الاستقلال/ خاص:
أكد الخبير العسكري السوري اللواء محمد عباس، أن معركة "بأس جنين" التي خاضتها المقاومة الفلسطينية في مدينة جنين وعلى رأسها سرايا القدس- كتيبة جنين قبل أيام، أثبتت مدى خبرة ودراية رجال المقاومة على تلبية احتياجاتهم وتسخير الأرض لمتطلباتهم التكتيكية والعسكرية.
وقال عباس في حديث لـ"الاستقلال" الخميس: "هذه الوحدات استطاعت صناعة متغيرًا عسكريًا استراتيجيًا على مستوى إجراءات الصراع مع العدو في الضفة الغربية، والإمساك بخيوط الحلول والقدرة على التجهيز والإعداد، واستخدام الوسائط القتالية بالقدرات المتوفرة والبدائية ذات التأثير".
وذكر أن العبوات الناسفة استطاعت أن تصنع متغيرات استراتيجية، بالإضافة إلى التكتيكات القتالية التي مكّنت المقاتلين من العمل على جر جيش الاحتلال لمناطق القتل والكمائن القاتلة.
وأضاف عباس "الإسرائيلي كشف نفسه بالعدوان على جنين، فالجندي الإسرائيلي ظهر ضعيفًا وكانت ردة فعله دائمًا الاستنجاد بالطائرات والحوامات، وعدم قدرته على القتال والمواجهة المباشرة، وهذه ميزة لرجال المقاومة أنهم مستعدون للالتحام مع العدو".
تكتيكات ناجحة
وبحسب ما يشير الخبير عباس، فإن الشباب المقاوم في "كتيبة جنين" استطاعوا قراءة الأرض ودراستها بشكل صحيح، وتوزيع القوى والوسائط بشكل سليم، مع الاستفادة من الأبنية والجدران وتحديد الأماكن المتوقعة لتحرك العدو.
وتابع عباس: "الخطط العسكرية على المستوى التكتيكي ناجحة، واستطاعت أن تكبد العدو الإسرائيلي خسائر فادحة، والجندي الإسرائيلي أصبح لا يستطيع إظهار نفسه، وإنما يختفي وراء الجدر وخلف الدروع التي يحاول الاحتماء بها".
وأشار إلى أن أهم ما يميز التكتيكات المستخدمة خلال المعركة، استخدام الأرض بشكل سليم، وتوزيع العبوات في الأماكن المناسبة، التي يمكن أن يمر من خلالها الجيش، وبالتالي إسقاط أكبر عدد من الخسائر في مركباته وعرباته العسكرية المختلفة.
ولفت إلى أن التكتيكات العسكرية لرجال سرايا القدس - كتيبة جنين من خلال عناصر التمويه والمفاجأة، استطاعت أن تحقق لهم تأثيرًا فعالًا، وتكشف كيف أن الإسرائيلي أصبحت إمكاناته ضعيفة، ويصعب استخدامها بالشكل المعتاد أو الأمثل.
إنجازات من سراب للعدو
وحول ما يروج له الجيش الإسرائيلي وحكومة نتنياهو من تحقيق إنجازات في جنين فقال عباس: "من وجهة النظر الإسرائيلي فهو يروج أنه حقق إنجازًا وأنه نفذ مهمته خلال يومين واستطاع أن يدمر الكثير من البيوت، هذا أمر طبيعي".
وبيَّن أن الإسرائيلي يسجل انتصاراته بقتل المدنيين وايقاع أكبر كمية من الخسائر في ممتلكات المواطنين، مستدركًا "الإنجاز الأكبر لرجال المقاومة هو تعزيز ثقة الشارع بهم، وبنهجهم وفكرهم وقدرتهم والإيمان بأن العدو لن يخرج أو يندحر بالكلمات المعسولة، وإنما بالفعل المقاوم".
وأكمل عباس حديثه "العامل المعنوي لدى رجال المقاومة بات واضحًا والاحتضان الجماهيري والشعبي والإنساني لرجال المقاومة هو الذي يعزز من صمود هذا المخيم وللضفة بشكل عام".
رافعة حيوية لقدرة محور المقاومة
وعدّ الخبير السوري كل إنجاز يمكن أن يحقق ويكون رافعة للروح المعنوية لإرادة المقاومة في سبيل كسر "الإسرائيلي" وإرباك قيادته هو إنجاز لمحور المقاومة في سياق تعرية الإسرائيلي.
وأردف عباس "رجال المقاومة الآن يصنعون صفحة جديدة تضاف إلى (وحدة الساحات) ومآثر (ثأر الأحرار) و(سيف القدس)، وانتصارات 2006 في جنوب لبنان، وتتراكم مع قدرة سوريا على هزيمة الإرهاب الأمريكي الذي تعرضت له، بالإضافة لانتصارات اليمن".
وبحسب ما يؤكد فإن كل خطوة إيجابية بالاتجاه الصحيح تمنح المقاومة رافعة حيوية يمكن أن تجسد سلوك المقاومة وأن تعزز من إرادتها، مضيفًا "وحدة الساحات تفرض اليوم وجود جبهة مقاومة في مواجهة جبهة الاستكبار العالمي بقيادة الولايات المتحدة وربيبتها في المنطقة "إسرائيل".
ومضى عباس يقول "نحن نؤكد أن وحدة الساحات مصير مشترك، وإرادة مشتركة وواحدة ضد العدو الإسرائيلي".
التعليقات : 0