خلافات" بن غفير" ونتنياهو.. هل تضع حكومة الاحتلال على المحك؟

خلافات
تقارير وحوارات

 

غزة/ سماح المبحوح:

 

أجمع محللان في الشأن الإسرائيلي أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي مهددة بالانهيار، نتيجة الخلافات القائمة بين نتنياهو و"بن غفير"، الذي يريد تصعيد الأوضاع والوصول بالحكومة لمواجهة عسكرية مغ فصائل المقاومة.

 

ويتصاعد التوتر بين وزير "الأمن القومي" الإسرائيليّ، إيتمار بن غفير، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إذ تسببت سياسية الرد التي انتهجتها سلطات الاحتلال، على إطلاق الصواريخ من غزة، بحدوث "صدع" بينهما، دفع الأول إلى الإعلان، عن مقاطعته وكذلك أعضاء حزبه "عوتسما يهوديت" لجلسات الكنيست، حتى إشعار آخر.

 

وأشار بن غفير إلى أنه لا ينوي العودة عن قرار مقاطعة جلسات الكنيست، "دون تحقيق إنجاز حقيقي في المجال الأمني"، وطرح سلسلة من القضايا التي يطالب الدفع بها، مقابل استئناف التصويت مع الائتلاف الذي يشكّل الحكومة.

 

في غضون ذلك قال حزب الليكود في بيان إن: "على بن غفير الالتزام بخط الحكومة التي ينتمي إليها وعدم مهاجمتها والتهديد المستمر بمقاطعة جلسات الكنيست".

 

وأضاف "في حال ضاق بن غفير ذرعاً بالعضوية في الحكومة فبإمكانه الاستقالة منها وقتما شاء".

 

وتابع بيان الليكود مهاجما بن غفير: "رئيس الحكومة هو من يقرر هوية المشاركين في الجلسات الأمنية، وإذا لم يرق هذا الأمر لبن غفير فهو غير ملزم بالبقاء في الحكومة".

 

من جهته، رد "بن غفير" على بيان "الليكود" قائلا: "في حال ضاق نتنياهو بي ذرعًا بإمكانه إقالتي من منصبي".

 

وأطلقت المقاومة الفلسطينية في غزة عشرات الصواريخ على جنوبي الكيان الثلاثاء الماضي، ردا على استشهاد القائد خضر عدنان داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، بينما قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي مواقع وأراضي للمواطنين في القطاع ما أدى لاستشهاد مواطن وإصابة 5 آخرين.

 

حكومة التناقضات

 

المختص بالشأن الإسرائيلي باسم أبو عطايا رأى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي يقودها المتهم بالفساد بنيامين نتنياهو قائمة على التناقضات، إذ يحاول كل حزب وكل عضو داخل حكومته فرض سياساته مستغلا ضعف الآخر.

 

وأوضح أن الخلافات القائمة بين نتنياهو وأحد شركاء الائتلاف الحكومي وزير "الأمن القومي" المتطرف إيتمار بن غفير، غير متجانسة، إذ يريد نتنياهو ضمان استمراره بالحكومة، والأخير يريد تحقيق مكاسب سياسية وأمنية فترة وجوده فيها.

 

وقال: إن "نتنياهو يعلم تماما أنه لا يستطيع الاستغناء عن بن غفير من أجل تمرير الإصلاحات القضائية خلال المرحلة القادمة، والأخير يعلم ذلك جيدا، لدى يستغل ذلك بممارسة ضغوطات على نتنياهو من أجل تمرير سياساته التي تتعلق بالمسجد الأقصى وبالأسرى والضغط على غزة".

 

وأضاف:" نتنياهو يدرك أن استسلامه لضغوطات بن غفير ورغباته ستؤدي بحكومته إلى الهاوية بأسرع وقت، خاصة إذا قبل بالمواجهة مع فصائل المقاومة بقطاع غزة، لأنه يعلم أنها لن تحقق له أي انتصار، لكن بن غفير يريد اثبات ضعف نتنياهو للشارع الإسرائيلي لتحقيق مكاسب خاصه به في الانتخابات القادمة".

 

ورأى أبو عطايا أن طبيعة الخلافات بين بن غفير ونتنياهو أصبحت عميقة وعلى العلن وليس داخل غرف مغلقة، فالأخير لديه مشكلة كبيرة في التعامل مع الخلافات داخل الحكومة على مستوى المعارضة والائتلاف وعلى مستوى الازمة مع فصائل المقاومة الفلسطينية بغزة والضفة وجنوب لبنان وسوريا.

 

محاولة الخروج من الأزمة

 

واعتبر أبو عطايا أن عمليات القتل والتصفية والاغتيالات للمقاومين خاصة بالضفة، هي سياسة قديمة تمارسها الحكومة الإسرائيلية الحالية ومارستها الحكومات السابقة، مشيرا إلى أن استباحة الدم الفلسطيني هو محاولة دولة الاحتلال دائما للخروج من أزمتها، فكلما اشتدت الازمة اتجهوا لعمليات القتل، أيضا نتيجة الضغوطات.

 

ولفت إلى أن رفض نتنياهو في بعض الأحيان لضغوطات بن غفير، يأتي تحت إطار مخاوفه من رد فعل المقاومة، التي لا تتحمله الجبهة الداخلية بدولته ولا المؤسسة الأمنية بأجهزتها، لدى فإن التخفيف من الإجراءات العنيفة ضد الفلسطينيين مسألة غاية بالأهمية كجزء من "كبح جماح" المعارضة الماضية باستباحة الدم الفلسطيني، وعدم الانجرار لمواجهة مع المقاومة سواء بالضفة او غزة لن تحقق له أي انتصار.

 

حكومة مهددة بالانهيار

 

 بدروه، رأى المحلل بالشأن الإسرائيلي عمر جعارة أن حكومة نتنياهو مهددة بالانهيار، للضغوط التي يمارسها عليه بن غفير، مشيرا إلى أن نتنياهو سيلجأ إلى حلول كانت غير مرغوبة لديه.

 

وأوضح جعارة في حديثه لـ "الاستقلال" أن نتنياهو يحاول الحفاظ على صورته أمام المجتمع الدولي، وعدم الظهور بموقف الإرهابي، كذلك يحاول الحفاظ على الجبهة الداخلية.

 

وبين أن نتنياهو من أجل أن يحقق ذلك، فهو يعمل على اجراء مفاوضات سرية مع رئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس، ليكون بديلا عن بن غفير.

 

وأشار إلى أن عباس اشترط على نتنياهو للموافقة على عرضه أن يقوم بمعالجة حقيقة للإرهاب الجنائي بمناطق الداخل المحتل التي سجلت 64قتيلا منذ مطلع العام.

 

ولفت إلى بن غفير يحمل نتنياهو مسؤولية إطلاق 106 صاروخ من غزة، ردا على استشهاد القيادي بحركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان، ونتنياهو يحمله مسؤولية ذلك نتيجة سياسته "الغبية" مع الأسرى.

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق