الاستقلال/ سماح المبحوح:
استبعد محللان بالشأن "الإسرائيلي" بدء مواجهة قريبة بين إيران و"إسرائيل"، لعدم قدرة الأخيرة على الصمود أمام هجمات "محور المقاومة"، وأن ذلك القرار تأخذه بالتشارك مع أمريكا وليس وحدها.
وأجمع المحلان في أحاديث منفصلة مع لـ "الاستقلال" أن "إسرائيل" اكتشفت أن المخرج لأزمتها الداخلية هو حديثها عن عقدة خوفها من إيران خاصة الملف النووي الإيراني؛ لتمكين الائتلاف الحكومي وتصدر نتنياهو استطلاعات الرأي من جديد بعد تراجعه مؤخراً، وغيرها من الأهداف.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تفاجئ إيران دوما وسوف تفاجئ كل أعدائها، بحسب قوله.
وانعقد على مدار يومَين، في مركز "هرتسيليا" في جامعة "رايخمان" الإسرائيلية، المؤتمر السنوي الذي يحضره كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين في دولة الاحتلال. وإذ بدا الملفّ الإيراني طاغياً على المشهد، فإنّ الحديث في شأنه لم يَخرج عن سياق التهديدات المتكرّرة منذ سنوات، وإنْ مع نبرة أعلى وأوضح هذه المرّة، تبدو مدفوعةً بالحديث الغربي الأخير عن قيام إيران ببناء منشآت نووية محصَّنة ضدّ القنابل الخارقة للتحصينات.
في المقابل، حذر مسؤول إيراني من أن استهداف منشآت بلاده النووية يعني إشعال حرب واسعة تتحمل "إسرائيل" مسؤوليتها.
وكان مسؤول إيراني قد قال للجزيرة، إن أي اعتداء عسكري على المنشآت النووية سيقابل برد واسع وغير مسبوق، مؤكدا أن تخصيب اليورانيوم يتم عند عتبة 60%، وأن كلام "إسرائيل" مجرد تحريض ودعاية.
وشدد المسؤول الإيراني على أن طهران مستمرة في تطوير قدراتها العسكرية في كافة المجالات، وأن ذلك هو ما يزعج "إسرائيل".
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الولايات المتحدة تتبع نهجا حكوميا شاملا بشأن التعامل مع إيران وبرنامجها النووي.
أهداف عدة
الخبير بالشأن "الإسرائيلي" حسن لافي، استبعد أن تُقدم "إسرائيل" على مواجهة عسكرية مع إيران، لإدراكها أن جبهتها الداخلية لن تصمد كثيرا أمام معركة طويلة الأمد وقوية، كذلك ليس لدى أمريكا مصلحة بإشعال منطقة الشرق الأوسط بحرب جديدة.
وقال لافي لـ "الاستقلال" إن "إسرائيل تدرك أن الحرب ضد إيران ليست بالشيء البسيط، حيث ستتحول لحرب اقليمية ذات تداعيات دولية، وبالتالي أمامها كثير من المحاذير قبل أن تتخذ مثل هذا القرار، أهمها الموافقة الأمريكية، المستبعدة في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية وتنامي ارتفاع سعر النفطـ وإعادة أهميتها للشرق الأوسط".
وأضاف:" أمريكا ليس لديها مصلحة بإشعال الشرق الأوسط بحرب بهذا الحجم، وبالتالي ستعمل على كبح الرغبة الإسرائيلية بشكل كبير للذهاب لهذه المعركة".
وأشار إلى أنه بالرغم من حديث رئيس أركان الاحتلال عن قدرتهم العسكرية بضرب المنشآت الايرانية النووية، لكن ليس لديهم القدرة على تحمل الرد الذي سيطالها من محور المقاومة".
ولفت إلى أنه بالمعركة الأخيرة "ثأر الأحرار" التي استمرت 5 أيام، أطلقت خلالها سرايا القدس 1250 صاروخاً على "إسرائيل" وصل بعضها منتصف "تل ابيب"، ما أدخل 3 مليون مستوطن للملاجئ، حينها توسلت "إسرائيل" لدى القاهرة العمل على وقف إطلاق النار؛ لعدم قدرتها على إطالة المعركة.
وأكد أنه في ظل ما سبق، لا يمكن للجيش الإسرائيلي الذهاب لخيار الحرب مع إيران، فتنظيم حزب الله اللبناني لديه قدرة على إطلاق 3 آلاف صاروخ يومياً، وبالتالي يبقى الخيار الوحيد أمام "إسرائيل" هو مناورتها على الملف النووي، بإعادته للواجهة الإعلامية كي يضغط عليها المجتمع الدولي، في ظل انشغال العالم بالأزمة الأوكرانية.
ورأى أن "إسرائيل" اكتشفت أن المخرج لأزمتها الداخلية هو أيضا حديثها عن عقدة خوفها من إيران خاصة الملف النووي الإيراني، بتمكين الائتلاف الحكومي وتصدر نتنياهو استطلاعات الرأي من جديد بعد أن تهاوت أصواته.
فشل سياستها
الكاتب والمحلل السياسي هاني العقاد، أكد بدوره، أن التهديدات الإسرائيلية الأخيرة ضد إيران، لا تستهدفها لوحدها فقط، إنما تستهدف محور المقاومة كافة" لبنان، قطاع غزة، إيران"، وقد تتوسع لتشمل سوريا ومصر.
وأشار العقاد خلال حديثه لـ "الاستقلال" إلى أن تهديد قادة" إسرائيل" خاصة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بالقول إن: " إسرائيل تفاجئ إيران دوما وسوف تفاجئ كل أعدائها"، تأتي في إطار محاولته تحقيق حالة من الردع.
واستبعد أن تتخذ "إسرائيل" قراراً بتوجيه ضربة ضد إيران والدخول معها في معركة" لا تحمد عقباها" إسرائيلياً، فمستوطنات الشمال والوسط والجنوب، ستكون تحت مرمى الصواريخ الإيرانية.
وشدد على أن اتخاذ "إسرائيل" قراراً بتوجيه ضربة لإيران قرار تشاركي تتخذه مع أمريكا وأوروبا، وليس وحدها، فهي أصغر وأضعف من أن توجه وحدها ضربة لإيران.
ولفت إلى شعور "إسرائيل" بخطر حقيقي وجدّي على أمنها، من ناحية تخصيب إيران اليورانيوم وقرب تصنيعها القنبلة النووية، ومن المناورة التي نفذها حزب الله قبل أيام، كذلك قوة الردع التي حققتها المقاومة خاصة سرايا القدس بمعركة "ثأر الأحرار"، متوقعا لجوء المؤسسة العسكرية الأمنية الإسرائيلية من جديد لمسلسل الاغتيالات بمنطقة محور المقاومة.
التعليقات : 0