غزة / معتز شاهين:
أجمع مختصان بالشأن الإسرائيلي أن الأزمة الداخلية «الإسرائيلية» التي تصاعدت على أثر ما تسمى الإصلاحات القضائية التي يقودها «بنيامين نتنياهو» بدأت تنعكس عملياً بشكل مباشر على قدرة وأداء جيش الاحتلال خاصة بشأن سلاح الجو.
وأوضح المختصان في أحاديث منفصلة مع صحيفة «الاستقلال» أمس الأحد، أن الحالة التي يعيشها جيش الاحتلال وتراكم الأزمات انعكست فعلياً على قدرته في خوضه حرباً شاملة (كبرى)».
وكان مسؤول «إسرائيلي» رفيع المستوى حذر في وقتٍ سابق من أن «تضرر كفاءة الجيش وخصوصاً سلاح الجو، باتت تنعكس وتشكل مراجعة أساسية قبيل المصادقة على أي قرار عملياتي».
ونقلت القناة "الإسرائيلية" 12 عن المسؤول "الإسرائيلي"، دون أن تسميه، قوله إن "الضرر في كفاءة الجيش آخذ بالاتساع كلما مر الوقت".
من جهته، اعترف قائد سلاح الجو بكيان الاحتلال، "تومر بار"، الجمعة أن "هناك ضرراً محدوداً في كفاءة الجيش "الإسرائيلي" وبالأساس سلاح الجو، بالإضافة إلى تشكيلات أخرى بالجيش وفي المقرات والقوات البرية".
وعلى أثر ذلك، لمح قادة في جيش الاحتلال، مؤخراً، إلى أن الوضع داخل الجيش بات يشكل خطراً على كفاءاته، في أعقاب احتجاجات عناصر الاحتياط ضد خطة "الإصلاح القضائي" الحكومية لإضعاف جهاز القضاء وتوقف أعداد كبيرة منهم عن الامتثال في وحداتهم.
وفي السياق ذاته، تعقد لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، الأربعاء القادم، اجتماعا خاصا حول موضوع "كفاءات وجهوزية الجيش الإسرائيلي في الفترات الاعتيادية والطوارئ".
ويأتي اجتماع اللجنة على إثر رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، عقد اجتماع للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) حول جهوزية الجيش الإسرائيلي للحرب.
ويُمنع أعضاء اللجنة من الإدلاء بتفاصيل حول مضمون هذا الاجتماع، لكن صحيفة "يسرائيل هيوم" أفادت أمس، الأحد، بأن الاجتماع سيتمحور، على إثر مطالب المعارضة، حول كفاءات الجيش الإسرائيلي، وخاصة سلاح الجو، على خلفية توقف مئات عناصر الاحتياط عن الامتثال في الخدمة العسكرية.
أعمق وأخطر
الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين، يرى أن التصريحات المتتالية لقادة جيش الاحتلال الأمنيين والعسكريين حول جاهزية الجيش، تدلل على أن هناك جوانب أخرى أعمق وأخطر لم يًفصح عنها حتى هذه اللحظة، وشكلت عقبة أمام تنفيذ مهمات سواء كانت داخلية او خارجية.
وقال جبارين لـ "الاستقلال"، الأحد، إن أيدلوجية جنود جيش الاحتلال منذ عشرين عاما هي لا تتوافق مع أيدلوجية "بنيامين نتنياهو"، وبعض وزراء حكومته، حيث أصبح لدى الجنود شعور بأنهم يخدمون أجندات معينة لأحزاب "إسرائيلية".
وأَضاف: " ووفق ما سبق أصبح هناك تغييرات في تركيبة الجيش وأصبح هناك تغييرات في مفاهيم معقدة، لذلك ما بدأ فيه جنود الاحتياط من رفض للخدمة العسكرية يُمكنه أن ينتقل سريعا وبشكل أعمق إلى مراحل أخرى من الخدمة في الجيش".
وأوضح جبارين، إلى أن حالة الشرخ كبيرة في صفوف قادة الاحتلال وأصبحت واضحة، خاصة بعد تلميح رئيس جهاز الموساد "يوسي كوهين"، ورئيس جهاد الشاباك "نداف أرغمان"، ورئيس الأركان "راف ألوف افيف كوخافي" عزمهم الإدلاء بتصريحات خلال سبتمبر القادم، تتعلق بجهوزية الجيش والأجهزة الاستخباراتية، لافتاً إلى أن "نتنياهو" يحاول أن يتجنب ذلك.
وأشار، إلى أن "إسرائيل" وجيشها غير معنيين بخوض مواجهة أمام الفلسطينيين، لكونه ستكون سياسية، لا تخدم "نتنياهو" خلال هذه المرحلة، ولكن الحدود الشمالية هي تلبي احتياج "نتنياهو"، ليبقى السؤال هل الأخير جاهز على أن يخوض غمار حرب واسعة أمام حزب الله، ليُثبت أن الجيش على جهوزية عالية؟، ولكن هو حتى هذه اللحظة يتجنب ذلك.
ولفت المختص بالشأن الاسرائيلي، إلى أن "نتنياهو" مؤخراً بدأ يفقد الكثير من الدعم الدبلوماسي الغربي، ولذلك أي عدوان ممكن أن يخوضه سيكون له نتائج سلبية أبرزها زيادة عزلة "إسرائيل" وعزلته نفسه.
انعكاس مباشر
بدوره أكد الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور، أن الأزمة الداخلية "الإسرائيلية" التي تصاعدت على أثر ما تسمى الإصلاحات القضائية التي يقودها "بنيامين نتنياهو" بدأت تنعكس عملياً بشكل مباشر على قدرة وأداء جيش الاحتلال خاصة على سلاح الطيران.
وعد منصور لـ "الاستقلال"، تحذيرات المسؤولين "الإسرائيليين من أن "تضرر كفاءة جيش الاحتلال وخصوصا سلاح الجو، وباتت تنعكس على القرارات العملياتية" بالتصريحات النادرة، خاصة وأنه لا يتم الكشف عن كل ما يدور على طاولة "الكنيست".
وقال: "إن الحالة التي يعيشها جيش الاحتلال وتراكم الازمات انعكست فعلياً على قدرته في خوضه حرباً شاملة (كبرى)"، لافتاً إلى أن جنود جيش الاحتلال أصبح لديهم شعور بأنهم يحاربون لشخص "نتنياهو" لا من أجل الجيش ومعتقدات هم يؤمنون بها.
وأضاف منصور، أن جنود جيش الاحتلال لا يؤمنون بقرارات حكومتهم، ولا يثقون بوزرائها، الأمر الذي أثر على الحافزية والروح القتالية وعلى تنفيذ المهمات.
وبين، أن "نتنياهو" يخشى من وضع وزراء حكومته على تحديثات حول جاهزية الجيش، خشية من أن تسريب تلك التحديثات تؤثر على قراراتهم وتصويتهم على المشاريع في المستقبل، وكذلك خوفا من أن تصل للإعلام وتستفيد منها فصائل المقاومة.
التعليقات : 0