"التاريخ الشفوي وقضايا الامة" مؤتمر بالإسلامية يدعو للحفاظ على الإرث التاريخي للأمة

تقارير وحوارات

غزة/ ولاء جبريل:

تستعد الجامعة الإسلامية بغزة لتنظيم المؤتمر العلمي الدولي "التاريخ الشفوي وقضايا الأمة"، والمقرَّر عقده يومي التاسع والعاشر من أكتوبر المقبل، وذلك بمشاركة علماء ومفكرين وباحثين من مختلف دول العالم.

 

وأكد رئيس مركز التاريخ الشفوي والتراث الفلسطيني في الجامعة الإسلامية ورئيس اللجنة التحضرية للمؤتمر بغزة أ.د. رياض شاهين، أن التاريخ الشفوي يعزّز الرواية الحقيقية للشعب الفلسطيني وما يتعرَّض له من اضطهاد وتشريد من قبل الاحتلال، ويدحض "الرواية الصهيونية".

 

وأوضح شاهين لـ"الاستقلال" أن المؤتمر سُيعقد بتاريخ 9 و 10 أكتوبر 2023، حضوريًا على أرض الجامعة الاسلامية، وعن بُعد لمن تعذر عليه الوصول للحضور من خارج قطاع غزة.

 

وبين شاهين أن المؤتمر ينظمه مركز التاريخ الشفوي والتراث الفلسطيني بالجامعة الإسلامية، بالتعاون مع عمادة كلية الآداب، وعمادة البحث العلمي والدراسات العليا، وبأشراف عِدة لجان من الجامعة ومن عِدة جامعات عربية وأجنبية، وذلك تحت رعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي الفلسطيني د. محمود أبو مويس.

 

ولفت النظر إلى أن المؤتمر يشارك فيه 60 بحث علمي من 20 دولة عربية وأجنبية، وسيحضر المؤتمر لفيف من الضيوف العربية والأجنبية، منهم البروفيسور سلمان أبو ستة رئيس هيئة أرض فلسطين في الكويت، و المؤرخ البروفيسور اليهودي ايلان بابي، أستاذ كلية العلوم الاجتماعية والدراسات الدولية في جامعة إكسيتر بالمملكة المتحدة، و عبد الحميد صيام، الخبير في شؤون الأمم المتحدة والناطق باسمها، وغيرهم من المختصين والخبراء في هذا المجال.

 

وأشار شاهين، إلى أنه سيتم نشر الأبحاث المشاركة، في كتاب خاص بالمؤتمر، إذ تعمل اللجنة العلمية الأن على قدم وساق على تحسين وإنجاز ما وصلها من أبحاث، لافتًا إلى أنه سيكون إلى جانب المؤتمر والأبحاث المقدمة، جلسات حوارية من المفكرين والسياسيين والأدباء سُتعقد على هامش المؤتمر.

 

وأوضح شاهين، أنه قد سبق المؤتمر الذي يتم التحضير له الأن، أكثر من 7 جلسات حوارية، مع أساتذة متخصصين سواء بالتاريخ الشفوي الفلسطيني، أو المغربي أو الليبي أو الجزائري وكل من له علاقة بالتاريخ الشفوي، أو يخدم شعبه وبلده ويعمل على التعمق واستخدام هذه المنهجية التاريخية، التي سبق في استخدامها الغرب.

 

أهداف المؤتمر

 

وبيَّن شاهين أن أهداف المؤتمر تتلخص في تبيان أهمية تدوين التاريخ الشفوي وحفظه للمجتمعات العربية والإسلامية، والتعريف بالرواية الشفوية، وكيفية توظيفها باعتبارها مصدرًا تاريخيًا مهمًا، والمحافظة عليها، وبيان علاقتها بالعلوم الأخرى.

 

وأشار إلى أن من أهداف المؤتمر، الإسهام في حفظ التاريخ الثقافي والاجتماعي والاقتصادي للشعوب العربية، على أسس علمية سليمة، وإبراز القيمة العلمية للرواية الشفويّة بوصفها مصدرًا من مصادر حفظ التراث العربيّ.

 

وقال شاهين" إن أهمية المؤتمر تكمن في تعزيز ما هو مؤرخ عن فلسطين، حيث إنه لم يكن هناك من يكتب عن معاناة الشعب الفلسطيني وويلاته، وما تعرض له من مذابح وتنكيل وتشريد وسرقة على أيدي الاحتلال الإسرائيلي، فكان لابد للشعب الفلسطيني، أن يلجئ إلى استخدام الرواية الشفوية، من أصوات شهود العيان، حتى يُوثق هذا التاريخ، وتُعاد الحقوق إلى أصحابها".

 

استنهاض الشعوب كافة

 

وأضاف شاهين:" لا يمكن الاكتفاء والاعتماد على الوثائق البريطانية المكتوبة، باعتبارها قد تشوهت ولم تُعط الرواية كاملة، إنما الرواية الشفوية ممن شاهدوا وعاصروا هذه الأحداث، هم أحق بأن يتحدثوا عن ما تعرضوا له من تشريد ومذابح وتهجير مع عائلاتهم".

 

ويتوقع شاهين، أن يعمل المؤتمر على استنهاض ولفت انتباه كل الشعوب، بأهمية هذا التاريخ والرواية الشفوية، وأن تكون هناك نهضة لدى الشعوب العربية المشاركة في هذا المؤتمر، بأهمية استخدام الرواية الشفوية.

 

وأضاف " قد ينتبه أصحاب القرار لهذه الروايات وهذه الاجتماعات، إلى أهمية ما كُتب وما تم بذله من جهد في سبيل استقاء هذه المعلومات والروايات من أفواه الذين طُردوا وتعرضوا لهذه المذابح أثناء التهجير، وبالتالي إمكانية استخدام هذه الروايات في محاكمة ومقاضاة دولة الاحتلال أمام المحاكم الدولية".

 

ويأمل شاهين، أن يُحقق المؤتمر أهدافه باستخدام هذه الروايات والشهادات في سبيل تجريم ومقاضاة الاحتلال الإسرائيلي أمام المحاكم الدولية.

 

ويعد هذا المؤتمر، الثاني الذي يعقده مركز التاريخ الشفوي بالجامعة الإسلامية، والذي يتم التحضير والإعداد له منذ عام، فيما تم عقد المؤتمر الأول عام 2006.

 


التعليقات : 0

إضافة تعليق