يروي تفاصيل "نفق الحرية"

المحرر العارضة لـ «الاستقلال»: مهما فعلنا لن نوفي غزة والمقاومة حقهما

المحرر العارضة لـ «الاستقلال»: مهما فعلنا لن نوفي غزة والمقاومة حقهما
تقارير وحوارات

غزة-جنين/ خالد اشتيوي:

أكد الأسير المحرر محمد العارضة أن الأسرى داخل سجون الاحتلال كانوا على يقين دائماً بأن غزة لن تترك الأسرى وستصنع إنجازا كبيراً من شأنه تبييض السجون كافة من الأسرى.وشدد العارضة في حديث لـ «الاستقلال»: أنه كان يرى حدوث «الصفقة» كما كان يرى الشمس؛ وأنه كان على ثقة كبيرة بأن غزة ستصنع إنجازًا كبيرًا تُعلم فيه الأمة معاني الانتصار.

وقال: "مهما قلنا، فلن نفي غزة حقها؛ هؤلاء أساتذة الصبر والجلد والعطاء، ولو خيرّت أن اختار مكاناً لاخترت أن أكون بينهم ومعهم وبين أبنائهم".

وتابع: "بقي السجان يُساومنا بشأن قضية الإبعاد حتى صعودنا في الحافلات قبيل الإفراج عنا ضمن الصفقة، كنت سأختار الإبعاد إلى غزة إن لم يكن لموطننا وعائلاتنا".

وعن أوضاع الأسرى، يؤكد العارضة أنهم يتعرّضون لعنف لا مثيل له من قوات الاحتلال، خاصة خلال الـ15 شهرًا الأخيرة من عدوان الاحتلال على قطاع غزة.

وأضاف "ما قبل السابع من أكتوبر كان هناك استعدادات لدى القيادة الأسيرة لمواجهة الهجمة التي يشنها وزير الأمن القومي الاسرائيلي إيتمار بن غفير بحق الأسرى، إلا أن ما حدث في السابع من أكتوبر جعل الأوضاع تختلف، فكثف قادة الاحتلال عنصريتهم وعنجهيتهم تجاه الأسرى التي برزت وبشكل واضح في تصريحاتهم وتعليماتهم لإدارة السجون".

وبين العارضة أن الأسرى المعزولين لا يعلمون شيئًا عما يجري خارج أسوار العزل وما يعيشون عليه هي تكهنات لبعض الكلمات التي تلفظها أنفاس السجانين بين أزقة العزل ربما تكون صحيحة وربما لا.

وشدد على أن الاحتلال وسجانيه يتعمدون بهذه المحاولات إدخال الأسرى في دوامة التفكير والتحليل، ضمن سياسة التعذيب النفسي الذين يتفننون في إخضاع الأسرى لها.

وأكد العارضة على أن دماء شهداء غزة ستظل دين في أعناق كل الأحرار في العالم على ما صنعته من حرية لأبناء شعبها من سجون الاحتلال.

وفي سبتمبر/ أيلول 2021، استطاع الأسير الفلسطيني المحرر محمد العارضة، انتزاع حريته مع 5 من رفاقه عبر نفق حفروه أسفل سجن جلبوع الإسرائيلي، لكن أعيد اعتقاله بعد أيام من الشهر نفسه.

 وأفرج عن الأسير العارضة السبت قبل الماضي، ضمن الدفعة الثانية من المرحلة الأولى لصفقة تبادل الاسرى بين المقاومة الاحتلال الاسرلئيلي.

وضمنت تلك الدفعة الإفراج عن 200 معتقل، من ذوي المؤبدات والأحكام العالية، منهم 121 أسيرًا من المؤبدات، و79 من أصحاب الأحكام العالية، مع إبعاد 70 منهم إلى الخارج.

البحث عن الحرية

وقال محمد العارضة: "إننا شعب لا نيأس ولا نتوقف عن البحث عن الحرية، ففلسطين كانت دائمًا في وجداننا، وهي جوهر الحرية في هذه المنطقة".

