"دعوا السلطة إلى دعمها وتوفير مظلَّة لها"

مختصُّون لـ "الاستقلال": تشكيل لجان للحماية من جرائم المستوطنين الدمويَّة بالضفة "ضرورة مُلحَّة"

مختصُّون لـ
تقارير وحوارات

الضفة المحتلة – غزة/ قاسم قاسم: 

دعا مختصُّون إلى ضرورة تشكيل لجان حماية شعبيَّة في المدن والبلدات والقُرى بالضفَة الفلسطينية المحتلَّة التي تشهد اعتداءات وجرائم ممنهجة من سوائب المُستوطنين المجرمين، بضوء أخضر من الائتلاف الصهيوني الأكثر إرهابًا في كيان الاحتلال "الإسرائيلي".  

 

وأشار المُختصون إلى أهمَّية تضافر كل الجهود من المستويات كافَّة، وعلى رأسها السلطة الفلسطينيَّة لجهة الدفع نحو سرعة تشكيل هذه اللِّجان وإعادة تفعيل دورها ومنحها مظلَّة سياسية، وتقديم كل ما يمكن للسلطة تقديمه في إطار حماية الشعب الفلسطيني وتعزيز من حالة الصُّمود والمواجهة لديه. 

خُطوة مُهمَّة 

وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفَّة المحتلَّة غسَّان دغلس إنَّ الجرائم الجديدة القديمة التي يقترفها المستوطنون بحماية قُوَّات الاحتلال ودعم سياسي منها، تندرج ضمن "الحرب الممنهجة على شعبنا الفلسطيني وأرضه ومقدساته وممتلكاته". 

 

وأضاف "دغلس" في مقابلة مع صحيفة "الاستقلال" السبت، أنَّ "إفشال حرب الإبادة من الاحتلال ومستوطنيه الجارية على الأرض لا يكون إلَّا بتفعيل المقاومة وتعزيز وحدتها الميدانيَّة"، مشيرًا إلى أهميَّة تشكيل لجان حماية شعبيَّة؛ للتصدَّي لاعتداءات المستوطنين بالضفَّة المحتلَّة.

 

وتابع: "شعبنا بالْتحامه ووحدته الجماعيَّة يمتلك قُوَّة ردع وبسالة منقطعة النظَّير في مواجهة جرائم قُطعان المستوطنين"، لافتًا إلى أنَّ "تلك القوة والبسالة هي التي تدفع قُوَّات الاحتلال لحماية اقتحام مستوطنيه لمدن وبلدات وقُرى الضفَّة". 

 

ودعا إلى أنْ "تكون سياسة المواجهة والرَّدع للاحتلال والمستوطنين المتطّرِّفين أولوية الكل الفلسطيني بمستوياته المختلفة؛ لمواجهة النَّكبة الجديدة التي يتعرّض لها شعبنا الفلسطيني".

ضرورة مُلِحَّة

واتَّفق النَّاشط في مواجهة الاسْتيطان بشار القريوتي مع سابقه حول "الضرورة المُلحَّة" لتشكيل لجان الحماية الشعبية؛ دفاعًا عن المواطنين، أمام الإرهاب الدموي المتكامل بين قوَّات الاحتلال ومستوطنيه، في كل أرجاء الضفَّة المحتلَّة.

 

وقال "القريوتي" في مقابلة مع صحيفة "الاستقلال" السبت، إنَّ الخطورة التي تتهدَّد حياة المواطنين الذين يقطنون قرب مستوطنات الاحتلال؛ تستدعي العمل فورًا على تشكيل لجان الحماية الشعبيَّة، مبيّنًا أنَّ "شعبنا الفلسطيني بالضفَّة يواجه إجرامًا من المستوطنين الذين يرتكبون الجرائم الدمويَّة ومحارق الإبادة، وجنود الاحتلال الذين يُوفِّرون لهم الحماية".

 

وشدَّد على أنَّ "ما تشهده المُدن والبلدات والقرى الفلسطينية مؤخَّرًّا بفعل جرائم المستوطنين وإحراقهم ممتلكات المواطنين خطير جدًّا وما يجري أشبه بنكبة تهجير جديدة، والمستقبل أكثر خطورة على وقع السَّيطرة الكاملة للاحتلال على الضفَّة المحتلَّة". 

 

ودعا النَّاشط في مواجهة الاسْتيطان إلى "الصمود والثَّبات والاستعداد للمواجهة بكل الأشكال والوسائل ولا سيمَّا أنَّ الوضع القادم سيكون الأخطر على الضفَّة الفلسطينيَّة"، وفق تعبيره.   

 

بدوره، أشار المُحلِّل السياسي المختصّ في الشَّأن "الإسرائيلي" جمعة التايه، إلى ضرورة تحرك السلطة الفلسطينيَّة، والعمل من أجل تقديمها كل ما من شأنه حماية شعبنا الفلسطيني على أرضه، مؤكدًا "أهميَّة تشكيل لجان شعبيَّة للحماية من جرائم المستوطنين واعتداءاتهم".

 

وقال "التايه" في مقابلة مع صحيفة "الاستقلال" السبت: "السلطة في هذا السياق مقصَّرة جدًّا، وتشكيل هذه اللِّجان الحَيَّة وتوفير غطاء سياسي لها من السلطة، بل وتبنِّيها لها استراتيجيًّا مهم للغاية". 

 

وبيَّن أنَّ "على السلطة الفلسطينيَّة مراجعة سياساتها والكفّ عن النداءات والاستغاثات"، مضيفًا أنَّ "السلطة عاجزة عن حماية شعبنا؛ لأنها اختارت خيارًا لا يليق بصموده وثباته، وسلكت مسارات سياسية وأمنيَّة (التَّنسيق الأمني مع الاحتلال) واقتصادية عبثيَّة". 

 

وتابع الكاتب المختصّ في الشأن "الإسرائيلي": "ندعو السلطة للتوقُّف عن كل السِّياسات المناقضة للانتفاضة المتصاعدة في وجه إجرام الاحتلال وحكومته اليمينيَّة المتطرفة"، مؤكِّدًا أنه "لم يبقَ في جعبة الشعب الفلسطيني إلَّا المقاومة".

 

ومنذ الأشهر الأخيرة، ومع تشكيل الائتلاف الحكوميّ المتطّرف في كيان الاحتلال؛ صعَّد قطعان المستوطنين المجرمين من اعتداءاتهم وإرهابهم تجاه المواطنين وأراضيهم وممتلكاتهم في مختلف أنحاء الضفَّة المحتلَّة. 

 

وهاجم سوائب المستوطنين في الأيام والساعات الأخيرة منازل المواطنين وأراضيهم في "عوريف"، و"أم صفا"، و"ترمسعيَّا"، و"حوارة" و"سنجل" و"اللبَّن الغربية والشرقية" ويطا، وسط تصدي بطوليّ من المواطنين لهذه الاعتداءات، ومطالبات بضرورة تشكيل لجان حماية شعبية تحظى بغطاء رسمي. 

 

وكان الهجوم الأوسع لقطعان المستوطنين قبل أيام عدَّة بـ "ترمسعيَّا" شمال رام الله، إذ أحرقوا عشرات المنازل والمركبات والأراضي الزراعيَّة في حدثٍ وُصف بـ"النكبة الجديدة"، ولقيَ استنكارًا دوليًا وعربيًّا ومحليًّا واسعًا.

 

وعلى إثر ذلك دعا المواطنون إلى وحدة التصدّي لاعتداءات المستوطنين الذين ما زالوا يهاجمون البلدات والقرى الفلسطينية خصوصًاا لقريبة من المستوطنات.

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق