المُحلِّل أبو عرقوب لـ "الاستقلال": الأزمة الداخليَّة بكيان الاحتلال "تتعمق" وأبعادها "غير مسبوقة"

المُحلِّل أبو عرقوب لـ
تقارير وحوارات

الضفة المحتلة – غَزَّة/ قاسم الأغا:

 

أكَّد المُحلِّل السياسيّ المُختصُّ في الشَّأن "الإسرائيلي" أنس أبو عَرقوب، أنَّ "الأزمة التي يشهدها كيان الاحتلال "الإسرائيلي" تتعمَّق بشكل مضطَّرد، وتأخذ أبعادًا غير مسبوقة"، بحسب تعبيره.

 

وأوضح المحلِّل أبو عرقوب في مقابلة مع صحيفة "الاستقلال" أمس الثلاثاء، أنَّ "هناك هجومًا كبيرًا وحادًّا يستهدف جيش الاحتلال ومسؤوليه، بعد أنْ كان الجيش كالبقرة المقدَّسة لا يقترب منه أحد"، مشيرًا إلى ما سرَّبته وسائل إعلام عبريَّة من توبيخ رئيس حكومة الكيان "بنيامين نتنياهو"، وتهجُّم نجله وأبواق بحزبه "الليكود" على رئيس أركان جيش الاحتلال "هرتسي هاليفي"، ومسؤول سلاح الجوّ فيه "تومير بار".

 

وتابع: "هذه الأزمة غير مسبوقة وتشكّك في أهليَّة قادة جيش الاحتلال، وتمسّ بثقة الجمهور (الإسرائيلي) بمؤسسة الجيش، التي تحظى لديه بأعلى نسبة ثقة؛ إلَّا أنَّها الآن بعين العاصفة، وكل ذلك على وقع تطوّرات إقليميَّة في غير صالح (إسرائيل)".

 

وأشار إلى أنَّ "(بنيامين نتنياهو) بات يستخدم مصطلحاته ومفاهيمه الخاصّة كـ (التمرُّد المشروط)، وليس (التوقُّف عن الخدمة) عند نقاشه الأزمة الداخليَّة مع مسؤولي الجيش، في إنكار منه (نتنياهو) للواقع؛ لتحقيق أهدافه السياسيَّة والذاتيَّة".

 

وأردف: "(نتنياهو) لا يريد أنْ يظهر أمام الجمهور "الإسرائيلي" أنَّه خلال فترة ولايته الحكومة فقد جيش الاحتلال جزءاً كبيراً من جهوزيَّته على شنِّ الحروب في مرحلة حسَّاسة تتعرض فيها "إسرائيل" لما تُسميِّها تهديدات من مُحيطها، وخصوصًا من لبنان، بقدرات صاروخيَّة دقيقة". 

 

وبالتَّركيز على جهوزيَّة جيش الاحتلال وأهليَّته في أي "عمليَّات" أو حروب مقبلة على وقع الأزمة العميقة والشاملة بالكيان، بيَّن المُحلِّل السياسيّ المُختصُّ في الشَّأن "الإسرائيلي" أنَّ فقدان الجيش لجزء كبير منها (الجهوزية)، وهذا ما يؤكِّده مسؤولون رفيعو المستوى، منبِّهًا إلى أنَّ ذلك "يعدُّ تهديدًا فعليًّا ومساسًا بحيويَّة جيش الاحتلال".

 

وقال: "الجيش لم يَعُدْ يجد آذانًا صاغية من المستوى السياسي في الكيان، فضلًا عن أنَّ ذلك المستوى يتهّم الجيش بولائه لما تُسمى المعارضة".

 

وأضاف: "بالمقابل فإنَّ التقييمات العسكريَّة تخشى من استمرار الوضع في جيش الاحتلال على حاله بل وتفاقمه".

