عبر التسويف والمماطلة

مختص لـ "الاستقلال": الاحتلال ماض بجريمة قتل الأسير دقة بشكل بطيء تنفيذا لتعليمات بن غفير

مختص لـ
تقارير وحوارات

غزة/سماح المبحوح

حذر مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى الباحث رياض الأشقر، اليوم الأربعاء، من استشهاد الأسير وليد دقة في سجون الاحتلال الاسرائيلي، بفعل الإجراءات التعسفية التي تمارسها إدارة السجون ضده، كما جرى مع الأسير الشهيد ناصر أبو حميد قبل نحو عام.

 

وقال الأشقر خلال حديثه لـ "الاستقلال" إن الأسير دقة بات أقرب للشهادة نتيجة عملية التسويف والمماطلة التي يمارسها الاحتلال ضده؛ بتقديم ملفه للمحاكم الخاصة للنظر بالإفراج المبكر عنه، كذلك عدم تقديم العلاج اللازم له، وهو ما يؤكد حقيقة أن الاحتلال يمارس ضده ذات السيناريو الذي طٌبق على الأسير الشهيد أبو حميد وقد يلقى ذات مصيره.

 

يشار إلى أن الأسير ناصر أبو حميد(50عاما) ، استشهد في مستشفى "أساف هروفيه"، في 20/12/2022 جرّاء سياسة الإهمال الطبي المتعمد (القتل البطيء)، التي تبعتها إدارة سجون الاحتلال بحقه رغم إصابته بمرض السرطان.

 

تعليمات "بن غفير"

وشدد الأشقر على أن الاحتلال ماضٍ بجريمة قتل الأسير دقة بشكل بطيء؛ تنفيذا لتعليمات وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير الذي تبنى بداية العام الجاري فرض قانون عقوبة الإعدام على الأسرى الفلسطينيين.

 

وأكد أن سلطات الاحتلال تتعمد بشكل دوري نقل الأسير دقة من مستشفى عيادة الرملة لمستشفى "أساف هروفيه"، والعكس وذلك بشكل شبه يومي؛ ما يشكل خطورة على حياته ويؤدي إلى تدهور وضعه الصحي بشكل أسرع.

 

وأوضح الأشقر أن الأسير دقة يعاني من نوع من السرطانات النادرة، وأجرى له الاحتلال مؤخرا عملية استئصال لجزء من الرئة اليمنى أدت لإصابته بالتهابات شديدة، عانى بسببها من ضيق تنفس حاد، أدى لتدهور وضعه الصحي بشكل كبير.

 

واستبعد الأشقر قرار الإفراج عن الأسير دقة متوقعًا استمرار اعتقاله حتى لو أدى ذلك لاستشهاده داخل السجون، وارتفاع قائمة شهداء الحركة الأسيرة، نتيجة التحريض المستمر من قادة الاحتلال ضد الأسير دقة والأسرى عموما داخل السجون.

 

وشدد الباحث الأشقر على أن الأسرى أمام محتل مجرم يمارس شتى طرق الموت ضدهم ، منها القتل المباشر حين الاعتقال دون تشكيلهم أي خطورة، والإهمال الطبي والتعذيب والتحقيق القاسي وغيرها.

 

قتل مظاهر التضامن

وبشأن اعتداء مستوطنين وعناصر من قوات الاحتلال على الوقفة التي نظمتها عائلة الأسير دقة أمام سجن الرملة، تزامنا مع انعقاد جلسة محكمة للنظر في ملفه؛ أكد الأشقر أن الاحتلال لا يريد أي مظاهر للتضامن مع الأسير دقة، أو أي أسير آخر.

 

وأوضح مدير مركز الأسرى أن قوات الاحتلال والمستوطنين قاموا بفض الوقفة بالاعتداء بالضرب على المشاركين فيها بشكل همجي، في رسالة واضحة بأنهم لن يسمحوا بوجود أي تظاهرات أمام المحاكم ولا أي شكل من التضامن مع الأسير دقة وغيره من الأسرى.

 

وبين أن سلطات الاحتلال تغلظ العقوبة بحق أسرى الداخل المحتل خاصة، ومنهم الأسير دقة وتوجه تهمة "خيانة المواطنة" لهم، وتهمة المشاركة بعمليات ضدها.

 

المفكر دقة

وقد دخل الأسير والمفكر وليد دقة عامه الـ 38 في الأسر بعدما أنهى محكوميته غير الشرعية في 24 آذار(مارس) الفائت، وبعدما استثناه الاحتلال من كل صفقات تبادل الأسرى بما فيها أسرى الداخل الفلسطيني عام 2014

 

والأسير دقة (60 عاماً) من بلدة باقة الغربية في أراضي العام 1948، معتقل منذ 25 آذار(مارس) 1986 وهو من عائلة مكونة من ثلاث شقيقات و6 أشقاء، و فقدَ والده خلال سنوات اعتقاله.

 

ويعتبر دقّة أحد أبرز الأسرى في سجون الاحتلال؛ إذ ساهم في العديد من المسارات في الحياة الاعتقالية للأسرى، وخلال مسيرته الطويلة في الاعتقال أنتج العديد من الكتب والدراسات والمقالات وساهم معرفيًا في فهم تجربة السّجن ومقاومتها، ومن أبرز ما أصدره الأسير دقة: (الزمن الموازي)، (ويوميات المقاومة في مخيم جنين)، (وصهر الوعي)، و(حكاية سرّ الزيت)، و(حكاية سرّ السيف) مؤخرًا.

 

وعام 1999، ارتبط الأسير دقة بزوجته سناء سلامة، وفي شباط(فبراير) عام 2020، رُزقا طفلتهما ميلاد عبر النطف المحررة.

 

تعرض الأسير دقة لجملة من السّياسات التّنكيلية على خلفية إنتاجاته المعرفية بشكلٍ خاص، وسعت إدارة سجون الاحتلال لمصادرة كتاباته وكتبه الخاصة، كما واجه العزل الانفرادي، والنقل التعسفيّ.

 

يُشار إلى أن الاحتلال أصدر بحق الأسير دقة حُكمًا بالسّجن المؤبد، جرى تحديده لاحقًا بـ(37) عامًا، وأضاف عام 2018 على حُكمه عامين ليصبح (39) عامًا.

 

ومؤخرًا ثبتت إصابته بنوع نادر من السرطان في النخاع، وهو بحاجة إلى علاج ومتابعة حثيثة، علمًا أنّه يقبع في سجن عسقلان.

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق