أعربت منظمات المجتمع المدني والأهلي في قطاع غزة عن بالغ استيائها من موقف برنامج الغذاء العالمي (WFP)، عقب بيانه الصادر يوم الإثنين الماضي، والذي حمّل فيه الضحايا الفلسطينيين مسؤولية استهدافهم أثناء انتظارهم شاحنات المساعدات، متجاهلًا ما وصفته المنظمات بـ"عملية التجويع الممنهجة" التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت المنظمات في بيان مشترك، إن ما جاء في بيان البرنامج يشكل انحيازًا واضحًا، وتجاهلًا متعمدًا للأسباب الحقيقية التي تقف خلف هذه المأساة، وفي مقدمتها الحصار الإسرائيلي المشدد ورفض إدخال المواد الغذائية الأساسية للقطاع.
وأكد البيان أن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الكاملة عن جريمة التجويع التي تستهدف أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، من خلال الإغلاق المتواصل للمعابر ومنع إدخال الكميات اللازمة من الطعام والماء والدواء.
وأضافت المنظمات أن فرقها الميدانية رصدت أدلة موثقة تؤكد منع الاحتلال لشاحنات المساعدات من الوصول إلى المخازن ومراكز التوزيع التابعة للمؤسسات الدولية، مشيرة إلى أن الاحتلال يسمح بمرور محدود لهذه الشاحنات، لكنه يمنعها من تجاوز نقاط معينة داخل شمال وجنوب القطاع، ما يؤكد وجود "نية مبيتة لارتكاب جرائم قتل بحق المدنيين الجائعين".
ودعت المنظمات، منظمة الغذاء العالمي إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية، ومطالبة الاحتلال بوقف سياسة التجويع فوريًا، كما ناشدت جميع المؤسسات الدولية العاملة في القطاع اتخاذ موقف واضح من هذه الجريمة والعمل على إيجاد حلول عاجلة قبل انهيار الوضع الإنساني بالكامل.
وبحسب معطيات وزارة الصحة الفلسطينية، فقد بلغ عدد الشهداء جراء استهداف منتظري المساعدات 1021 شهيدًا، في حين استشهد 86 مواطنًا، بينهم 76 طفلًا، بسبب المجاعة المباشرة. وبلغ إجمالي عدد الشهداء منذ بداية العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، نحو 59,025 شهيدًا، والمصابين أكثر من 141,420.
التعليقات : 0