غزة/ محمد أبو شريعة:

رجَّح الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني د. أمين حطيط، أن حديث الإعلام العبري عن فشل الوساطات في إقناع حزب الله لإزالة الخيام المقامة في مزارع شبعا على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، يهدف للتحضير لعملٍ ما قادم.

 

وكان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو غادر أمس الأحد جلسة الحكومة لدقائق، على وجه السرعة للحصول على تحديثات أمنية من سكرتيره العسكري.

 

وقالت مصادر إعلامية إن التحديث الأمني يتعلق بالحدود اللبنانية، ومن جانبه أبلغ نتنياهو الوزراء أن جهود الوسطاء فشلت بإقناع حزب الله بإزالة الخيام.

 

وقال حطيط لـ"الاستقلال": "إن نتنياهو من خلال إعلام وزرائه أن الوساطات قد فشلت، يريد إشعارهم بإمكانية اتخاذ قرار مستقبلي، للعمل بالقوة على الجبهة الشمالية، أو حتى يقول إنه يتابع الأمر عن كثب، أو إنه لم يتخلَّ عن الموضوع، خاصة وأن أوساط وإعلام حزب الله، تشير بشكل أو بآخر إلى فشل (إسرائيل) في إزالة الخيام التي أقيمت في مزارع شبعا".

 

وأوضح أن "إسرائيل" طلبت من العديد من الوساطات إزالة الخيام، غير أن حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان، رفضت الأمر، مضيفًا: "نتنياهو يريد أن يظهر أنه يتابع الموضوع، وأن الأمر لم ينتهِ بعد، وهذا يعني تحضير بيئة وتمهيدًا لعملٍ لاحق".

 

وأردف حطيط "عندما يكون الطرف المعني بأي شأن هو الطرف الإسرائيلي، تكون احتمالية التصعيد قائمة دائمًا، ولكن هذا يدفعنا لسؤال آخر وهو (هل أن "إسرائيل" جاهزة للدخول في حرب مع حزب الله؟)"، مجيبًا "ستحاول (إسرائيل) الاتكاء على عمل هنا أو هناك لتلافي عملية التصعيد".

 

احتمالات قائمة 

واستبعد أن تنزلق الأمور إلى الحرب، مستدركًا: "لكن هناك احتمالين لا بد أن يكونا مطروحَين، الأول هو صمت (إسرائيل) عن الموضوع، والادعاء أنها تعول على وساطة تتجدد من قبل (اليونيفيل)، حتى لا تظهر أنها في موقع الخاسر، والاحتمال الثاني يكمن في أن تعالج الأمر بالقوة، وتذهب بنفسها لإزالة الخيمتين، مع ما يلحق ذلك من مواجهة عسكرية".

 

وبشأن قرار "اليونيفيل" إخلاء الحدود اللبنانية خلال 48 ساعة، قال حطيط: "الأمر اعتدنا عليه من قبل قوات الطوارئ الدولية، تقوم به عندما يكون هناك احتمال مجابهة عسكرية، هذا الأمر فعلته عام 1982 مقدمة لإفساح المجال أمام الجيش الإسرائيلي للتقدم داخل الجنوب اللبناني".

 

واستدرك: "اليوم الأمر يختلف بعض الشيء عما كان سابقًا، وإقدام الأمم المتحدة على هذا الأمر، سيكون ردة فعل على فشلها في إقناع حزب الله بإخلاء الخيام لا أكثر"، مستبعدًا في الوقت ذاته قيام الاحتلال بأي تصعيد مع لبنان.

 

وحدة الساحات

وحول مشاركة محور المقاومة إذا ما اشتعلت مواجهة بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي، قال حطيط: "إن محور المقاومة التزم بنظرية وحدة الساحات، ولكن هذا لا يعني أنه في حال اشتعلت ساحة ستشتعل بشكل متزامن الساحات الأخرى".

 

وبيَّن أن المسألة خاضعة لموضوع التناسب والضرورة، مضيفًا: "إذا كان هناك ضرورة ما لاشتعال ساحة أو أكثر في حال اشتعال إحدى الساحات، فذلك سيحدث، أما إذا لم يكن هناك ضرورة، وكانت الساحة مكتفية بقدراتها ونفسها، وقادرة على المواجهة، فلن تشتعل بقية الساحات".

 

 وشدد الخبير العسكري اللبناني أن الأمر يتعلق بحجم التهديد الذي يشكله العدوان على هذه الساحة أو تلك، فإذا كان التهديد يفوق قدراتها فتشتعل ساحة للتخفيف عنها، وإذا كان ضمن قدراتها فلن تشتعل ساحة جديدة لاشتعال النار فيها".