"النُّوَّاب العرب بـالكنيست أدوات لتجميل "إسرائيل"

"أبناء البلد" لـ "الاستقلال": فلسطينيو الداخل المحتل يتعرَّضون لنكبة تهجير وتفتيت جديدة

تقارير وحوارات

الداخل المحتل – غزة/ قاسم الأغا:

أكَّد عضو المكتب السياسي بحركة "أبناء البلد" في الداخل الفلسطيني المحتل لؤي الخطيب، أنَّ الاحتلال "الإسرائيلي" يعمل وفق مخطط ممنهج ومدروس لفرض نكبة جديدة على الفلسطينيين بالداخل، عبر سياسة هدم منازلهم وتشديد التضييق عليهم، فضلًا عن تفتيتهم اجتماعيًّا وسياسيًّا، من خلال إغراقهم في دوامة جرائم القتل والعنف.

 

وقال الخطيب من الداخل المحتل في مقابلة مع صحيفة "الاستقلال"، السبت، إنَّ "إسرائيل" تعمل بشكل حثيث؛ لتفتيت المجتمع الفلسطيني في الداخل المحتل اجتماعيًّا وسياسيًّا، عبر جرِّهم إلى مستنقع الدِّماء الناجم عن الجرائم والعنف، في محاولة لإشغالهم عن قضاياهم الوطنية الكبرى.  

 

وأضاف: "منذ سنة 2000 (انتفاضة الأقصى) تُحاول "إسرائيل" إغراق شعبنا الفلسطيني في الداخل المحتل بدمائه وحرف بوصلته وإبعاده عن حالة النضال الفلسطينية الشاملة، وهو مخطط احتلالي مدروس، وصوًلا لتحييد كل الداخل الفلسطيني المحتلّ عن تلك الحالة".

 

وشدَّد على أنَّ كيان الاحتلال بمستوياته كافَّة شريك أساس في جرائم القتل والعنف المستشرية بالداخل، ويعمل على تشغيل وتغذية عصابات الإجرام، مبيِّنًا أنَّ أقطاب الائتلاف الحكوميّ الأكثر فاشيَّة وإرهابًا بالكيان تتنافس في إجراءاتها العدوانيَّة وسياساتها المتطرِّفة ضد شعبنا الفلسطيني.

 

وتابع أنَّ أجهزة كيان الاحتلال الأمنيَّة، وعلى رأسها جهاز ما يُسمى "الشاباك" "يقف وراء دعم هذه العصابات المجرمة وتوفير الحماية لها ومنحها الضوء الأخضر؛ لإشاعة القتل والعنف بين أوساط المجتمع الفلسطيني في الداخل المحتل، خلال السنوات العشر الأخيرة على الأقل".     

 

وخلال أيام عيد الأضحى المبارك، قُتل 5 مواطنين وأصيب آخرِين، في جرائم إطلاق نار شهدتها مدن وبلدات الداخل الفلسطيني المحتل؛ لترتفع بذلك حصيلة ضحايا جرائم القتل والعنف هناك منذ بداية العام الجاري إلى 107 على الأقل، بينهم أطفال ونساء. 

 

ومساء الثلاثاء الماضي، قُتل 3 مواطنين بجرائم إطلاق نار في مدينتيّ "رهط" بالنقب المحتل، و"شفا عمرو"، وبلدة "كفر كنا"، فيما أُصيب 5 مواطنين، أحدهم فتى بـ 4 جرائم أخرى وقعت في "الطيبة" و"الطيرة" و"إكسال" و"كفر قرع".

 

والأربعاء، أيّ في أول أيام عيد الأضحى، قُتل مواطنان بإطلاق نار في مدينة "شفا عمرو، لتشهد المدينة بذلك مقتل 3 من أبنائها بجريمتيّ قتل بالرَّصاص، في أقل من 24 ساعة.

