غزة/ قاسم الأغا:
نَدَّدَ عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين ومسؤول فرعها في قطاع غزة الرَّفيق محمود الرَّاس، استمرار مسلسل التَّطبيع بين أنظمة عربيَّة، واستعداد أخرى الانخراط في هذا المسار "الخطير" مع كيان الاحتلال "الإسرائيلي".
وقال الرَّفيق الرَّاس في مقابلة مع صحيفة "الاستقلال" أمس الإثنين: "إنَّ التطَّبيع الذي تتَّبعه أنظمة عربيَّة رسميَّة مسار مُدان وعبثيّ، وهو أداة تُضاف إلى الأدوات التي يستخدمها الاحتلال في العدوان على شعبنا الفلسطيني وشَرعنة الجرائم بحقِّه، إضافةً إلى أنَّه فعل خارج عن الإرادة القوميَّة للشعوب العربية، التي تؤمن بمركزيَّة قضية فلسطين والعدالة المطلقة لحقوق شعبها".
وأكَّد أنَّ "التَّطبيع مع كيان الاحتلال جزء من العدوان المتواصل على شعبنا وحقوقه وأرواح أبنائه"، مشدِّدًا على أنَّه "خلافًا للأنظمة ومؤسّساتها الرَّسميَّة؛ فإنَّ شعوب الأمَّة العربيَّة أثبتت بالأدلَّة القاطعة رفضها التَّعايش مع هذا الكيان المجرم".
وأشار إلى أنَّ شعبنا الفلسطيني بمقاومته المتنامية وانتفاضته الممتدَّة في كل الأرض المحتلة، ولا سيمَّا بالضفَّة الغربيَّة؛ استطاع أنْ يؤثِّر على قطار التَّطبيع ويدفعه للتَّراجع إلى الوراء، مضيفًا أنَّ "المقاومة الطريق الوحيد للجم اعتداءات الاحتلال وإحباط أهدافه الرَّامية لغزو الوعي الجمعي العربي".
ونبَّه إلى أنَّ "كيان الاحتلال يشكِّل تهديدًا دائمًا للشعوب العربيَّة، وعائقًا مستمرًّا للديمقراطيَّة والنَّهضة الحضاريَّة"، لافتًا إلى "ضرورة تصعيد حالة الرَّفض الشعبيَّة في الدول العربية والإسلاميَّة لأيَّة خطوات تصبّ في دائرة التَّطبيع مع الكيان".
وفي هذا الصَّدد، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبيّة: "إرادة الشُّعوب تستطيع أن تُعبِّر عن ذاتها بمحاصرة كل التحركات الهادفة للتطبيع وتؤثر عليها"، لافتًا إلى الضغط الشعبي الليبيّ، الذي أفضى إلى إقالة وزيرة خارجيَّة ليبيا من منصبها، بعد لقائها بوزير الخارجية في كيان الاحتلال "الإسرائيلي".
وأمس، قرَّر رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبيَّة عبد الحميد الدبيبة، وبعد موجة احتجاجات شعبيَّة واسعة، وَقْف وزيرة الخارجيَّة "نجلاء المنقوش" عن العمل احْتياطيًّا وأحالها للتحقيق على خلفية لقائها التطبيعيّ مع وزير خارجية الكيان "إيلي كوهين" في إيطاليا.
وجاء القرار بعدما كشفت خارجية الاحتلال في بيان لها الأحد، عن اجتماع وصفته بـ "السِّري"، عُقد بين "كوهين" و"المنقوش" في العاصمة الإيطاليَّة روما الأسبوع الماضي، رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسميَّة بين البلدين.
وهنا، نوَّه الرَّفيق الرَّاس إلى أهميَّة "التحركات الشعبية كإحدى المسارات التي يمكن أنْ تؤسِّس لثورة عربيَّة ترفض جريمة التَّطبيع، وتُعيد حصار الاحتلال وتُجهض تدخّلاته في المجتمعات والشُعوب العربيَّة".
تهديدات الاحتلال
أما بشأن الاحتلال وجرائمه وتهديده باغتيال قادة المقاومة في فلسطين المحتلة وخارجها، فقد وصف عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبيّة هذه التهديدات بـ"الجوفاء والتي لا تُخيف قوى وفصائل المقاومة"، محذِّرًا في الوقت ذاته "العدوّ من عواقب عودته لتفعيل الاغتيالات".
وأضاف: "أيّ مساس بشعبنا الفلسطينيّ وقادة المقاومة على العدوّ أنْ يتجهَّز للرد من كل من يؤمن بالمقاومة في المنطقة، ولن يقتصر الردّ على ساحة بعينها، وشعبنا سيظلّ متمسِّكًا بالاشتباك والمواجهة دون غيره طريقًا لنيل الحريَّة والعودة ودحر الاحتلال عن كل جغرافيا فلسطين".
وتابع: "تكرار العدوّ لاعتداءاته وجرائمه لن تكسر إرادة شعبنا؛ بل ستزيده صمودًا وتحديًّا وإبداعًا في مقاومة الاحتلال، من حيث الأشكال وطبيعة الردود وأماكن الرُّدود".
وشدَّد على أنَّ "الأولوية الوطنية خصوصًا أمام الَّتحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينيَّة، وحرب الإبادة والتَّهويد الشاملة من قبل الاحتلال، تتمثَّل في السَّير نحو استراتيجية وطنية جامعة لشعبنا الفلسطيني بالوطن والشَّتات، والاتِّفاق على برنامج لمقاومة الكيان وحكومته الأكثر فاشيَّة وإرهابًا، والعمل على تعزيز الوَحدة بين قوى وفصائل المقاومة في الميدان".
وكان "كابينت" الاحتلال، خَوَّل رئيس حكومته "بنيامين نتنياهو"، ووزير حربه "يوآف غالانت"، اتِّخاذ خطوات تستهدف المقاومين و"مرسليهم"؛ ردًّا على تصاعد العمليات الفدائية في الضفَّة الفلسطينية المحتلَّة.
وجاء قرار "الكابينت" بعد اجتماع عقده الثلاثاء الماضي، في جلسة استمرّت ثلاث ساعات، بحسب بيان صادر عن مكتب "نتنياهو"، فيما يرجِّح سياسيون ومراقبون فلسطينيون أنَّ القرار "ضوء أخضر" للبدء بتنفيذ اغتيالات لقادة المقاومة الفلسطينيَّة بالضفَّة المحتلَّة وقطاع غزة والخارج.
يأتي ذلك في وقتٍ تستعد فيه منظومة الكيان الأمنية والعسكريَّة لموجة واسعة من العمليات الفدائيَّة، ولا سيَّما عمليات إطلاق نار "نوعيَّة وقاتلة" ضد أهداف لقُوَّات الاحتلال والمستوطنين، في مختلف مدن وبلدات وقرى ومخيَّمات الضفَّة المحتلة.
التعليقات : 0