متابعة/ الاستقلال
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية مقالاً حذّرت فيه من أن السياسات الإسرائيلية الحالية في قطاع غزة، بما في ذلك قصف المدنيين وتدمير البنية التحتية، تهدد مكانة "إسرائيل" الدولية وتجعلها دولة منبوذة عالمياً.
وفق المقال، فإن الحكومة الإسرائيلية ترتكب جرائم قتل واسعة النطاق بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك صحفيين ومسعفين، من دون أي اعتبار للحياة البشرية، في ظل استمرار الحرب التي تصفها الصحيفة بأنها مدفوعة بالبقاء السياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لا الدفاع عن الدولة.
ويشير المقال إلى غارة الجيش الإسرائيلي على مستشفى ناصر جنوب غزة، والتي أسفرت عن مقتل 20 فلسطينياً على الأقل بينهم 5 صحفيين، ومجموعة من المسعفين، في حين اكتفى الجيش بالاعتذار عن "أي أذى لحق بأفراد غير متورطين"، وأعلن رئيس الأركان الإسرائيلي "إجراء تحقيق فوري". وصف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الحادث بأنه "مأساوي"، لكن الصحيفة تؤكد أن هذه النتيجة متوقعة بسبب السياسات الإسرائيلية المستمرة.
ويضيف المقال أن نتنياهو يسعى عبر سياسته في غزة إلى تعزيز بقائه في السلطة، من خلال دعم وزراء اليمين المتطرف، مثل بتسلئيل سموتريتش، وتشجيع تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية وغزة ورفع وتيرة بناء المستوطنات. وفي الوقت نفسه، تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى تبرير استمرار الهجمات العسكرية على قادة حماس المستويات الدنيا بعد أن قضت على معظم القادة العسكريين الكبار.
ويشير المقال إلى أن الجيش الإسرائيلي يمارس ما تصفه الصحيفة بـ"المكر والخداع"، بنقل مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين من مناطقهم وتهدم منازلهم بعد ذلك، إضافة إلى توقف المساعدات الإنسانية، لإجبار السكان على مغادرة مناطقهم. وتصف الصحيفة هذه السياسة بأنها ليست مجرد جريمة قتل، بل "انتحار إنساني وجيوسياسي" لإسرائيل.
وقد انعكست هذه السياسات على مستوى عالمي، إذ شهدت احتجاجات ومواقف معادية للإسرائيليين في الخارج، مثل رفض دخول مجموعة من الأطفال الإسرائيليين إلى متنزه في فرنسا، ومنع السفينة السياحية التي تحمل 1600 إسرائيلي من الرسو في جزيرة يونانية، وانتقادات من أستراليا لرئيس الوزراء نتنياهو.
ويؤكد المقال أن العالم بدأ يميز بين الحرب لأجل بقاء الدولة اليهودية، والحرب لأجل بقاء سياسي لرئيس الوزراء، وأن استمرار قتل المدنيين الفلسطينيين سيقوض العلاقات الإسرائيلية مع حلفائها التقليديين، ويزيد الانقسامات الداخلية بين اليهود حول العالم، ويؤثر على السياسات الأميركية تجاه إسرائيل.
ويخلص المقال إلى أن نتنياهو قد يستغل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لعدم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، سعياً وراء ما تصفه الصحيفة بـ"وهم النصر الشامل"، وهو ما يصفه الكاتب بأنه "انتحار جيوسياسي مدبّر".
التعليقات : 0