نقلة نوعية في العمل المقاوم

خبير عسكري لـ"الاستقلال": المقاومة في جنين نجحت في استنزاف جيش الاحتلال وأفشلت أهدافه

خبير عسكري لـ
تقارير وحوارات

الاستقلال/ سماح المبحوح

أكد الخبير العسكري واصف عريقات، على فشل الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق أهداف عدوانه على مخيم جنين أمام إرادة وصمود المقاومة، موضحاً أنه فشل في السيطرة الكاملة على مخيم جنين ولم يستطع الوصول إلى وسط المخيم، في ظل المعركة الضارية التي خاضتها "كتائب جنين" والمقاومين في المخيم.

 

وأوضح عريقات في حديثه لـ "الاستقلال": أن المقاومين في جنين نجحوا في استنزاف قوة قوات الاحتلال، مشيراً إلى أن الترسانة العسكرية التي استخدمها جيش الاحتلال في المخيم، تستخدم في مواجهة جيش لا يقل تعداده عن 5 الاف عسكري، وجبهة عرضها يصل 20 كيلو متر، وليس مخيما يقوم فوق نصف كيلو متر مربع يقطنه مدنيون عزل، وفيه مقاتلين يتسلحون ببنادق واسلحة متواضعة".

 

واضاف عريقات "على الرغم من استخدام الاحتلال حوالي 40% من قدرات جيشه في اجتياح مخيم جنين، إلا أن ارادة المقاومين وشجاعتهم وصمودهم قلب المعادلة، وجعلهم ينتصرون على جيشه الذي يتشدق بمواجهة الجيوش العربية والانتصار عليها خلال اسبوع."

 

وشدد على أن جيش الاحتلال فشل فشلا ذريعا، حيث لم يتمكن جنوده من اقتحام المخيم الا بعد قصف الطيران.

 

وأكدت كتيبة جنين-سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي أنها تمكنت من تنفيذ العديد من الضربات والعمليات الهجومية والكمائن وتفجير العبوات، خلال معركة "بأس جنين" التي تصدت خلالها لعدوان اسرائيلي استمر على مدار يومين في جنين.

 

وأوضحت الكتيبة في بيان أمس الأربعاء، أنها افتتحت المعركة بكمين مسجد الأنصار الذي نفذه مجاهدوها في الوحدة الخاصة على محور الدمج.

 

وأشارت إلى أن مجاهدوها استطاعوا خلال المعركة تفجيرَ عدد كبير من العبوات الناسفة في آليات الاحتلال وإعطاب العشرات من الآليات، وإلحاق أضرار جسيمة بعدد آخر منها، كما أدخلت وحدة الهندسة عبوات جديدة للخدمة منها عبوة "طارق 1" تيمنا بالشهيد طارق الدمج.

 

وانسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مدينة جنين شمال الضفة العربية بعد عدوان بري وجوي استمر 44 ساعة متواصلة، أسفر عن سقوط 12 شهيدا، وإصابة أكثر من 100 جريح بينهم 22 مصاب بجروح خطيرة.

 

وأطلق جيش الاحتلال على العدوان اسم "الحديقة والمنزل" والذي شمل دخول آليات عسكرية وقوات جوية وبرية وسايبر إلى المدينة والمخيم.

 

ووصف مواطنون العدوان أنه الأعنف منذ العام 2002 الذي ارتكب الاحتلال خلاله مجزرة داخل المخيم.

 

وأشار عريقات، إلى الوحدات العسكرية التي شاركت في اجتياح المخيم وهي: وحدة ايجوز، ولواء جولاني، ووحدة عوكس، ووحدة الكلاب المدربة والمزودة بالكاميرات، ووحدة قلان، ووحدة يعلوم الهندسية، ولواء النحال، ووحدة ذو الذبان، ووحدة وحدة المستعربين، إضافة إلى سلاح الجو و150 الية، فضلا عن 3 كتائب دبابات كانت على أهبة الاستعداد على أطراف المخيم، فضلا عن احاطة المستوطنات المطلة على المخيم بمئات الجنود تحسبا من تنفيذ عمليات.

 

وجدد تأكيده بأن استخدام الطيران (الذي يكلف مليارات الدولارات بدعم من الولايات المتحدة) في تدمير منازل المواطنين المدنيين، يعد أمرا معيبا لجيش الاحتلال خاصة وأنهم يتحدثون عن وجود قيود لاستخدام تلك الطائرات حسب القانون الدولي وحقوق الانسان.

 

وأوضح أن هيبة جيش الاحتلال كسرت أمام المقاومين في مخيم جنين، وعليه لا يوجد أي انجاز عسكري يستطيع تقديمه لحكومته ومستوطنيها، أو ما تسمى الجبهة الداخلية، مشيرا إلى محاولته تضليل شعبه والعالم بإنجازات لم تحدث.

 

ورأى أن استمرار العدوان على جنين لقرابة 44 ساعة متواصلة على عكس ما خططت له المؤسسة الأمنية العسكرية الإسرائيلية، بأن تقوم بتنفيذ عدوان لمدة لا تزيد عن 24 ساعة، جاء نتيجة الدفاع المستميت من المقاومين، حتى الرمق الأخير ويعد نقلة نوعية في العمل المقاوم.

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق