شمال الضفة/ الاستقلال
أعلن جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، مساء الثلاثاء، عن نتائج تحقيق أولي أجراه حول هجوم استهدف قاعدة عسكرية تابعة له في منطقة الأغوار، شمالي الضفة الغربية. وكشفت النتائج عن مهارات استثنائية لدى منفذ العملية، الذي واجه بمفرده 11 جنديًا إلى جانب تعزيزات إضافية أُرسلت لدعمهما.
وتمكن المهاجم من التسلل خلسة إلى القاعدة العسكرية خلال الليل، ودخلها دون أن يتم اكتشافه. وبعد اشتباك طويل، اضطرت القوات الإسرائيلية إلى القضاء عليه عبر تفجير قنبلة يدوية، بعدما فشلت في إصابته بالرصاص.
في وقت سابق من اليوم، أكد جيش الاحتلال "الإسرائيلي" مقتل اثنين من جنوده، أحدهما ضابط، بالإضافة إلى إصابة ثمانية آخرين، من بينهم اثنان بحالة حرجة، وذلك في عملية إطلاق نار وقعت صباحًا عند موقع عسكري قرب حاجز تياسير في الأغوار الشمالية.
وفقًا للتحقيق الأولي الذي نشرته إذاعة جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، بدأ المهاجم عمليته مساء الاثنين، حيث اقترب مشيًا على الأقدام من القاعدة العسكرية الإسرائيلية مرتديًا سترة واقية، وكان يحمل بندقية "إم 16" مزودة بخزينتين من الذخيرة. بعد وصوله إلى الموقع، اتخذ موقعًا استراتيجيًا عند بوابة القاعدة، ونصب كمينًا للجنود، منتظرًا خروجهم مع حلول الصباح.
مع اقتراب الساعة السادسة من صباح الثلاثاء، خرج جنديان من القاعدة متجهين نحو حاجز "تياسير". عند هذه اللحظة، باغتهما المهاجم وأطلق عليهما النار من مسافة قريبة، ما أدى إلى إصابتهما بجروح خطيرة. على إثر ذلك، اندلع اشتباك عنيف استمر لدقائق طويلة، حيث تبادل المهاجم إطلاق النار مع 11 جنديًا داخل القاعدة، في محاولة لإحباط أي رد فعل مضاد.
ورغم كثافة النيران، أظهر المهاجم قدرة على المناورة والتوغل داخل الموقع، حتى وصل إلى برج المراقبة التابع له، مما صعّب على القوات الإسرائيلية التعامل معه بسرعة. ومع تصاعد الاشتباك، وصلت تعزيزات عسكرية إضافية، حيث حاولت الوحدات المساندة تطويق المهاجم وإطلاق النار عليه.
ورغم وجود عدد كبير من الجنود، لم تتمكن القوات الإسرائيلية من القضاء عليه بالرصاص، مما اضطرها إلى اللجوء إلى قنبلة يدوية لقتله أثناء محاولته الانسحاب من الموقع. وكان هناك طائرة استطلاع من طراز "زيك" جاهزة للتدخل، إلا أن الجيش امتنع عن استخدامها خشية إصابة الجنود داخل القاعدة نظرًا لقرب الاشتباك.
وأكد التحقيق الأولي ضرورة استخلاص الدروس من هذه العملية، حيث تساءلت القيادة العسكرية عن كيفية نجاح المهاجم في التسلل إلى القاعدة دون أن يرصده الجندي المكلف بالمراقبة في برج الحراسة.
ولا تزال هوية المهاجم غير معروفة حتى الآن، وهو أمر نادر الحدوث، إذ عادةً ما يتم التعرف على منفذي العمليات خلال وقت قصير من تنفيذهم للهجوم.
تأتي هذه العملية في سياق العدوان الإسرائيلي المستمر على شمال الضفة الغربية منذ أكثر من أسبوعين، والذي شمل عمليات عسكرية في محافظات جنين وطوباس وطولكرم.
وكان جيش الاحتلال "الإسرائيلي" قد بدأ في 21 يناير/كانون الثاني عملية عسكرية في جنين ومخيمها، ما أسفر عن استشهاد 25 فلسطينيًا حتى صباح اليوم. وفي 27 من الشهر نفسه، وسّع الجيش عملياته لتشمل مدينة طولكرم، حيث استشهد أربعة فلسطينيين، قبل أن يشن عملية أخرى يوم الأحد في بلدة طمون ومخيم الفارعة بمحافظة طوباس.
التعليقات : 0