تحليل: قرارات السلطة عقب العملية العسكرية في جنين "فارغة المضمون" 

تحليل: قرارات السلطة عقب العملية العسكرية في جنين
تقارير وحوارات

الاستقلال/ (خاص):

أكد محللون سياسيون، أن مخرجات الاجتماع الطارئ الذي عقدته السلطة الفلسطينية في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، لبحث العدوان "الإسرائيلي" على مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية المحتلة، بلا قيمة، ولن تحقق أي نتائج على أرض الواقع، لكونها جاءت بعد 18 ساعة من بداية العدوان.

 

وشدد المحللون في أحاديث منفصلة مع "الاستقلال"، أمس الثلاثاء، أن السلطة الفلسطينية بمواقفها التقليدية المتكررة، لا تزال تمارس الخداع على الشعب الفلسطيني، وتتدعي أنها تمارس عملا وطنياً ضد الاحتلال "الإسرائيلي".

 

وكانت السلطة اتخذت عدة إجراءات خلال اجتماع طارئ لها، مساء الإثنين، ردا على عدوان الاحتلال ضد جنين، منها وقف "التنسيق الأمني"، ودعوة الأمناء العامين للفصائل لاجتماع طارئ، ورفع قضايا على دولة الاحتلال لما ارتكبته من جرائم، وتقنين العلاقة مع الإدارة الأميركية، والتوجه لمجلس الأمن الدولي لتنفيذ القرار 2334.

 

خلافا لما سبق، ذكرت وسائل إعلام عبرية أن التنسيق الأمني بين الاحتلال الإسرائيلي والسلطة بالضفة الغربية مستمر.

 

ونقلت وسائل الإعلام العبرية عن جيش الاحتلال أنه "خلافا لما جاء في بيان القيادة الفلسطينية فإن التنسيق الأمني مع السلطة مستمر".

 

وجاء العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها بشمالي الضفة الغربية المحتلة، وسط استمرار "الصمت والتقاعس الدوليين" إزاء انتهاكات الاحتلال، حيث أسفر العدوان الإسرائيلي على جنين، وفق آخر إحصائية من وزارة الصحة، عن استشهاد 12 مواطناً وإصابة نحو 100 آخرين، بينهم 20 بحال الخطر.

فارغ المضمون 

بدوره، الكاتب والمحلل السياسي عزام أبو العدس، أكد أن عقد السلطة الفلسطينية اجتماعاً طارئاً في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، لبحث العدوان "الإسرائيلي" المتواصل على مدينة جنين ومخيمها، كارثي وهزيل، وفارغ من المضمون، لكونه جاء بعد 18 ساعة من بداية العدوان. 

وقال أبو العدس لـ"الاستقلال" الثلاثاء، إن موقف السلطة المتمثل بوقف "التنسيق الأمني" ورفع قضايا ضد الاحتلال، قديم جديد لا يحمل بمضمونه جديداً، وأتاح الفرصة أمام الاحتلال للاستفراد بجنين خلال الساعات الماضية".

 

وأضاف: " قرارات ومواقف السلطة هزيلة وهي فقط للاستهلاك الإعلامي، حيث أصبحت غير مقبولة شعبيا لكونها أعلنت مرات عديدة وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال ومن ثم تقوم باستئناف الاتصالات معه خلال وقت قصير ".

 

وشدد أبو العدس، على أن السلطة ترى في العلاقة مع الاحتلال استراتيجية، ما يؤكد ذلك قيامها أول أمس الاثنين، باعتقال مقاومين من "كتيبة جبع" أثناء توجههما إلى مخيم جنين للاشتباك مع الاحتلال، ومن ثم نقلتهما إلى سجن اريحا.

مواقف تقليدية متكررة

من جهته الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، يرى، أن السلطة الفلسطينية بمواقفها التقليدية المتكررة، ما تزال تمارس الخداع على الشعب الفلسطيني، وتدعي بأنها تمارس عملا وطنيا ضد الاحتلال "الإسرائيلي".

 

وأكد الصواف لـ "الاستقلال"، الثلاثاء، أن كل دعوات السلطة التي خرجت خلال الاجتماع الطارئ الذي عقدته برئاسة رئيس السلطة محمود عباس، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، لبحث العدوان "الإسرائيلي" ضد جنين، لا قيمة لها ولن تحقق أي نتائج على أرض الواقع.

 

وقال: "انسحاب قوات الامن التابعة للسلطة الفلسطينية فور بدء عدوان الاحتلال على مدينة جنين، يؤكد أن التنسيق الأمني الذي زعمت السلطة وقفه قائم ولم ينقطع، وهذا دليل واضح على تخاذلها وتعاونها مع الاحتلال".

 

واعتبر الصواف، الدعوة الى عقد اجتماع طارئ للأمناء العامين للقوى والفصائل الفلسطينية، دعوة كاذبة لكون أن الرئيس عباس يعلم بانه لا جديد لديه لكي يقدمه.

 

وشدد، أن هناك خطوات يجب على السلطة اتخاذها بشكل فعلي لمواجهة الاحتلال، من خلال اصدار الاوامر لقوات الامن بالتصدي لقوات الاحتلال والدفاع عن شعبها.

 

وحول المواقف السلبية للمجتمع الدولي واصطفافه إلى جانب الاحتلال، أكد الصواف، أن المجتمع الدولي لا يمكن أن ينصر الشعب الفلسطيني ومواقفة معروفة مسبقاً، وفي أغلب الأحيان تصدر بشكل بيانات استنكار، ولكن هي على أرض الواقع تدعم الاحتلال. أوضح، أن المجتمع الدولي ما يزال متواطئا مع الاحتلال ولن يقدم للفلسطينيين شيئاً، إلا إذا امتلك القوة التي تُجبره على الخضوع لإرادة الشعب الفلسطيني.

التعليقات : 0

إضافة تعليق