الداخل المحتل/ معتز شاهين:

أكد رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، النائب د. جمال زحالقة، أن قيام أحد المستوطنين، مساء السبت، بإطلاق النار على الشاب "ديار عمري"، من قرية صندلة بالداخل المحتل، مما أدى إلى استشهاده، جريمة مرتبطة بشكل واضح بالأجواء العنصرية الفاشية التي تُهيمن على الخطاب السياسي "الإسرائيلي".

وقال زحالقة لـ"الاستقلال" الأحد، إن جريمة إعدام الشاب عمري، أمر في غاية الخطورة والحساسية، ويدق ناقوس الخطر، أمام تصاعد منحنى جرائم المستوطنين في البلدات المحتلة، ما يتطلب من الجميع التحرك من أجل لجم الاحتلال وردع المستوطنين عن ارتكاب المزيد من الجرائم".

وشيعت جماهير الداخل الفلسطيني المحتل أمس الأحد، جثمان الشهيد ديار عمري (20 عاما) بقرية صندلة في الداخل، والذي استشهد برصاص مستوطن، بعد الاعتداء عليه في مركبته مساء أول أمس السبت.

وقالت مصادر إعلامية، إن مستوطناً يبلغ من العمر (32 عاما) تذرع بأن قيادة الشاب "متهورة" فأطلق النار عليه، وتم نقله للمستشفى في حالة حرجة، ليتم إعلان استشهاده في وقت لاحق.

وعَد زحالقة، أَبعاد عملية قتل الشاب من قرية "صندلة" بالسياسية، في ظل التوتر اليومي الذي يعيشه الفلسطينيون في بلدة "صندلة"، على خلفية إقامة مستوطنة على أراضيهم، وإعاقة حركة السير أثناء تنقلهم، بالإضافة إلى ما يشهدونه يومياً من مضايقات عند رفع الاذان، واختلاق الإشكاليات مع الفلسطينيين لإرهاقهم بهدف ترحيلهم.
التحريض العنصري.

وأوضح، أن عملية القتل تأتي في سياق انفلات عصابات اليمين الفاشية والعنصرية، وكذلك التحريض العنصري والاستهداف الواضح لجماهير شعبنا في الداخل المحتل، مطالبا بضرورة تسليط الضوء على منحنى الجريمة المتصاعد الذي يقف خلفه المستوطنون.

وأشاد زحالقة، بالفعاليات الشعبية التي خرجت في العديد من المدن والقري المحتلة بالداخل استنكارا وتنديدا بالجريمة، مشيراً إلى أن هناك قرارات لدى "لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية" من أجل تنظيم عدة فعاليات خلال الأيام القادمة لفضح جرائم الاحتلال وثنيه عن أي جريمة جديدة قد يقدم على تنفيذها بحق المواطنين.

واندلعت مواجهات مع شرطة الاحتلال عقب الإعلان عن استشهاد الشاب عمري، وأطلقت الشرطة قنابل الصوت والغاز تجاه المحتجين واعتقلت ثلاثة منهم، فيما أعلن الأهالي في قرية صندلة أمس الأحد، الإضراب الشامل.

فضح الاحتلال أمام العالم

ودعا رئيس التجمع الوطني الديمقراطي، الحقوقيين إلى استغلال الفيديو الذي تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي والذي يوثق عملية إطلاق المستوطن النار على الشاب "عمري"، من أجل فضح "إسرائيل" في الساحة الدولية، لافتا إلى أن هذا الفيديو سيحرج الاحتلال أمام العالم، خاصة وأنه لن تستطيع تبرير إطلاق مستوطنيه النار على جمهور لا يمكن اتهامه بالإرهاب وهو لا يحمل السلاح.

يُذكر أن الجريمة ارتكبت قرب مدخل مستوطنة "موشاف غان نر" القريبة من صندلة، وأظهر توثيق مصور تهجم المستوطن على الشاب عمري بينما تواجد الأخير داخل سيارته، وفي أعقاب ذلك وقع عراك بينهما في الشارع، وطبقاً للتوثيق، عند عودة الشاب إلى سيارته أقدم المستوطن على إطلاق النار عليه.

وتشهد البلدات الفلسطينية بالداخل المحتل، جرائم عنف وقتل بشكل يومي، إذ يعاني المواطنون من انعدام الأمن والأمان في الوقت الذي تتقاعس فيه شرطة الاحتلال "الإسرائيلي" عن القيام بدورها في اجتثاث الظاهرة الآخذة بالاستفحال.