الاستقلال/ سماح المبحوح
جددت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، اقتحامها للمسجد الأقصى المبارك واعتدائها الوحشي على المعتكفين فيه من الرجال والنساء، لإفراغه من الفلسطينيين تمهيدًا لاقتحامات المستوطنين، الذين يتحضرون إلى "ذبح القرابين" في باحات الأقصى، ما ينذر بتفجير الأوضاع، حسب محللين.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، المسجد الأقصى واعتدت على المعتكفين داخله واعتقلت المئات منهم، وإثر ذلك أطلقت المقاومة الفلسطينية صواريخ من غزة باتجاه الأراضي المحتلة، كرسالة تحذير للاحتلال.
وأظهرت صور قيام قوات الاحتلال الإسرائيلية بجر النساء واعتقال الرجال أثناء إخراجها المصلين من باحات المسجد الأقصى، كما أظهرت اعتداءها بالضرب على المعتكفين وتكبيل أرجلهم أثناء اعتقالهم، في حين سُجلت 200 إصابة في صفوف المعتكفين.
وقالت هيئة شؤون الأسرى، إن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من 500 فلسطيني خلال اقتحامها المسجد الأقصى بدعوى وجود من وصفتهم بالمحرضين داخله، وذلك قبل ساعات من دخول "عيد الفصح" الذي يتم الاحتفال به من 5 _ 12 أبريل(نيسان) الجاري.
ويأتي ذلك بالتزامن مع مواصلة "جماعات الهيكل" المزعوم تحشيد أنصارها من المستوطنين المتطرفين، في محاولة لتنفيذ مخططها لإدخال وذبح "قرابين الفصح" العبري داخل المسجد الأقصى المبارك، إذ رصدت مكافأة مالية بقيمة 20 ألف شيكل لكل مستوطن ينجح بذبحها في المسجد.
الأشد عنفا
تحول شوق انتظار الشهر الفضيل والصلاة بساحات المسجد الأقصى ومصلياته، لغصة وحزن شديدين حملتهما المرابطة عبير زياد بقلبها، بعد أن عاشت ليلة دامية نتيجة اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليها وعلى جميع المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى وطردهم منه.
وقالت زياد في حديثها لـ "الاستقلال":" منذ أيام وقوات الاحتلال الإسرائيلي تعتدي علينا كمصلين ومعتكفين داخل باحات ومصليات المسجد الأقصى، إلا أن اعتداء ليلة وفجر الأربعاء كان الأشد والأعنف".
وأضافت:" بعد الانتهاء من صلاة التراويح تم اقتحام المصلى القبلي وطرد المصلين فيه، وتدمير العيادة بالمصلى المرواني وتكسير النوافذ والشبابيك بشكل عنيف، وسط صراخ النساء، بعد الهجوم عليهن بوحشية كبيرة، بالرصاص المطاطي وقنابل الصوت".
وأشارت إلى أنه عند وصولها لأحد أبواب المسجد الأقصى، تم الاعتداء عليها وطردها وعدم السماح لها بالدخول مرة أخرى لساحة المسجد، عدا عن الهجوم "الشرس" عليها وعلى جميع المصلين بطرقات البلدة القديمة، بإطلاق الرصاص والأعيرة النارية بحي سلوان، تمهيدا لاقتحام المستوطنين المتطرفين.
وتابعت بحرقة وألم كبيرين:" على الرغم من أنني جارة المسجد الأقصى، إلا أنني أنتظر قدوم شهر رمضان الفضيل من العام للعام على أحر من الجمر، لأعيش طقوسه الدينية الجميلة والعادات الاجتماعية في باحاته".
وأكدت على فشل مخططات الاحتلال الإسرائيلي بإخلائهم اليوم كما أمس، وأن وجودهم بالأقصى والصلاة والاعتكاف والرباط فيه، حق ثابت وجزء لا يتجزأ من عقيدتهم الإسلامية، مشددًة على موقفهم الثابت بالتواجد بالأقصى رغم التنكيل والاعتداء.
المقاومة ترسل رسائل
وردت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على اعتداءات الاحتلال، بإطلاق عدد من الصواريخ تجاه المستوطنات المحيطة بالقطاع.
وأكدت حركة الجهاد الإسلامي، أن الموقف من عدوان الاحتلال على الأقصى عبرت عنه المقاومة بالصواريخ التي لم تكن سوى رسالة تحذير أولية للاحتلال، من مغبة التمادي في العدوان على المعتكفين والمصلين في المسجد الأقصى.
وقالت الجهاد في تصريح على لسان الناطق باسمها طارق سلمي، إن "هذه الرسالة جاءت في توقيت متزامن مع عدد من عمليات إطلاق النار في الضفة الغربية، لتدلل على أن معركة الدفاع عن الأقصى ستشمل كل مناطق الضفة وغزة والقدس والداخل المحتل، ما يعني أن الشعب الفلسطيني مستعد ومتأهب للدفاع عن الأقصى وسيذهب للمواجهة مهما بلغت التضحيات".
نحو الانفجار
المحلل والمختص بالشأن الإسرائيلي عامر خليل، أكد أن ما حدث من اعتداء وحشي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على المعتكفين والمعتكفات بالمسجد الأقصى وسحل واعتقال المئات جريمة نكراء سيكون لها تداعياتها على كافة المستويات.
وقال خليل خلال حديثها لـ "الاستقلال" إن ما حدث سيكون له تداعيات على الموقف الرسمي والشعبي والقوى الوطنية والإسلامية، من حيث الخروج بمسيرات تضامنية والاشتباك مع الاحتلال على خطوط التماس في المدن الفلسطينية، ورد المقاومة برشقات صاروخية يمهد لانفجار أكبر مع الاحتلال".
وأضاف:" إذا لم يحدث تحرك سياسي لرفع الجريمة عن المسجد الأقصى، فإن الأوضاع مقبلة نحو الانفجار وتصعيد إزاء الإجرام الوحشي"، مؤكدا أن قوات الاحتلال تنتهك الحقوق الدينية بالأقصى، لذلك يجب رفع جرائمها إلى مائدة المؤسسات الدولية ومحاسبتها.
وذكر المختص بالشأن الإسرائيلي، أن ما ارتكبته قوات الاحتلال ضد المتواجدين من المصلين بالمسجد الأقصى مؤشر لمخطط إسرائيلي واضح بمنع الاعتكاف، والتحكم بعبادة المسلمين وتحديد من يتواجد فيه، من حيث منعهم من الصلاة فيه كما حدث بالمسجد الإبراهيمي، تمهيدا لذبح القرابين وبناء هيكلهم المزعوم.
وشدد على أن ما حدث يتم بتواطؤ عربي واضح، مشيرا إلى ضرورة أن يكون للأوقاف الإسلامية الأردنية موقفا حازما بالسماح لصلاة الاعتكاف، وعدم الاختباء وراء الاتفاقات التي جرت بالعواصم العربية.
التعليقات : 0