"التشكيل المدرسي" الجديد يثير حفيظة سكان مخيم البريج .. و"أونروا" تبرر

تقارير وحوارات

غزة/ ولاء جبريل:

عبر سكان مخيم البريج وسط قطاع غزة عن رفضهم لقرار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، والقاضي بتعديل التشكيل المدرسي لمدارس الوكالة الدولية في المخيم.

 

ويقوم الترتيب الجديد وفق اللجنة الشعبية للاجئين في المخيم على دمج صفوف الرابع الابتدائي مع المرحلة الإعدادية وحصر طلاب المرحلة الابتدائية في مدرسة واحدة على مستوى المخيم، الأمر الذي يعتبره الأهالي تهديدًا تربويًا للطلبة وعبئًا إضافيًا على كاهل أولياء الأمور.

 

ووفق اللجنة، فان إدارة "الأونروا" ترفض التعاطي مع الاعتراضات التي قدمها الأهالي واللجان الشعبية والفصائل في المخيم، وتبرر ذلك بمحاولة احداث حالة من التوازن في مدارسها.

 

لن نرسل أبناءنا للمدارس

 

المواطن فريد أبو زبيدة عبر عن رفضه لقرار "الأونروا" الذي سيؤدي إلى نقل أبنائه إلى مدرسة بعيدة عن مكان سكنه، مهددا بعدم ارسالهم للمدرسة حال أصرت إدارة الوكالة الدولية على القرار.

 

وقال أبو زبيدة لـ"الاستقلال": "هذه جريمة مكتملة الأركان بحق الطلاب، وليس من المنطق أن تزيد الوكالة العبء على الطالب وذويه والهيئة التدريسية".

 

وأضاف:" كيف يمكن أن يسير ابني وهو يحمل حقيبته لما يزيد عن كيلو متر ليصل مدرسته، ألم يفكر صاحب القرار بالمشكلات التي ستنتج عن وضع طالب مرحلة دنيا مع طالب اعدادي في ذات المدرسة؟"

 

وطالب، أبو زبيدة إدارة "الاونروا" بالتراجع عن القرار والعمل على ترتيب التشكيل المدرسي بما يضمن دراسة الطلبة في المدارس القريبة من بيوتهم، مؤكدًا على أنه لن يرسل أبناءه للمدرسة حال استمر القرار وسيصعد من احتجاجاته مع آخرين من أولياء الأمور إلى حين إلغاء القرار".

 

حالة من عدم الاستقرار

رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم البريج د. فوزي عوض، عبر عن رفض اللجنة الشعبية والأهالي ومكونات المخيم كافة للتعديل المنوي اجراءه على التشكيل المدرسي في المخيم.

 

وأكد عوض في حديثه لـ "الاستقلال" أن هذا التعديل سيكون له أثار سلبية على الطلبة وعلى الأهالي وسيجعل العملية التعليمية في المخيم تواجه حالة من عدم الاستقرار مع بدء العام الدراسي الجديد.

 

وذكر عوض، أن اللجنة الشعبية توجهت مع ممثلين عن الفصائل والأهالي لمدير المنطقة في "الأونروا " وعبرت عن احتجاجها وقدمت أسباب رفضها للقرار إلا أنها واجهت حالة من التعنت والإصرار.

 

وقال عوض: "أبلغنا الأونروا أن القرار لا يُحقق أي هدف تربوي، وأكدنا على ان الهدف التربوي أهم من الهدف الإداري في التشكيلات المدرسية، إلا اننا واجهنا حالة رفض وتعنت من المدير الجديد"، مؤكداً على ضرورة إعادة النظر في مثل تلك القرارات، وإعادة صياغتها مع ما يتوافق مع المصلحة التربوية لأبناء المخيم.

 

وحول ما إذا كان القرار سيطبق في مناطق أخرى غير مخيم البريج قال عوض:" لا أردي إذا كان القرار يشمل مناطق أخرى، لكن نحن وصلتنا معلومات وتحركنا بناء عليها ووجدنا أنها صحيحة".

آثار سلبية

 

وأوضح عوض، أن القرار سينعكس سلبًا على الطلبة، إذ إنه لم يراعِ المسافة الطويلة التي سيقطعها طلبة الصف الرابع في بلوك 1 و2 و10 للوصول إلى مدارسهم، كما أنه لم يأخذ بعين الاعتبار المخاطر التربوية التي ستترتب على وجود طلاب الصف الرابع في المدارس الإعدادية.

 

وأشار عوض، إلى أن القرار والذي يخالف قوانين "الاونروا" سيحدث حالة من عدم الانسجام بين هذه الصفوف ما يؤدي إلى مشاكل اجتماعية، لافتًا إلى أن هذا القرار سيشكل حالة من الضغط على الاهالي سواء على الصعيد الاجتماعي أو الاقتصادي، الأمر الذي سُينهك كاهلهم بتوفير المواصلات لأبنائهم، وخوفهم المستمر عليهم من الاختلاط مع من هم أكبر سنًا.

مشكلات تربوية

من جهته، يؤكد المختص التربوي فتحي مطير، أن القرار لا يصب في مصلحة الطالب، إذ إن خطورة القرار تكمن في الانعكاسات التربوية على الطلبة.

 

وقال مطير في حديثه لـ "الاستقلال": "دمج هذه الصفوف والأعمار مع بعضها في مرحلة واحدة، يؤدي إلى مشاكل تربوية كبيرة، عدا عن تعرض أطفال المرحلة الدنيا للتنمر والاعتداء من قبل الطلاب الأكبر منهم سنا".

 

وأضاف مطير: "هذه الأعمار منهم من وصل إلى مرحلة المراهقة، وتكونت لديه أفكار قد لا تتناسب مع هؤلاء الأطفال، فقد يستغل طالب المرحلة الإعدادية طالب المرحلة الدنيا من ناحية جنسية باعتباره أكبر منه سنًا".

 

بدورها، قالت "الاونروا" لـ"الاستقلال": إن برنامج التعليم في الأونروا بغزة قام باتخاذ هذا الإجراء للحفاظ على التوازن في بعض المدارس من خلال الاستخدام الأمثل لمرافق تلك المدارس.

 

وأضافت: "ترحب إدارة برنامج التعليم بالرد على استفسارات أولياء الأمور عند بدء العام الدراسي".

التعليقات : 0

إضافة تعليق