تتم بحماية ومباركة من جيش الاحتلال

تدنيس المستوطنين للمساجد وتمزيق المصاحف.. تسعير للحرب الدينية

تدنيس المستوطنين للمساجد وتمزيق المصاحف.. تسعير للحرب الدينية
تقارير وحوارات

غزة/سماح المبحوح:

حالة من الغضب الشديد عمت فلسطين والعالمين العربي والإسلامي، إزاء جريمة المستوطنين البشعة بتدنيس المساجد وحرق المصحف الشريف بمدينة نابلس قبل أيام، وسط تحذير من اشتعال حرب دينية بالمنطقة، نتيجة ما تقترفته عصابات المستوطنين الإرهابية. 

 

كما عمّت حالة من الغضب منصات التواصل الاجتماعي في فلسطين عقب اقتحام مستوطنين برفقة كلاب أحد مساجد قرية عوريف جنوب نابلس وتمزيقهم المصحف الشريف. 

 

وعبّر مغردون عن غضبهم من هذه الحادثة عبر وسم "#القرآن_ يدنس"، ووصفوا الحادثة بـ"الشائنة"، وطالبوا بحماية الفلسطينيين من اعتداءات المستوطنين الذين يشنّون منذ أيام هجمات "إرهابية" على عدة بلدات وقرى في الضفة الغربية. 

 

وعلى المستوى الرسمي، وصفت وزارة الخارجية الفلسطينية ما حدث بما أسمته "المؤامرة المزدوجة"، في ظل استمرار "التصعيد الدموي في اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وأراضيهم وممتلكاتهم". 

 

وحذّر وزير الأوقاف والشؤون الدينية حاتم البكري من ارتفاع وتيرة انتهاكات الاحتلال والمستوطنين للمساجد وتدنيس قدسيتها، واصفاً اقتحام المسجد "بالفعل الشائن".

 

وقال البكري "هذا فعل شائن ومرفوض، ويشكل جزءا من منهجية وعقيدة تسير عليها حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة من خلال إتاحة المجال لتلك العصابات لممارسة اعتداءاتها وأفعالها الشنيعة والمرفوضة من جميع الأديان".

استفزاز وغضب

الناشط الشبابي من مخيم بلاطة بمدينة نابلس محمد الشيخ خليل، أكد أن مدينته شهدت خلال الساعات والأيام الماضية جرائم بشعة ارتكبتها عصابات المستوطنين بحماية شرطة وجيش الاحتلال الإسرائيلي، منها ما حدث بأحد مساجد قرية عوريف. 

وأوضح الشيخ خليل في حديث لـ "الاستقلال" أن جرائم المستوطنين الأخيرة تستفز مشاعر الفلسطينيين وتزيد غضبهم، وهو ما قد يجلب ردود فعل فلسطينية كما جرت العادة في مثل تلك المواقف.

 

وبينّ أن عدة قرى وبلدات فلسطينية باتت تشهد في الآونة الأخيرة تصاعداً في أعمال العربدة والاعتداءات من قبل المستوطنين، ما خلّف عشرات الإصابات في صفوف الفلسطينيين عوضاً عن إلحاق خسائر مادية فادحة بممتلكاتهم، جراء عمليات الحرق المتعمد لعشرات المركبات والمنازل والأراضي الزراعية.

 

ولفت الشيخ خليل إلى ارتفاع وتيرة الخوف والقلق في أوساط الأهالي جراء استمرار وتصاعد تلك الاعتداءات التي تتم بحماية من قبل جيش الاحتلال.

حرب دينية 

فيما أكد رئيس مركز القدس الدولي د. حسن خاطر، أن ما أقدمت عليه مجموعات المستوطنين من تدنيس للمساجد وحرق للمصحف الشريف، عمل مدان وخطير، سيكون له ارتدادات على فلسطين والمنطقة.

 

وقال خاطر في حديثه لـ "الاستقلال" إن جريمة المستوطنين بتدنيس المساجد وحرق للمصحف الشريف، عمل ينتهك كل القيم الدينية والإنسانية والأخلاقية، ويدفع لاستنهاض واستفزاز الشعب الفلسطيني وشعوب العالم العربي والاسلامي".

 

وشدد على أن جريمة المستوطنين بتدنيس المساجد وحرق المصحف ستشعل حربا دينية في فلسطين والمنطقة، لا "يحمد عقباها".

 

وأشار إلى أن التطاول على كتاب لله يمثل أعلى درجات الإرهاب والعنصرية، لما فيه مسّ بعقيدة المسلمين وعباداتهم ليس بفلسطين فقط، إنما في العالم بأسره.

 

ولفت إلى أن جريمة تدنيس المساجد وحرق المصحف والجرائم كافة، جرائم ترتكبها عصابات المستوطنين بشكل منظم وبتمويل وحماية من دولة الاحتلال الرسمية. 

 

  ورأى أن جرائم المستوطنين بفلسطين من حرق الأطفال وتدنيس المساجد وحرق المصاحف والقتل العشوائي المنظم التي يشاهدها العالم عبر شاشات التلفزة، ستبقى محفورة في ذاكرة الشعوب، حيث كشفت الحقيقة البشعة لهذا الكيان.

 

وأكد على أن أفعال المستوطنين تؤلم كل إنسان حر بالعالم، مشدداً على أن هؤلاء سيدفعون ثمن جرائمهم مهما طال الزمن أم قصر.

 

وفي هذا السياق، أدان الأزهر الشريف، إقدام المستوطنين على تمزيق نسخ من المصحف الشريف وحرقها في عوريف جنوب نابلس، والاعتداء على المواطنين الفلسطينيين في عدة قرى فلسطينية في الضفة الغربية، وسرقة ممتلكاتهم.

 

وأكد الأزهر في بيان له امس، أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي وارتكاب جرائمه تحت مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، وعجز العالم كله عن ردعه وفضح جرائمه وسلوكه الدموي ووقفه عند حده، هو تواطؤ غير مبرر، وجريمة بحق الإنسانية، ويشكل خرقا صارخا للقانون الدولي، ولكل الأعراف والمواثيق التي تنص على احترام المقدسات الدينية وتضمن حرية العبادة.

التعليقات : 0

إضافة تعليق