"يجب اقتفاء عزيمته بالوقوف ضد الاحتلال ومواجهته"

المُحرَّرة عليَّان لـ "الاستقلال": خطوة الإضراب استشعار بالمسؤولية أمام وصيَّة الشَّهيد "عدنان"

المُحرَّرة عليَّان لـ
تقارير وحوارات

الضفة المحتلَّة – غزة/ قاسم الأغا:

شَرعتْ الأسيرة المُحرَّرة عطاف عليَّان، أمس الأحد، في إضراب مفتوح عن الطَّعام، والاعتصام إلى أجلٍّ غير مُسمَّى، أمام مقرّ اللجنة الدوليَّة للصليب الأحمر في البيرة وسط الضفَّة الفلسطينيَّة المحتلَّة؛ للمطالبة بتحرير جثمان الشَّهيد القائد الأسير خضر عدنان.

 

وأكدت المُحرَّرة عليَّان، في مقابلة مع صحيفة "الاستقلال" أمس، أنها شرعت في إضراب عن الطعام واعتصام مفتوحَيْن أمام مقر الصليب الأحمر في البيرة، حتى استرداد جثمان القائد الأسير "عدنان"، وتحقيق وصيَّته بعدم تشريح الجثمان، ودفنه بجانب جثمان والده.

 

وأضافت: "اتَّخذت قرار الخوض بالإضراب المفتوح عن الطَّعام، منذ قراءتي وصيَّة الشهيد الشيخ خضر، واستشعرت بمسؤولية كبيرة تجاه واجب تحقيق ما جاء في الوصيَّة، أمام التخاذل الواضح وعدم تحمّل المؤسَّسات الحقوقية الدولية للمسؤوليات المُلقاة على عاتقها في هذا الصَّدد".

 

الصليب الأحمر مقصر

 

وقالت: "على اللجنة الدوليَّة للصليب الأحمر التحرُّك والعمل الفاعل في قضيَّة استرداد جثمان الشَّهيد الشيخ عدنان"، واصفةً اللجنة بـ "التقصير والتَّقاعس" منذ بدء الشَّهيد الأسير إضرابه المفتوح عن الطَّعام مدَّة 87 يومًا؛ رفضًا لاعتقاله التعسُّفيّ، حتى الإعلان عن استشهاده".

 

وتابعت: "الصليب الأحمر الدوليّ مطالب بتحمُّل مسؤولياته الإنسانية التي يتغنَّى بها، والمساهمة بتحرير جثمان الشهيد الأسير خضر دون تشريحه، وكلَّ جثامين الشهداء المُحتجزة لدى سُلطات الاحتلال".

 

وأشارت المُحرَّرة عليَّان إلى أنَّ مماطلة الاحتلال في ملف تحرير الشُّهداء المُحتجزة جثامينهم سيدفع عائلاتهم أو عددًا منها للمشاركة في خطوة الإضراب المفتوح عن الطعام؛ للضغط بشكل أكبر نحو تحقيق مطالبهم الإنسانيَّة باحتضان جثامين أبنائهم، وتشييعها في مواكب مهيبة تَليق بتضحياتهم.

 

الوقوف عن مسؤولياتها

 

ودَعت السُّلطة الفلسطينيَّة إلى الوقوف عند حُدود واجباتها ومسؤولياتها، والتحرُّر من نطاق المطالبات إلى التحرَّك الفاعل في قضيَّة الشُّهداء المُحتجزة جثامينهم لدى الاحتلال، وإدراجها على جدول أعمالها، كون أنَّ تحرير الجثامين جزء لا يتجزَّأ من النضال في سبيل تحرير الأسرى الفلسطينيين.

 

وقالت: "يجب على الشعب الفلسطيني بمستوياته ومكوناته وأطيافه كافَّة بذل الجهود، ونقتفي العزيمة من الشَّهيد الأسير القائد خضر عدنان بالوقوف في وجه العدوّ ومواجهته، والعمل وفق استراتيجيَّة وطنيَّة شاملة وبشكل أكثر تفاعلًا؛ دفاعًا عن قضيَّة الأسرى، وانتصارًا وإسنادهم لحقوقهم الإنسانيَّة العادلة والمشروعة".

 

وفي إطار الضغوط الفاعلة لتحرير جثمان الشَّهيد عدنان، طالبت المُحرَّرة "عليَّان" بضرورة توسيع دائرة الاشتباك والمواجهة الميدانيَّة مع الاحتلال وقُطعان مستوطنيه، في كل جغرافيا فلسطين التاريخيَّة المحتلة.

 

وأشادت بالردّ الصاروخي "الأوليّ" لحركة الجهاد الإسلامي والمقاومة من غزة؛ ثأرًا لجريمة اغتيال القائد الشَّيخ "عدنان"، مشدِّدةً على أنَّ الردَّ يُثبت وفاء الحركة وثباتها على نهج الشُّهداء والأسرى، والتزامها بالدِّفاع عن شعبنا في كلِّ ساحات المواجهة مع الاحتلال.

 

والثلاثاء الماضي، دكَّت "سرايا القُدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وفصائل المقاومة، مستوطنات الاحتلال جنوب فلسطين المحتلَّة بعشرات الصواريخ؛ ردًّا على جريمته اغتيال القائد الأسير خُضر عدنان.

 

ووقتها، قال جيش الاحتلال إنَّ أكثر من 100 صاروخ أُطلقت من مناطق عدَّة في قطاع غزة، عقب الإعلان عن استشهاد القيادي بالجهاد الإسلامي الأسير خضر عدنان؛ ما تسبَّب بسقوط جرحى من المستوطنين وُصفت جراح بعضهم بالخطيرة، إضافة إلى إلحاق أضرار ماديَّة جسيمة واندلاع حرائق، لاسيما في مستوطنة "سيديروت".

 

يُذكر أنَّ عطاف داود عليان (61 عامًا) أسيرة مُحرَّرة من مدينة بيت لحم، جنوب الضفَّة الفلسطينيَّة المُحتلَّة، وهي متزوجة وأمّ، أمضت 14 سنةً على الأقلّ بسجون الاحتلال، بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

 

وشرعت المُحرَّرة "عليَّان" طيلة مسيرة اعتقالها، في إضرابات مفتوحة عن الطَّعام والماء؛ رفضًا للتحقيقات القاسية والاعتقالات "الإداريَّة" والاعتداءات المُمنهجة التي تعرَّضت لها داخل سجون الاحتلال.

التعليقات : 0

إضافة تعليق