وأضاف أن الحرية هي الحرية، سواء بحفر النفق أو انتزاع الحرية بجهد شخصي أو بجهد جماعي بالإفراج عن الأسرى من سجون الاحتلال.

وتحدث عن لحظة انتزاع حريته من سجن جلبوع، قائلًا إن: "قرار انتزاع حريتنا جاء لوجود شيء مهم لدينا، فلم نعد نصبر أن ننظر إلى أمهاتنا وهن يذهبن من هذه الحياة أمامنا". وأضاف العارضة: "لم يعد أمامنا متسع من الوقت، كنا نريد أن نحاول تقبيل أيديهن وأرجلهن، وكنا نريد أن نمسك رؤوسهن ونقبلها، فكان لا بد علينا أن نفعل شيئًا".

وأشار إلى أنه كانت هناك عدة محاولات للهروب من السجن، على الرغم من وجود فرصة أخرى بأيدي المقاومة في غزة إلا أننا اجتهدنا في هذه القضية، وكان الموعد مع الحرية من جديد .

وقال العارضة أن: "تصنع شيئًا بحريتك لدقيقة واحدة أفضل من أن تعيش آلاف السنين وأنت في نير العبودية والذل، وأنك عاجز عن أي شيء".

وتابع أريد أن "ينظر العالم إلى هذا الأمر من ناحية إنسانية، ومن ناحية جوهر فكرة الحرية بعيدًا عن كل شيء يعتقده الإنسان".

وشدد على أن الأسير الفلسطيني يعشق حرية الفلسطيني حتى لو لم يتحرر"، مشيرًا إلى أن عملية نفق الحرية وضعت قضية الأسرى على الطاولة الفلسطينية والعالمية، ورفعت قضيتنا.

ولفت إلى أن الاحتلال كان يتعامل مع الأسرى بعنف كبير لا مثيل له، وأن سلطات السجون تعاملت معه بطريقة أكثر عنفًا، بسبب هروبه من سجن جلبوع.

هجمة شرسة

وأوضح أن الأسرى تعرضوا بعد عملية "نفق الحرية"، إلى هجمة شرسة من إدارة مصلحة السجون، وتم ممارسة كل صنوف القمع والضرب والتعذيب بحقهم.

وأكد أن الحركة الأسيرة والقوى الوطنية داخل السجون استطاعت بتماسكها وبروح الوحدة الوطنية أن ترد هذه الهجمة.

وشدد الأسير المحرر محمد العارضة على وجوب أن تطلع منظمات حقوق الإنسان على ما يتعرض له الأسرى في السجون الانفرادية من انتهاكات واعتداءات لا أخلاقية وبعيدة جداً عن الإنسانية.

المحرر محمد العارضة

وولد الأسير المحرر محمد قاسم أحمد عارضة في 3 سبتمبر 1982، في بلدة عرابة جنوب جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، ودرس الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس بلدة عرابة.

واعتقلته القوات الإسرائيلية في 16 مايو/ أيار 2002، بعد حصار مبنى كان يتخفّى فيه بمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية.

وصدر بحقه حكم بالسجن 3 مؤبّدات وعشرين عامًا، بتهمة "الانتماء والعضوية في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، والمشاركة في عمليات مقاومة للاحتلال الإسرائيلي.

وعقب اكتشاف إدارة سجن "شطة" نفقًا معدًا للهروب، حولت العارضة عام 2014 إلى العزل الانفرادي لمدة عام.

ولاحقًا، تم نقل العارضة إلى سجن "جلبوع"، حيث نجح في انتزاع حريته منه في 6 سبتمبر 2021 برفقة الأسرى أيهم كممجي ومحمود العارضة ومناضل انفيعات ويعقوب قادري وزكريا زبيدي، قبل أن يعيد الاحتلال اعتقاله في 11 من الشهر نفسه.

التعليقات : 0

إضافة تعليق