لن تشكل فارقاً على المستوى الميداني

مختصان لـ"الاستقلال": تعزيز الاحتلال لكتائب اضافية بالضفة مراهنة على قوة هشة

مختصان لـ
تقارير وحوارات

غزة / معتز شاهين:

أجمع مختصان بالشأن السياسي، أن تعزيز الاحتلال "كتيبتيْن إضافيتين" لقواته في مناطق الضفة الغربية المحتلة يعكس فشله في وأد حالة المقاومة الفلسطينية، ووقف تمددها، وتفكيك خلاياها، التي تزداد ضراوة ضرباتها يوما تلو الاخر.

وأوضح المختصان في أحاديث منفصلة مع "الاستقلال" الاثنين، أنه بتعزيز الكتيبتين الجديدتين يُصبح عدد كتائب جيش الاحتلال العاملة في مناطق الضفة 27 كتيبة، مؤكدين أن ذلك لا يتعدى سوى أن تكون رسائل للمناوئين من الوزراء داخل حكومة الاحتلال، وأن الرسالة المراد فيها للمقاومين لن تغير شيئاً.

 وقرر جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، الدفع بالمزيد من قواته إلى الضفة الغربية المحتلة وتعزيزها بـ "كتيبتيْن إضافيتين"، وذلك بناء على تقييم جديد للوضع الأمني، بحسب ما جاء في بيان مقتضب للجيش، مساء الأحد.

وتعزيز قوات الاحتلال بالضفة بعدد من الكتائب العسكرية، يأتي في أعقاب تنامي كتائب المقاومة التي باتت تدك مغتصبات وحواجز الاحتلال العسكرية بالعبوات المتفجرة والرصاص الحي، وكان أخرها عملية إطلاق نار نفذها مقاومون وسط الضفة وأسفرت عن مقتل أربعة "إسرائيليين" وإصابة أربعة آخرين.

دليل عجز

بدوره أكد الكاتب والمحلل السياسي هاني العقاد، أن تعزيز قوات الاحتلال لكتائب إضافية في مناطق الضفة الغربية المحتلة يعكس فشل الاحتلال في وأد حالة المقاومة الفلسطينية وتفكيك خلاياها التي تزداد تمددها وضراوة ضرباتها يوما تلو الاخر.

وقال العقاد في حديثه لـ "الاستقلال" الاثنين: " لا يمكن باي شكل من الأشكال ان يحقق الاحتلال أي تقدم نوعي وردع للمقاومة الفلسطينية حتى لو استنفذ كل ما لديه من جنود، ولو أعاد احتلال الضفة الغربية من جديد فهو يكون بذلك اقترب من النهاية ودخل الى حقل ألغام المقاومين بنفسه".

وأَضاف: "عندما يدفع جيش الاحتلال بكتائب جديدة الى الضفة يدلل على انه استنفذ كل قدراته ولا يستطيع ان يتقدم أكثر من ذلك، ودليل عجزه على اجتياح كامل لمدن الضفة، كما حدث في جنين عام 2002 خوفا من كمائن المقاومة".

وأشار العقاد، إلى أن الاحتلال لا يزال يراهن على قوته، رُغم كشف ضعفها وهشاشتها بفعل تكتيكات المقاومين، وهو لا يريد أن يتجه إلى حل سياسي مع الفلسطينيين، رغم إدراكه انه الخيار الأنجع، وبدأ بالأونة الأخيرة استخدام المستوطنين كأداة غير مباشرة لشن هجمات إرهابية، كما حدث في قرى (حوارة وترمسعيا وعوريف وام صفا).

وذكر، أن تعزيز قوات الاحتلال بالضفة من شأنه أن يضع الصراع الفلسطيني على سلم أولويات دول العالم، وسيُثير اهتمام الشعوب قبل حكوماتها، الامر الذي سينعكس ايجابياً على القضية الفلسطينية، وسيقطع الطريق امام مشروع "التطبيع".

وأشار المحلل السياسي، أن تعزيز كتائب جديدة من جيش الاحتلال بالضفة، هو قراءة خاطئة لقادة الجيش، بأنهم يستطيعون بذلك ردع المقاومين وكسر الحاضنة الشعبية، خاصة وأنه بقرار سيكثف تواجد جنوده على المحاور الرئيسية وعلى الحواجز العسكرية بين المدن الفلسطينية.

لماذا الاستقدام لكتيبتين؟

من جهته يرى الكاتب والمحلل السياسي محمد جرادات، تعزيز الاحتلال كتيبتين إضافيتين لقواته في الضفة الغربية المحتلة لتصبح 27 كتيبة، لا تتعدى سوى أن تكون رسائل للمناوئين من الوزراء داخل حكومة الاحتلال، وأن الرسالة التي أرادها للمقاومة وللفلسطينيين لن تغير شيئاً.

 وقال جرادات لـ "الاستقلال"، الاثنين، إن أكثر من 700 جندي شاركوا في الحملة على جنين "بأس الاحرار"، معظمهم من القوات الخاصة، وإن هاتين الكتيبتين الجديدتين ليست من تلك القوات ما يؤكد أنهما لم تشكلا فارقاً على المستوى الميداني لجيش الاحتلال.

وأَضاف: "الذي يظهر من خلال بيانات الشاباك وجيش الاحتلال التي صدرت منذ أسبوعين يؤكد ان هناك فشل في مجال الأدوات، ونوعية الأساليب المستخدمة، وأليات المعالجة للتعامل مع التطورات الميدانية" مشيراً إلى أنه الخلل يكمن في السابق.

 وأستذكر جرادات، تصريحات سابقة لوزير حرب الاحتلال "بيني غانتس"، وجاء فيها أنه أصبح أكثر من نصف جيش الاحتلال النظامي يعمل في مناطق الضفة المحتلة، مشيراً إلى أن هذه التصريحات أكدها من خلفه في قيادة الجيش "يوآف غالانت" الذي أضاف على تصريح سابقه: "معظم القوات تَعمل في المناطق المحاذية لجنين وطولكرم ونابلس"، بؤرة المقاومين.

ولفت الكاتب والمحلل السياسي، أن الاحتلال يخشى من مفاجآت يخبئها مقاومون، خاصة وأنه واجه جزءاً منها في التطور الأخير بجنين، في عملية "بأس الاحرار"، عندما استخدم المقاومون عبوات شديدة الانفجار أعطبت اليات مصفحة لجنود الاحتلال وأوقعت إصابات وخسائر فادحة، الأمر الذي شكل صدمة لجهاز "الشاباك" على مستوى المعلومة وشكلت صدمة على مستوى سلاح المدرعات للجيش وسلاح الجو.

الجدير ذكره، أن الضفة الغربية المحتلة تشهد منذ أسبوع توترا شديدا، إثر اقتحام جيش الاحتلال مدينة جنين شمال الضفة، فجر الاثنين الماضي، ما أدى إلى استشهاد 7 فلسطينيين، وإصابة أكثر من 65 آخرين، مقابل إصابة 7 جنود "إسرائيليين".

التعليقات : 0

إضافة تعليق