التَّعاون بين محور المقاومة بات "حقيقيًّا ووثيقًا"

خبير عسكري لبناني لـ "الاستقلال": حروب "إسرائيل" "التقليديَّة" أسقطتها معركة "بأس جنين"

خبير عسكري لبناني لـ
تقارير وحوارات

سنشهد المزيد من اعتداءات الاحتلال ووحدة المقاتلين "الضمان" لصدِّها

بيروت – غزَّة/ قاسم الأغا:

أكَّد الخَبير العسكري اللُّبناني سمير الحَسن، أنَّ انتصار المقاومة في معركة "بأس جنين" التي شهدتها المدينة ومخيّمها قبل أيام عدَّة، دليل دامغ على تراجع ما تُسمّى "قوَّة الردع" لدى الاحتلال "الإسرائيلي".

 

وقال الحسن خلال مقابلة مع صحيفة "الاستقلال" السبت، إنَّ "الانتصار البطولي الذي حققه المقاتلون في جنين يؤكِّد أنَّ التراكم النضاليّ بأشكاله المختلفة بات واضحًا، وأنَّهم استطاعوا تكريس معادلات جديدة"، مشدِّدًا على أنَّ محاولات الاحتلال إسقاط المخيَّم منذ عام 2002 سقطت أمام هذا الجيل الجديد من المقاومة".

 

وأضاف: "انتصار جنين ليس مستغربًا، إنَّما كان متوقَّعًا، خصوصًا وأنَّ المقاتلين الأبطال من المدينة ومخيَّمها استطاعوا أنْ يقارعوا العدو "الإسرائيلي" ويستهدفوه في أكثر من منطقة بالضفة المحتلَّة، بالإضافة إلى أنَّ جنين تحوَّلت إلى قلعة وحصن للمقاومة".

 

وتابع: "كان متوقَّعًا لهؤلاء المقاتلين أن يؤدُّوا دورًا بطوليًّا ومحوريًّا في معركة جنين؛ للتأكيد على أنَّ مواجهة العدو "الإسرائيلي" قائمة وعلى امتداد جغرافيا فلسطين التاريخيَّة المحتلَّة"، لافتاً إلى أنَّ المقاومة في جنين ومن قبلها في غزة، أسقطت سياسة الحروب التوسّعيَّة والاستباقية والضربات الخاطفة التي كانت تعتمدها "إسرائيل" في مواجهة أعدائها.

 

وأشار إلى أنَّ الوحدة الميدانية، كانت أبرز ما جسَّدته وحقّقته معركة "بأس جنين"، مؤكِّدًا أنَّ "هذه المعركة جسَّدت بشكل عمليّ معادلة وحدة الساحات، وأنَّ هذه المعادلة ليست شعارًا، بل ترجمة عمليَّة على أرض الميدان".

 

وقال: "كل محاولات الاحتلال "الإسرائيلي" الرامية لإسقاط مخيَّم جنين؛ أجهضتها وحدة الصف في الميدان بين المقاتلين، فضلًا عن حالة الالتفاف الشعبي الواسع حول نهج المقاومة، والتمسّك به دون غيره لمقارعة العدوّ".

تعاون وثيق بين قوى المقاومة

وعن سؤال حول نتائج معركة "بأسْ جنين" على الجبهات المشتبكة خارج جغرافيا فلسطين المحتلَّة، وإمكانيَّة أن تفضي إلى تراجع الاحتلال "الإسرائيلي" في شنِّ حرب على إيران أو لبنان؛ أجاب الخبير العسكري اللبناني: "العدو "الإسرائيلي" لم يعدْ قادرًا على خوض حروب بالمعنى التَّقليدي، هو يحاول القيام بعمليات جزئيَّة هنا وهناك، ولاسيَّما أمام التعاون الوثيق والحقيقي بين قُوى محور المقاومة، الذي تكرَّس خلال معارك: سيف القُدس، ووَحْدة السَّاحات، وثأر الأحرار وبأس جنين".