ويشهد الداخل الفلسطيني المحتل تفشيًّا كبيرًا لجرائم القتل والعنف، في وقتٍ تدعم فيه أجهزة الاحتلال الأمنية عصابات الإجرام، وتُشكِّل لهم الغطاء لارتكاب المزيد من الجرائم الدمويَّة.

نكبة جديدة 

وبالتركيز على سياسة الاحتلال هدم منازل المواطنين الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني المحتلّ، قال عضو المكتب السياسي بحركة "أبناء البلد" إنَّ "هذه السياسية ترمي إلى فرض نكبة تهجير جديدة على شعبنا"، مشيرًا إلى أنَّ الاحتلال "ينتظر اللحظة التاريخيَّة واستثمار الظروف الدوليَّة لجهة استكمال مسلسل تهجير ما تبقَّى من فلسطينيِّي الداخل". 

 

وأردف: "الفلسطينيون بالداخل المحتل لا يملكون من مساحة فلسطين التاريخيَّة إلَّا نحو 2%، ولا سيَّما على وقع تصعيد الاحتلال من سياسات هدم المنازل والمنع من البناء والتَّشديد من إجراءاته التضييقيَّة عليهم، واتخَّاذ كل ما من شأنه خلق بيئة طاردة للفلسطينيين".

 

وشدَّد الخطيب، على "ضرورة انخراط المجتمع الفلسطيني بالداخل المحتل في نضال حقيقيّ يرقى إلى مستوى زخم القضيَّة الفلسطينيَّة، ويكلِّف الاحتلال ثمنًّا باهظًا"، مقلِّلًا في الوقت ذاته من جدوى ما وصفها بـ "الضرائب الكلاميَّة"، في إشارة منه إلى الوقفات الميدانيَّة الاحتجاجيَّة المندِّدة بجرائم الاحتلال وإجراءاته العدوانيَّة.  

 

وعن دور الأعضاء العرب بـ "كنيست" الاحتلال إزاء حرب "الإبادة والتهجير" التي يتعرَّض لها الداخل الفلسطيني المحتل، لفت إلى أنَّه "لا دور يُذكر لهؤلاء منذ أكثر من 70 سنة، وهم عبارة عن أدوات لتجميل صورة "إسرائيل" المشوَّهة، وتمرير قوانينها الهادفة لتحقيق كل أهدافها كقوة احتلال"، وفق وصفه.  

 

وأضاف: "النُّوَّاب العرب في الكنيست عبارة عن مشروع استيطاني، إذ لم يستطع أيًّا منهم إعادة شبر واحد من أرض فلسطين التاريخية المحتلة؛ ومن هؤلاء مَن باعوا طموحات شعبهم الفلسطيني بتحرير أرضهم من الاحتلال وحقّ الشعب في تقرير مصيره، مقابل حفنة من المكاسب الشخصية والحزبيَّة".

 

ونوَّه عضو المكتب السياسي بحركة "أبناء البلد" إلى أنَّ "الانْفجار هو سيِّد الموقف لدى أبناء شعبنا الفلسطيني بالداخل المحتلّ، والحتميَّة التاريخيَّة تقول إنَّ أيَّة قوّة قائمة بالاحتلال والعدوان هي حتمًا إلى زوال".

 

ويُواجه حوالي 500 ألف مواطن فلسطيني في الداخل الفلسطيني المحتل قرارات بالمنع من البناء، إضافة إلى 100 ألف مواطن صدر بحقهم قرارات هدم وإخلاء لمنازلهم، ضمن مخطط متكامل لاستكمال تهجير فلسطينيي الداخل البالغ عددهم نحو مليون و700 ألف نسمة.

 

وتشهد مدن وبلدات وقرى الداخل المحتل تظاهرات، خصوصًا الطيبة والطيرة قلنسوة والنَّقب؛ تنديدًا سياسة الاحتلال التهجيريَّة بحقهم، ورفضًا للارتفاع المطَّرد في حصيلة جرائم القتل والعنف، وضد تواطؤ كيان الاحتلال وأجهزته الأ

منية في كبح جماحها. 

التعليقات : 0

إضافة تعليق