 

وحول "سيناريوهات" "نتنياهو" وائتلافه الحكومي الأكثر فاشيَّة وإرهابًا للهروب من الأزمة الداخليَّة بالكيان، لم يستبعد المُحلِّل أبو عرقوب اللجوء إلى عمليَّة عسكريَّة واسعة بالضفَّة الفلسطينية المحتلَّة، كونها تنطوي على هامش خطورة أقلّ بالنسبة إلى (نتنياهو)، من قطاع غزة، ولبنان، وإيران".

 

وذكر أنَّ "السِّيناريوهات المتعلَّقة بهذه الجبهات بشأن عمليات عسكريَّة موسَّعة قد تفضي إلى حرب، وبالتالي فإنَّ (نتنياهو) ليس حُرًّا في اقتراحها، إنمَّا هي اقتراح المؤسسة الأمنيَّة والعسكريَّة والاستخباريَّة".

 

وفي هذا الإطار، قال: "لا يستطيع رئيس حكومة الاحتلال المبادرة لعمليَّة واسعة قد تفضي إلى حربٍ من تلقاء نفسه فهذا أمر مستبعد؛ نظرًا لطبيعة وبُنية جيش الاحتلال، وعلاقته بالمستوى السياسي".

 

وعن مستقبل الأوضاع على الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة وأصداء تهديدات الأمين العام لحزب الله اللُّبناني السيد حسن نصر الله الإثنين الماضي، لكيان الاحتلال بإعادته إلى العصر الحجري حال اعتدائه على لبنان، أشار أبو عرقوب إلى أنَّ "إسرائيل" تأخذ تلك التَّهديدات على محمل الجدّ.

 

وقال: "تهديد جيش الاحتلال ووزيره بإعادة لبنان للعصر الحجري يأتي في إطار الحرب النفسيَّة؛ لثني حزب الله عن المبادرة بأي عمل عسكري".

 

ونوَّه إلى أنَّ "هناك توازناً في الرُّعب بين المقاومة في لبنان وكيان الاحتلال، ولدى جمهور كل منهما إيمان بأنَّه قادر على إلحاق أذى واسع النِّطاق بالطَّرف الآخر".  

 

وأردف: ""إسرائيل" تفكّر مليًّا وتعيد حساباتها قبل الانزلاق في عمليَّة موسَّعة ضد لبنان؛ لأنَّ حزب الله بات قادرًا ولديه القوَّة الكبيرة لإحداث الرَّدع والرُّعب".

 

وكان السيِّد "نصر الله" قال مهدِّدًا الاحتلال "الإسرائيلي": "إذا ذهبتم (إسرائيل) إلى الحرب مع لبنان؛ أنتم ستعودون إلى العصر الحجري"، مؤكِّدًا أنَّ "جيش الاحتلال بأسوأ حالاته في الوقت الحالي، مقارنة بأيِّ وقت مَضى".

 

وشدَّد الأمين العام لحزب الله اللبناني بكلمة متلفزة الإثنين، لمناسبة الذكرى السنوية الـ 17 لـانتصار تمُّوز عام 2006، على أنَّ "ما يمنع العدوّ الانتقاص من حقوق لبنان فهمه، أنَّ أي محاولة ستقابل برد فعلٍ قويّ".

 

ويأتي تصريح السيد "نصر الله"، ردًّا على تصريحات مماثلة لوزير حرب الاحتلال "يوآف غالانت"، مطلع أغسطس/ آب الجاري، حذَّر فيها "حزب الله" من "ارتكاب أيّ خطأ؛ لأنَّ ذلك سيعيد لبنان إلى العصر الحجري"، وفق وصف "غالانت".

 

وتشهد الحدود بين جنوب لبنان وفلسطين المحتلة توتّرًا عالي المستوى؛ بفعل عمليات تجريف وإجراءات استفزازيَّة ينفذها الاحتلال "الإسرائيلي"، وينتهك فيها السيادة اللبنانيَّة.

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق