غزة / معتز شاهين:
أكد الكاتب والمحلل السياسي د. شريف الحلبي، أن خطاب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة خلال مهرجان تأبين شهداء معركة "ثأر الأحرار"، أمس الجمعة، امتاز بالخطاب الوحدوي كما خطاباته السابقة التي دوما تتميز بوحدة الموقف الفلسطيني.
وقال الحلبي في حديث مع "الاستقلال"، اليوم السبت، إن القائد النخالة، أعطى أهمية وأولوية في خطابه، لكل ما يوحد صف الموقف الفلسطيني وأستثنى كل ما يدعو إلى الحزبية، رُغم أنه حُق له أن يفخر في حركة الجهاد الإسلامي وذراعها العسكري سرايا القدس التي تحملت عبء معركة "ثأر الأحرار"، وقدمت القادة قبل الجند.
وأضاف، أن القائد النخالة أظهر الموقف الثابت والقوي لحركة الجهاد الإسلامي أثناء المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال، وكأنه يريد القول إن "ثأر الأحرار" كانت عبارة عن ميدان يشتعل ومفاوضات حامية الوطيس مع الكيان الصهيوني بواسطة الوسطاء.
إنجاز سياسي
وذكر الحلبي، أن القائد النخالة أكد في خطابه أن حركته كانت تقود معركة سياسية الى جانب المعركة العسكرية، من خلال قوله (كتبنا نص الاتفاق حرفاً حرفاً وكلمةً كلمة وإننا استطعنا ان نفرض شروطنا على الاحتلال)، الأمر الذي يدلل على أن المعركة حققت إنجازات سياسية من خلال فرض شروط المقاومة على هذا العدو.
وأوضح، أن الشعب الفلسطيني والحاضنة الشعبية للمقاومة لم تغب عن كلمة الأمين العام الذي وجه لها التحية وجعلها من الأركان الأساسية في رسم صورة النصر والصمود.
ورأي الحلبي، أن خطاب القائد النخالة حمل رسالة ليس فقط للحكومة "الإسرائيلية" وإنما لجبهتها الداخلية مفادها، أن فصيل لوحده بإمكاناته المتواضعة استطاع أن ينشر الذعر والرعب في شوارع المستوطنات "الإسرائيلية"، مشدداً على أنه لو انخرطت كل قوى محور المقاومة في مواجهه مباشرة مع الاحتلال سيكون الامر مرعب بالنسبة للكيان الصهيوني.
ولفت إلى أن القائد النخالة، وضع النقاط على الحروف خلال خطابه وكشف من خلال أكثر من مرة أن المقاومة ليست وحدها بالميدان، وكما أن لـ "إسرائيل" داعمين من قوى الشر في المنطقة على المستوى السياسي والعسكري والمادي، هناك أيضا داعمين لجهاد شعبنا الفلسطيني بالقول والفعل.
أوراق ضغط
وفي معرض إجابته عن إشادة القائد النخالة بموقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي أشار فيه إلى إمكانية تدخل المقاومة في لبنان لصالح الشعب الفلسطيني، رأي في ذلك المحلل السياسي جانبين، الأول لمسة وفاء من باب الشكر لكل صوت يصدح بمثل هذه المواقف في اللحظات العصيبة، والجانب الأخر أراد أن يكشف أن حسابات "إسرائيل" أضيق وأصغر أفقاً من الحسابات الواقعية التي باتت عليها قوى المقاومة.
وتابع: "أراد القائد النخالة أن يُشير إلى أنه الحركة ليست وحدها في هذه المعركة، وأن هناك محور مقاومة تنسق وتتعاون معه في إدارة المعارك وهذه كانت من الأوراق القوية التي ضغطت على الاحتلال وأجبرته على وقف هذا العدوان الى جانب صمود وثبات المقاتلين من ابطال سرايا القدس".
وشدد الحلبي، على أن رسالة القائد النخالة المتعلقة بمحور المقاومة وصلت للاحتلال في كل المعارك التي خاضتها حركة الجهاد الاسلامي وهي كشفت خطيئة حسابات الاحتلال بأن المقاومة وحدها في الميدان، كما كشف التواجد الجماهيري المهول على أرض الكتيبة بمدينة غزة حيث مهرجان "ثأر الاحرار"، زيف رواية الاحتلال بانه لم يعد هناك حاضنة شعبية للمقاومة، وأن حركة الجهاد الإسلامي باتت منعزلة جماهيرياً.
التعليقات : 0