غزة/ سماح المبحوح:
أكّد المستشار الإعلامي لهيئة شؤون الأسرى والمحرّرين حسن عبد ربه، أنّ ما يتمّ الحديث عنه في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي حول تفاصيل المفاوضات المتعلِّقة بأعداد الأسرى وأسمائهم ومحكوميتهم وفئاتهم وأماكن إبعادهم، تبقى تحت إطار التسريبات وليست معلوماتٍ دقيقة.
وشدّد عبد ربّه في مقابلة خاصة لـ"الاستقلال" على أن المعلومات الدقيقة كافة حول طبيعة الأسرى المنوي الإفراج عنهم وعددهم ومَنْ سيتمّ ترحيله خارج الوطن وغيرها، ستتضح حين الانتهاء من عملية المفاوضات بشكلٍ كاملٍ والبدْءِ في تنفيذ بنود الاتفاق.
وأعلن رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مساء أمس الأربعاء، التوصّلَ إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي، على أن يسري يوم الأحد المقبل.
وقال الوزير القطري في مؤتمر صحفي: "مع موافقة جانبي التفاوض -حماس والاحتلال الإسرائيليّ- يتواصل العمل على استكمال الجوانب التنفيذية".
وتابع، إنّ الاتفاق ينص على أن تُطلق حركة حماس سراح 33 أسيراً، مقابل إطلاق أسرى فلسطينيّين في المرحلة الأولى.
وكشف مسؤول إسرائيلي أن "تل أبيب" ستُفرج بموجب الصفقة عن مئات الأسرى الفلسطينيين، وأنه سيُسمَح للمدنيّين الفلسطينيين بالعودة إلى شمال قطاع غزة بـ"حُريّة" بموجب الاتفاق.
وفي الوقت الذي رفض فيه عددٌ من أعضاء الكنيست الصفقة واعتبروها كارثة، وأن الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترامب أجبر نتنياهو على قبولها.
وأشار عبد ربّه إلى أنه وفقما رشَح حولَ مسوّدة الاتفاق، فإنه يجري الحديث حول إطلاق سراح 33 من الأسرى الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح أكثر من ألف أسير فلسطيني خلال عملية التبادل، مُشدّداً على أن الأولوية في صفقة التبادل يجب أن تكون لأصحاب المؤبّدات ومَنْ قضَوا 20 عاماً وأكثر رغم حقّ الجميع بالحُريّة.
ولفت إلى أنه سيتمّ الإفراج عن إسرائيلي مقابل 30 أسيراً/ةً من الفلسطينيين، ومقابل كلّ مجنّدة إسرائيلية سيتمّ إطلاق سراح 50 أسيراً/ةً من الفلسطينيين، من ذوي الأحكام العالية (المؤبدات)، ومن الأطفال والنساء والمرضى، مُعتبراً أن أيَّة عملية إطلاق سراح وتحرير أيّ أسير فلسطيني مكسبٌ للشعب الفلسطيني وللحركة الفلسطينية الأسيرة.
ولفت النظر إلى أنه يجري الحديث أيضاً عن إبعاد وترحيل عدد من الأسرى خارج الوطن خاصة ممّن صدر بحقهم السجن المؤبّد أو عشرات السنوات، إلى دولة قطر أو تركيا.
قضيّة حسّاسة ودقيقة
وفيما يتعلق بوجود رئيس الهيئة قدورة فارس في قطر، أوضح أن رئيس الهيئة موجودٌ في الدوحة بصفته رئيس جهة رسمية فلسطينية، تتولّى متابعة حيثيات الحركة الأسيرة كافة وقاعدة البيانات الخاصة بالأسرى، من ناحية عددهم وتاريخ الاعتقال ومدّة الحكم وغيرها من المعلومات.
وأشار إلى أن قضية الأسرى من القضايا الحسّاسة والدقيقة لِمَا تشمله من فئات كثيرة، منها أسرى صفقة شاليط "وفاء الأحرار"، وأسرى نفق الحرية، وأسرى من الأراضي المحتلة 48، وأسرى يحملون جنسية إسرائيلية والأسرى القُدامى وغيرهم، مُعرباً عن أمله أن تشمل الصفقة جميع الأسرى؛ لتخليصهم من الجحيم الذي يعيشونه داخل سجون الاحتلال.
أوضاعٌ صعبةٌ للغاية
وبشأن عدد أسرى قطاع غزة الموجودين في سجون الاحتلال، أوضح أن عدد أسرى القطاع قبل السابع من أكتوبر/2023 كان نحو 200 أسير، وتجاوز العدد بعد هذا التاريخ ليصلَ إلى قرابة 1886 أسيراً، صنّفهم الاحتلال كـ"مقاتلين غير شرعيّين"، سواء كانوا من الفصائل الفلسطينية، أو العاملين في المؤسّسات الطبية والإعلامية وغيرها، ومدنيّين اختطفهم الاحتلال من شمال قطاع غزة ومناطق أخرى.
وبيّن أن أسرى قطاع غزة في سجون الاحتلال محرومون من الحقوق المعيشية والقانونية كافة، ويعيشون ككافة الأسرى أوضاعاً صعبة للغاية، مشيراً إلى تفاقُم معاناتهم أكثر مع زيادة الضغوط عليهم من قِبَل قادة الاحتلال.
وطالب بضرورة أن تشمل الصفقة شروطاً تضمن تحسين ظروف الأسرى داخل السجون في الوقت الراهن ومستقبلًا، مؤكِّداً أن أيَّ جهد يُبذَل بهذا الاتجاه من شأنه أن يخفِّفَ ولو جزئياً من وطأة المعاناة والظروف الصعبة التي يمرُّ بها الأسرى.
أعدادُ الأسرى
يوجد داخل سجون الاحتلال حوالي 10400 أسير فلسطيني، من بينهم 3380 أسيراً إداريّاً، من بين الأسرى إدارياً 95 طفلاً و22 أسيرة، كما يوجد في السجون 85 أسيرة، وقرابة 320 طفلاً قاصِراً دون عمر18 عاماً، وفق المستشار الإعلامي للهيئة.
وأوضح أن احتجاز نحو 64 من جثامين الشهداء الأسرى موثقين حسب السجلات الفلسطينية الرسمية، وآخرين غير موثقين بسبب إخفائهم قسريّاً، لافتاً إلى أن صحيفة "هآرتس" العبرية أكّدت وجود أكثر من 68 شهيداً من الأسرى بعد السابع من أكتوبر/2023.
وأشار إلى وجود 22 سجناً إسرائيلياً ومعسكراً احتجاز للأسرى، فضلاً عن افتتاح وتشغيل معسكرات جديدة، منها: (سديه تمان)، و(نفتالي ومنشة) في شمال الضفة الغربية، ومعسكر (ريكسيت) في الرملة.
التعليقات : 0