الضفة المحتلة – غزة/ قاسم الأغا:
أجمع مُحلَّلان سياسيان فلسطينيان على أنَّ العملية الفدائية المزدوجة بـ "تل أبيب"، أفقدت كيان الاحتلال "الإسرائيلي" انتصاره المزعوم على شعبنا الفلسطيني ومقاومته، من خلال حربه العدوانية الأوسع والمتواصلة لليوم الثالث على جنين، شمال الضفَّة الفلسطينية المحتلَّة.
واتَّفق المحلِّلان السياسيان على أنَّ العمليَّة البطوليَّة المزدوجة تكسب أهمية من ناحية توقيتها وموقع تنفيذها، فضلًا عن أَّنها دليل جديد على استمراريَّة المقاومة واتِّساعها، وفشل أهداف الاحتلال بوقفها أو الحدِّ منها.
وأصيب 8 مستوطنين، منهم 3 بحالة الخطر، ظهر أمس الثلاثاء، في عملية فدائية مزدوجة، وقعت شماليَّ "تل أبيب" وسط كيان الاحتلال.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال إنَّ فلسطينيًّا (استُشهد لاحقًا) من الخليل استقلَّ مركبة ودعس عددًا من المستوطنين بشارع "رامات هخيال" شماليّ "تل أبيب"، وبعدها نزل من المركبة وباشر بطعن مُستوطنين آخرِين.
ومُنفِّذ العملية هو الشّهيِد عبد الوهاب عيسى حسين خلايلة (20 عامًا) من بلدة "السموع" في الخليل، جنوب الضفة المحتلَّة.
ثأر لجنين
الكاتب والمحلل السياسي د. قسَّام الزعانين رأى أنَّ العملية البطوليَّة المزدوجة (دعس وطعن) في "تل أبيب" تأتي ثأرًا وانتقامًا لجنين المحتلة، التي تتعرَّض لمجزرة كبيرة من الاحتلال "الإسرائيلي".
ورأى الزَّعانين في مقابلة مع صحيفة "الاستقلال" أمس الثلاثاء، أنَّ العملية البطولية ستدفع المستويات كافَّة في كيان الاحتلال على مراجعة حسابته بشأن عدوانه الهمجي على جنين؛ ما يعني إلحاق هزيمة جديدة لرئيس حكومة الكيان "بنيامين نتنياهو" ومتطرِّفي حكومته الأكثر فاشيَّة وإرهابًا.
وقال: "عملية (تل أبيب) ستساهم كثيرًا في إعادة الاحتلال لحساباته حول عمليته العسكريَّة بجنين، ولا سيَّما حال تكرَّرت العمليَّات الفدائيَّة خلال الساعات القادمة في مناطق أخرى بالكيان".
وتابع: "العمليَّة المزدوجة ستزيد من الضغوطات الداخليَّة على حكومة نتنياهو حول جدوى الحرب المتواصلة على جِنين، ما دامت العمليَّات البطوليَّة من إطلاق النَّار، والدَّعس والطَّعن متواصلة".
ولفت إلى أنَّ عمليَّة "تل أبيب" تدلِّل مجدَّدًا فشل محاولات الاحتلال القضاء على المقاومة، وهي إشارة إلى أنَّ "الخطر على الكيان لا يأتي فقط من جِنين وشمال الضفَّة، بل من ساحات فلسطين المحتلَّة كافَّة".
بالتوازي مع ذلك؛ فإن العمليَّة في "تل أبيب" ستعطي، وفق الكاتب والمحلِّل السياسيّ، دفعة معنويَّة للمقاتلين في جنين، وكل الأرض الفلسطينيَّة المحتلَّة، موضحًا أنَّها "فرصة كبيرة للانْقضاض على الكيان من جبهات أخرى ليشعر بأن الخطر بدأ يلتف حول عنقه".
الاحتلال يفشل
من جهته، وَصَفَ الكاتب والمحلِّل السياسي ياسر الخواجا توقيت ومكان تنفيذ عملية "تل أبيب" المزدوجة بـ "المهمّ والمناسب للغاية".
وقال الخواجا في مقابلة مع صحيفة "الاستقلال": "العملية تأتي لتثبت لكيان الاحتلال بأنَّ المقاومة قادرة على ضربه وإيلامه وتكبيده الخسائر بشتَّى الوسائل في العمق وكل مكان، وأنَّ عمليته الإرهابيَّة في جنين لن توقف العمل الفدائي، ولن توفِّر للكيان وقُطعان مستوطنيه الأمن والاستقرار".
ونبَّه إلى أنَّ "عمليَّة (تل أبيب) المزدوجة تؤكِّد فشل كل تَّدابير الاحتلال واحتياطاته الأمنيَّة المُتَّخذة، خصوصًا منذ بدء عمليته العدوانيَّة بجِنين؛ تحسبًا وتوقعًا للمزيد من العمليات الفدائيَّة".
وأشار إلى أنَّ "هذه العملية تفضح التصريحات والأكاذيب والبروباغندا الإعلامية التي تحاول مستويات الاحتلال العسكرية والأمنيَّة ترويجها حول نجاح العدوان العسكري في جنين، من ناحية كسر أمواج المقاومة الممتدة بكل الضفَّة المحتلة".
ولليوم الثالث على التوالي، يواصل جيش الاحتلال معزّزًا بـ 1200 جندي من الوحدات المختلفة ومئات الآليات العسكريَّة عدوانه العسكري الشامل على جنين ومخيَّمها.
وأسفر العدوان، حتى إعداد التقرير، عن ارتقاء 11 شهيدًا وإصابة نحو 120 مواطنًا، منهم 22 في حالة "الخطر"، بحسب وزارة الصحَّة الفلسطينية.
التعليقات : 0