 

وأردف: "لذلك، باعْتقادي أنَّ العدوّ "الإسرائيلي" يحاول في كل مرة تحقيق انتصار معنوي؛ بيد أنَّ وَحْدة الموقف السياسي والعسكري والإعلامي في ميادين المواجهة؛ تفشل تلك المحاولات"، لافتًا إلى "أهميَّة الحفاظ على هذه الوحدة؛ كونها تُعزِّز الصمود الشعبي، وتعزّز من حماية المقاتِلين في كل جغرافيا فلسطين المحتلَّة".

 

وبشأن مستقبل الأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلَّة، ولا سيَّما على وقع حروب الإبادة والاستيطان والتهويد التي يشنّها الاحتلال على شعبنا الفلسطيني؛ رجَّح الخبير "الحسن" أنْ "تشهد المرحلة القادمة مواجهات على أكثر من ساحة فلسطينيَّة، بما فيها الداخل الفلسطيني المحتل منذ 1948، إضافة إلى الضفَّة المحتلَّة"، وقال: "العامل الأساس والجامع الذي يوفِّر عوامل ومستلزمات الصمود على كل المستويات هي الوَحدة بكل أشكالها".  

 

وذَكَرَ أن "المواجهة مع العدوّ "الإسرائيلي" لن تتوقَّف، وهي متعدِّدة الأشكال، وباعْتقادي أنَّه كلَّما توفَّرت له المناخات الأمريكية والدولية؛ سيرتكب المزيد من الاعتداءات والحماقات، لكن أرى أنَّ الضمان الوحيد للتصدي لعدو وإفشال مخططاته هو قوة المقاومة في كل فلسطين ووحدة المقاومين".

 

ولفت إلى دعم الإدارة الأمريكية للاحتلال "الإسرائيلي" وتواطؤ المجتمع الدولي مع سياساته وإجراءاته العدوانيَّة، قائلًا: "هذا الدعم والتواطؤ قديم جديد، لذا يجب عدم التعويل على مواقف هؤلاء، وأنْ تكون المراهنة فقط على صمود الشَّعب الفلسطيني ووَحْدة مقاومته".

خسائر فادحة

وفجر الأربعاء الماضي، انْسَحبت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" من جنين ومخيَّمها تحت النَّار، بعد فشلها في تنفيذ عدوان عسكري استمرَّ 48 ساعة، شارك فيه أكثر من 1200 جندي، و200 آلية عسكرية، وعشرات الطائرات، ليكون العدوان الأوسع منذ ما تعرف بـ "عملية السور الواقي" عام 2002.

 

وخلَّف العدوان الأخير على جنين 12 شهيدًا، وحوالي 140 جريحًا، وتدمير هائل طال البنى التحتيَّة ومئات منازل المواطنين.

 

وكانت "كتيبة جنين" في "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، التي قادت معركة الانتصار بجنين، قالت إنَّ مقاتليها نفّذوا ضربات هجومية وكمائن على محاور عدَّة، متحديةً الاحتلال الكشف عن خسائره في هذه المعركة التي أطلقت عليها "بأسْ جنين".

 

وأظهرت عديد مقاطع الفيديو التي وثقتها كتيبة جنين في سرايا القدس خلال المعركة (بأس جنين)، استهداف وتدمير عدد من آليات وجرافات الاحتلال العسكرية محققة إصابات مؤكدة في صفوف قوات الاحتلال الذي لم يعترف سوى بمقتل جنديّ من وحدة "إيغور" يُدعى "دافيد يهودا يتسحاق" (23 عامًا) وهو مستوطن في مستوطنة "بيت إيل" شمال رام الله، وسط الضفَّة الفلسطينيَّة المحتلَّة.

 

فيما أظهرت صور ومقاطع فيديو تم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي من قلب المعركة (بأس جنين) مروحيات لجيش الاحتلال لحظة إجلائها جثثاً لجنود بالجيش، وآخرين مصابين إلى مستشفيات الداخل الفلسطيني المحتل.

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق