غزة –جنين/ معتز شاهين:
أكد مختصان بالشأن السياسي الفلسطيني، أن العملية العسكرية التي بدأها جيش الاحتلال ضد مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية المحتلة فجر الاثنين لن تحقق أهدافها في وأد المقاومة في الضفة، مشددين على أنها تأتي في سياق الاستعراض الفاشل للقوة أمام الضربات والعمليات النوعية للمقاومة.
وتوقع المختصان في أحاديث منفصلة مع "الاستقلال" الاثنين، أن لا تمتد العملية الحالية في جنين على غرار عملية "السور الواقي" عام 2002، وأن لا تتجاوز أكثر من 48 ساعة، لكون الاحتلال لا يريد أن يقع بين صفوفه خسائر كبيرة في هذا المكان الصغير الذي جاء اليه ليستعيد صورته المهزومة على يد المقاومين، وفي الوقت ذاته لا يستبعدان أن تتسع العملية وتتدحرج إلى عملية أوسع وأكبر تستمر لأيام.
وبدأ جيش الاحتلال فجر الاثنين، عملية عسكرية ضد مدينة "جنين" ومخيمها شمال الضفة الغربية المحتلة، استخدم خلالها الطائرات المروحية في قصف أهدافاً مدنية، وحشد عشرات الاليات العسكرية، وأكثر من 1200 جندي، في محاولة لوأد فتيل المقاومة المشتعلة في الضفة منذ عدة سنوات.
واستشهد منذ بدأ العدوان عدداً من المواطنين، وما زالت الحصيلة في تزايد، بفعل استمرار العدوان على مدينة جنين ومخيمها، في حين ارتقى عدد من الشهداء جراء المواجهات التي اندلعت في مناطق أخرى بالضفة المحتلة احتجاجاً ومساندة لأهالي جنين في تصديهم لعدوان الاحتلال.
وأكدت فصائل فلسطينية وعلى رأسها حركة الجهاد الإسلامي، في بيانات وصلت "الاستقلال"، أن جيش الاحتلال لن يحقق أهدافه في مخيم جنين، مشددةً أن المقاومة ستواجه الاحتلال وستدافع عن الشعب الفلسطيني.
بدوره، قال الناطق الرسمي باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب: "إذا لم يتوقف العدوان الإسرائيلي على جنين فإنه سيكون أمام المقاومة الفلسطينية ما ستفعله خلال الوقت القصير".
وشدد شهاب لـ"الاستقلال" على أن "إسرائيل" تحاول تنفيذ مخطط حكومة "نتنياهو" بضم الضفة الغربية، وتستهدف اليوم مخيم "جنين" باعتباره عنوان للحالة الكفاحية في المنطقة، مؤكداً أن هذه الاهداف لن ينجح الاحتلال بتحقيقها.
إرضاء المتطرفين
من جانبه، الكاتب والمحلل السياسي من جنين عدنان الصباح، أكد أن قصف جيش الاحتلال أهداف عدة في مخيم جنين وحشد عشرات الاليات العسكرية، ومشاركة أكثر من 1200 جندي في العملية العسكرية الواسعة في جنين، لن يحقق أهدافه، ويأتي في سياق الاستعراض لاستعادة صورة جيشهم الذي تلقت ضربات موجعة أمام المقاومة في جنين.
وقال الصباح لـ"الاستقلال": "إن الاحتلال يريد أن يوقع خسائر في صفوف المقاومة والحاضنة الشعبية لهم، ولجؤه لإطلاق النار العشوائي واستخدام الطائرات والآليات في قصف أهداف داخل هذه البقعة الصغيرة المكتظة بالمدنيين لا يعتبر عملا عسكريا، بل يكشف عجز الاحتلال على فعل شيء ملموس".
وأضاف، أن المعارك مستمرة ومتواصلة منذ عامين في مخيم جنين بين جيش الاحتلال وكتائب المقاومة، والأخيرة تحقق في كل مرة إنجازاً على الاحتلال، لافتاً إلى أن حكومة "نتنياهو" اليوم تسعى إلى تغيير هذه المعادلة.
وذكر الصباح، أن توالي ارتقاء الشهداء، والكم الكبير من الإصابات نتيجة محاولة الاحتلال صناعة نهر من الدماء بهدف إرضاء المتطرفين في حكومة "نتنياهو"، وللرد على الأصوات الناقضة للحكومة وللمؤسسة الأمنية، والتي تعالت كثيرا وهي تتحدث عن ضعف هذا الجيش وعدم قدرته على إيقاع أضرار في المقاومة.
وأشار، إلى أن الاحتلال يستخدم ذات الوسائل التي استخدمها إبان اجتياحه جنين عام 2002 في معركة "السور الواقي" الذي قتل خلالها 33 جندي "إسرائيلي"، لافتاً إلى أن المقاومة اليوم تطورت عسكريا وامتلكت من العتاد لم يكن متاح لها عام 2002 وهذا الأمر سيغير المعادلة.
وتوقع الصباح، أن لا تمتد العملية الحالية على غرار عملية "السور الواقي" عام 2002، مرجحاً بأن لا تتجاوز المعركة أكثر من 48 ساعة، نتيجة أن الاحتلال لا يريد أن يقع في صفوفه خسائر كبيرة في هذا المكان الصغير ليستعيد صورته المهزومة على يد المقاومين.
وأضاف: "لا أحد يمكنه أن يحدد سير هذه المعركة، الاحتلال فتح الباب ولكن يبقى السؤال هل يستطيع الخروج بهذه السهولة".
تحييد جبهات
واتفق الكاتب والمحلل السياسي د. هاني العقاد، مع سابقه في أن العملية العسكرية في جنين لن تتجاوز الـ 48 ساعة، ومن ثم يتجه الاحتلال لتقييم الموقف، إذا كان حقق أي من أهدافه.
وقال العقاد لـ "الاستقلال" الاثنين، "إن الاحتلال يريد أن يستفرد بجنين وحدها ولا يريد أن تدخل جبهات أخرى على خط المواجهة، كجبهة غزة، وجبهة سوريا التي أرسلت رسالة أول أمس عبر صاروخ طويل الأمد سقط في "رهط" ".
وأضاف، أن العملية العسكرية حتى اللحظة طبيعتها قائمة على التخريب، وتدمير مداخل ومخارج مخيم "جنين"، وتدمير ممتلكات المواطنين، والطرقات عامة، وتنفيذ حملة اعتقالات واسعة وإجراء تحقيقات للوصول إلى مناطق تصنيع الصواريخ والعبوات الناسفة.
ولفت العقاد، بأن لا توجد ضمانات بأن لا تتسع العملية، بمعنى أن الأوضاع قد تتدحرج إلى عملية أوسع وأكبر تستمر لأيام.
وطالب المحلل السياسي بضرورة الوقوف بجوار مدينة جنين وعدم تركها وحدها، لان الاستفراد بجنين يعني ذلك الاستفراد في القدس، وبذلك ستكون الأمور سهلة أمام المتطرف "ايتمار بن غفير" بتقسيم المسجد الأقصى، لافتا إلى أن ترك "جنين" تقاتل وحدها، يكرس الاحتلال بذلك معادلة تحييد الجبهات، وهذا أخطر معادلة يحققها.
التعليقات : 0