"؛ انسحب جيش الاحتلال من جنين ومخيَّمها بعد عدوان استمرّ يومين شارك فيه أكثر من 3 آلاف جندي و200 آلية عسكرية وعشرات الطائرات.

 

وأسفر العدوان عن استشهاد 12 مواطنًا، منهم 4 أطفال، وإصابة عشرات المواطنين، وتدمير كبير لحق بمنازل المواطنين، والبنية التحتيِّة والطرقات وشبكات المياه والكهرباء.

 

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق