الاستقلال/ دعاء الحطاب:
أكد المحلل والكاتب السياسي د. أسعد جودة، اليوم الجمعة، أن تقديرات وحسابات الاحتلال تجاه غزة تغيرت، لذا لم يعد من السهل دخول مواجهة عسكرية مع القطاع.
وأوضح جودة خلال حديث مع "الاستقلال"، أن الاحتلال وعلى مدار الحروب السابقة مع غزة وخاصة عقب معركة "سيف القدس"، أدرك تماماً أن استراتيجية المُقاومة بالقطاع مُستمرة.
ولفت جودة إلى، أن الاحتلال بات يدرك أيضا أن حاضنة المقاومة الشعبية قوية جداً ولا يُمكن شرخها، وأن لدى المقاومة امكانية لترميم الوضع العسكري رغم كافة المُضايقات والتشديدات.
وشهدت الفترة الماضية، وخصوصًا الأسبوع الماضي، سلسلة من الأحداث التي لا تعكس ميدانيًا تغييرًا كبيرًا، ولكن لها مغزى مستقبلي كبير، إذ تشير هذه التطورات إلى تآكل الردع الإسرائيلي.
وأُطلق نحو 35 صاروخًا من جنوب لبنان نحو الكيان،في حادث هو الأكبر من نوعه منذ العام 2006، وذلك عقب ساعات من إطلاق نحو 44 قذيفة وصاروخًا من قطاع غزة على المستوطنات الإسرائيلية المحاذية ، فضلاً عن اطلاق 6 صواريخ من سورية على أهداف إسرائيلية في الجولان المحتل، .
هذه التطورات التي جاءت ردًا على اعتداءات الاحتلال في الأقصى شكلت هاجسا بالنسبة لقادة الاحتلال، الذين سارعوا بتوجيه التهديدات للمقاومة في غزة.
البحث عن مخرج
وبين الكاتب جودة أن الاحتلال في ظل الظروف الصعبة التى يعيشها الآن، من الخلافات والمُتغيرات داخل الحكومة والتعبئة القضائية وتمرد الجيش، بالإضافة الى العمليات الفدائية المتواصلة في مدن الضفة الغربية، والصمود الأسطوري بالقدس وأراضي ال٤٨، ودعم الساحات الخارجية من سوريا ولبنان، يبحث عن مخرج لتفكيك "وحدة الساحات" واستعادة قوة الردع، لكن دون أن يضطر للدخول بمواجهة عسكرية مفتوحة.
ونوه الى أن الاحتلال قد لا يلجأ لتصعيد على غزة، بقدر إمكانية تنفيذ عمليات اغتيال للشخصيات وازنة على المستوي العسكري سواء بالقطاع أو في الساحات الخارجية، بغية الانتقام وترميم صورة الردع.
وأشار الى أن الاحتلال بات يدرك أن مقاومة غزة ليست وحيدة، وأن وأي عدوان على القطاع سيؤدي إلى اشتعال مُختلف الساحات الفلسطينية "القدس المحتلة، ومدن الضفة الغربية و أراضي ال٤٨"، ويمكن أن يصل إلى لتكون مواجهة مفتوحة من عدة جبهات واتجاهات".
وأكد أن المقاومة الفلسطينية باتت هي من تمتلك زمام المُبادرة في مشاغلة الاحتلال بمُختلف الساحات، وأن الكيان الصهيوني أصبح يتلقى الضربات و يرد فعل، وغير قادر على صناعة فعل بهذه المرحلة خاصة في ظل أوضاعه الداخلية والمتغيرات الخارجية.
وشدد على أن هذا الوقت فرصة ثمينة أمام الفلسطينيين لتمديد مُعادلة المشاغلة وترسيخ وحدة الساحات، من خلال ترتيب الوضع الداخلي وإجماع الكل الفلسطيني على أن " المواجهة والمُقاومة هي الخيار الأوحد الذي سيُجبر الاحتلال الانصياع للحق الفلسطيني"
التعليقات : 0