غزة / دعاء الحطاب:
أكد محللون ومختصون في الشأن الإسرائيلي أن معركة "ثأر الأحرار" انتهت بهزيمة مُرة لرئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" وكيانه، وفي المقابل حققت حركة الجهاد الإسلامي والمقاومة نصراً كبيراً على الاحتلال وإرباك حساباته ومنظومته الأمنية والعسكرية والاستخباراتية.
وشدد المحللون في تصريحات منفصلة لـ"الاستقلال" أن الاحتلال فشل فشلاً ذريعاً في إضعاف حركة الجهاد الاسلامي عسكرياً وسياسياً، وتحييدها ومنعها من التدخل فيما سيجري في القدس نهاية الأسبوع الحالي، وعدم العودة إلى مسألة ربط الساحات، وعلاقة غزة بالقدس.
وشن جيش الاحتلال الاسرائيلي، عدوانًا عسكريًا على قطاع غزة، فجر الثلاثاء الماضي، وقصف خلاله أكثر من 15 منزلاً وشقة سكنية، بينما قصفت المقاومة وفي مقدمتها سرايا القدس، المستوطنات والبلدات المحتلة بأكثر من ألف صاروخ ذات مديات واحجام متفاوتة، اسفرت عن مقتل مستوطن واصابة 77 أخرين، حسب اعلان الاحتلال.
وخلف هذا العدوان «الإسرائيلي»، حسب إحصائية وزارة الصحة في غزة، 33 شهيدًا ونحو 147 إصابة بينهم أطفال ونساء وشيوخ.
وأُعلن أول أمس السبت 13 مايو/ أيار عن دخول اتفاقٍ لوقف إطلاق النار بين المقاومة والكيان الإسرائيلي حيز التنفيذ بوساطة مصرية.
وجاء الاتفاق بعد خمسة أيام من العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي بدأه الاحتلال باغتيال ثلاثة من قيادات المجلس العسكري لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
تكتيك نوعي وبطولي
أكد الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو، أن معركة «ثأر الأحرار» انتهت بهزيمة مُرة لرئيس حكومة الاحتلال «بنيامين نتنياهو» وكيانه، ونصر كبير لحركة الجهاد الإسلامي وللحركة الوطنية في فلسطين.
وأوضح عبدو لـ «الاستقلال»، أن حركة الجهاد الإسلامي استطاعت أن توحد الجبهة الفلسطينية كاملة وراءها، وحافظت على الغرفة المشتركة كإطار وحدوي ضروري للتوافق الوطني، ووحدت الموقف الداخلي.
وبين أن الحركة نجحت في إدارة المعركة السياسية، وصمدت أمام التهديدات والضغوطات، وأطلقت العنان لردها الذي ليس له حد، حتى استطاعت أن تملي إرادتها بالكامل على الاحتلال، وقيادته المتغطرسة وقبلت بوقف الاغتيالات.
وأشاد بتكتيك الرد النوعي والبطولي لسرايا القدس خلال المعركة، وامتلاكها زمام الميدان وحفاظها على هدوئها، وتطوير ردها الصاروخي بعد كل عملية اغتيال جديدة.
ونوه الى أن سرايا القدس أقنعت قادة الاحتلال من خلال أدائها الميداني بقدرتها على تطوير ردها، كما أفشلت سياسة الاغتيالات عملياً قبل ان يترجم ذلك لاتفاق وقعه نتنياهو خلافا لمعظم التوقعات.
وأضاف «أن الأداء الرائع لسرايا القدس وتكتيكها الجديد يحتاج أن يدرس، ونقف عنده وقفات ووقفات، لقد كانت صلياتها النهائية رسالة عز لشعبنا، وحاضنتنا الشعبية، والكلمة العليا لتأكيد نصرها المظفر».
معادلة ردع جديدة
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي هاني العقاد، إنَّ بنيامين نتنياهو خرج خاسرًا من معركة «ثأر الأحرار»، وفشل في ترميم منظومة الردع الصهيونية المتآكلة بفعل ضربات الجهاد الإسلامي والمقاومة.
وأضاف العقاد لـ»الاستقلال»، أن المقاومة رسمت معادلة جديدة لردع العدو وذلك من خلال الإصرار على وقف الاغتيالات الصهيونية.»
وأوضح أن الاحتلال فشل فشلاً ذريعاً في إضعاف حركة الجهاد الاسلامي عسكرياً وسياسياً، وتحييدها ومنعها من التدخل فيما سيجري في القدس نهاية الأسبوع، وعدم العودة إلى مسألة ربط الساحات، وعلاقة غزة بالقدس.
وأكد أن الجهاد الاسلامي نجحت من خلال معركة ثأر الأحرار في إرباك حسابات العدو الصهيوني ومنظومته الأمنية والعسكرية والاستخباراتية، وذلك بالامتناع عن الرد لمدة 34 ساعة، في تكتيك لم يعهده الاحتلال من قبل، مشيراً الى أن ادارة المعركة كانت تذهب بين الصمت وردة الفعل بعد كُل استهداف.
ونوه الى أن الاحتلال أدرك من خلال المعركة ان حركة الجهاد الاسلامي لا يُمكن احتواؤها أو إخضاعها لشروط أو أية تفاهمات، وأنها قوة ليس من السهل كسرها.
وشدد على أن المعركة انتهت لكن المواجهة مع الاحتلال لم تنته ومُستمرة حتى تحرير فلسطين، لذا على المُقاومة أن تأخذ الحيطة والحذر وعدم الامان للعدو، فبأي لحظة قد يعود لسياسة الاغتيال.
وفيما يتعلق بتداعيات المعركة على المستوي الإسرائيلي الرسمي، أكد العقاد أن المقاومة استطاعت أن تزيد مستوي تصدع الجبهة الداخلية لحكومة الاحتلال، مُتوقعاً أن تنشب معركة جديدة بين نتنياهو والجمهور الإسرائيلي والمعارضة.
التعليقات : 0