رام الله - غزة / معتز شاهين:
لم تعد قرية "أم صفا" شمال غرب رام الله، جميلة هادئة كما كانت، فقد تحولت ملامحها، بفعل اعتداءات قطعان المستوطنين، الذين عاثوا فيها فساداً، ونهباً وحرقًا وتدميرًا، حيث كانت مسرحا لإجرامهم وإرهابهم وغطرستهم في هجمتهم المتواصلة على قرى الضفة الغربية منذ عدة أيام.
وتزايدت اعتداءات المستوطنين المتطرفين على أهالي القرية، مع غض جيش الاحتلال العين عما ينفذه المستوطنون من حرق للمنازل ومركبات المواطنين، وإطلاق الرصاص الحي صوبهم، ولكنه سرعان ما يهرع لتلبية نداء اغاثة المستوطنين عندما يقوم المواطنون الفلسطينيون بالدفاع عن قراهم ومدنهم.
ومساء السبت، هاجم عشرات المستوطنين، قرية "أم صفا" واعتدوا على منازل المواطنين وأطلقوا الرصاص الحي صوب منازل ومنشآت المواطنين، وأحرقوا 10 منازل و7 مركبات.
وتمكنت فرق الإطفاء من إخماد حرائق في ثلاثة منازل في القرية السبت، كما تمكنت من انقاذ طفل من موت محقق، وإخلاء عائلة تتكون من ثمانية أفراد أصيبوا بالاختناق.
وسبق هذا الاعتداء، اعتداء أخر نفذه المستوطنون ظهر السبت، أصيب فيه عدد من الفلسطينيين بجروح ورضوض وبحالات اختناق، وأحرقت عدة منازل وحطمت مركبات، وذلك على مرأى أعين جنود الاحتلال التي وقفت لتأمين وتوفير الحماية لهم.
استباحة الدم الفلسطيني
في السياق أكد، رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان، أن جرائم المستوطنين في قرية "أم صفا" شمال غرب رام الله تدلل على عقلية حكومة الاحتلال "الاسرائيلي" التي لا تؤمن إلا بالقتل، والتي أنجبت أجيالا حاقدة من المستوطنين ترعرعت على فكرة استباحة الدم الفلسطيني.
وقال شعبان لـ"الاستقلال"، الاحد، "إن الاعتداء على "أم صفا" واشعال النيران بالمنازل وممتلكات المواطنين بقوة السلاح وبحماية جيش الاحتلال هو جزء من المسلسل المستمر ضد ابناء شعبنا في ظل غياب المجتمع الدولي، وعدم توفير الحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني".
وأضاف، أن جرائم المستوطنين ضد القرى الفلسطينية هي منظمة لا عشوائية، ما يُثبت أن جيش الاحتلال يستخدم المستوطنين أداة لفرض وقائع على الأرض لصالح المشروع الاستيطاني الاستعماري، لا يستطيع الالتفاف عليها بـ "القانون".
اعتداءات ليست جديدة
وبين شعبان، أن مشاركة جيش الاحتلال بجانب المستوطنين في الاعتداء على شعبنا في القرى الفلسطينية المحاذية للمستوطنات ليس بالجديد، وهو بدأ بشكل ملحوظ وموثق منذ عام 2022.
وحول توفير الحماية لأهالي قرية "أم صفا" من اعتداءات المستوطنين، أشار إلى أنه (لا يحك ظهرك الا ظفرك)، وهذا الامر يتطلب خطوة عاجلة تتمثل بتشكيل لجان حراسة ليلية ونهارية يستنفر فيها كل أبناء شعبنا في تلك القرية لصد عدوان المستوطنين.
وأكد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، على ضرورة توحيد الجهود في ميدان مواجهة اعتداءات المستوطنين لفرض حماية حقيقية لأبناء شعبنا، داعياً الفصائل الوطنية بأن تأخذ دورها الحقيقي لتعزيز جهود وطاقة شعبنا لإفشال اعتداءات المستوطنين بكل القرى الفلسطينية.
وتقع قرية "أم صفا" على بعد 12 كم شمال مدينة رام الله، يحدها من الشرق قرى عجول وعطارا ودير السودان، ومن الشمال أراضي النبي صالح ودير نظام، ومن الغرب قرى الجبية وبرهام ومناطق كوبر جنوبا.
وتعاني القرية من الاستيطان كغيرها من القرى الفلسطينية، ولكن لها خصوصية نتيجة أنها تقع بين فكي مستوطنتين، مستوطنة "حلميش" من الجهة الغربية، ومستوطنة "عطروت" على المدخل الشرقي للقرية.
وأقام مستوطنون، الأربعاء، 22/يونيو الجاري، بؤرة استيطانية جديدة على أراضيها، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، ليصل مجموع ما صادره الاحتلال من أراضي القرية نحو 227 دونماً لصالح مستوطنتين "عطيرت وحلميش".
التعليقات : 0