غزة/ معتز شاهين:
توقع محللون ومراقبون سياسيون بالشأن الفلسطيني، فشل لقاء الأمناء العامين المرتقب في القاهرة أواخر الشهر الجاري، وذلك بسبب سلوك أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، والتي رَفعت من وتيرة الاعتقالات السياسية، ضد كوادر حركتي الجهاد الإسلامي و"حماس" والمقاومين والنشطاء بالضفة المحتلة.
وتلقت الفصائل الفلسطينية قبل أيام، دعوات من جمهورية مصر العربية؛ لحضور اجتماع للأمناء العامين للفصائل في العاصمة المصرية القاهرة، نهاية الشهر الجاري، وذلك في أعقاب تصعيد العدوان "الإسرائيلي" بالضفة المحتلة.
ورحبت الفصائل الفلسطينية بما في ذلك الجهاد الإسلامي وحماس بالدعوة، مبدية استعدادها للمشاركة في اللقاء بكل مسؤولية لبناء الوحدة وحماية المقاومة، بينما تواصل الأجهزة الأمنية للسلطة اعتقال قيادات وكوادر من الحركتين في الضفة المحتلة.
وتعقيباً على مواصلة السلطة اعتقال كوادر من الجهاد وعلى رأسهم القيادي الشيخ جمال حمامرة، أصدر الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة، صباح الثلاثاء، تصريحاً مقتضباً، أكد فيه أن الاعتقالات التي تقوم بها السلطة ضد كوادر وأعضاء الجهاد بالضفة تعرّض لقاء الأمناء العامين القادم للفشل.
ترميم شعبية السلطة
الكاتب والمحلل السياسي عزام أبو العدس، أكد أن اجتماع الأمناء العامين سيولد ميتا وفاشلا نتيجة إصرار السلطة على المضي في طريق "التنسيق الأمني" مع الاحتلال، لافتاً إلى أن دعوة رئيس السلطة محمود عباس لهذا الاجتماع، تأتي في إطار محاولة لترميم شعبية السلطة المتآكلة.
وقال أبو العدس في حديثه مع "الاستقلال" إن السلطة من خلال دعوتها للاجتماع، تحاول أن تكسب شرعيتها من مصدرين، الأول فصائل المقاومة والثاني الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن هذا الأمر لا يُمكن له أن يتحقق بسبب تعارض مصلحة الشعب الفلسطيني مع مصلحة الاحتلال.
ونبه المحلل السياسي، أن ما سبق يُشير بشكل قاطع إلى أن السلطة الفلسطينية باتت على وشك الصدام إما مع الشعب الفلسطيني أو مع الاحتلال وعليها أن تختار.
حماية المقاومة
وعرج أبو العدس، على تصريح القائد النخالة الأخير، مؤكداً أنه يلامس واقع الحالة في الضفة المحتلة، وما تقوم به السلطة من ملاحقة وتضييق ضد كوادر وأعضاء الجهاد والمقاومة في الضفة.
وقال أبو العدس: " القائد النخالة يدرك تماماً بأن حماية المقاومة في الضفة والمحافظة على نموها يقع على مسؤولية الفصائل، ما يتطلب أن يكون للفصائل موقفها الواضح والحاسم إزاء سلوك السلطة".
وأضاف: "على السلطة أن تحسم موقفها بشكل سريع إما أن تُعلن اصطفافها بجانب فصائل المقاومة وأن تُغير من عقلية الأجهزة الأمنية، أو أن تستمر في التنسيق الأمني مع الاحتلال، وهذا الأمر سيكون له ما بعده من عزلة داخلية ستواجهها السلطة".
سلوك السلطة يكتب الفشل
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي ناجي الظاظا، إن تصريحات القائد النخالة جاءت بالوقت المناسب مع ما تقوم به السلطة من اعتقالات سياسية تتعارض مع أصل الدعوة التي أطلقها رئيس السلطة محمود عباس لاجتماع الأمناء العاميين.
وقال الظاظا لـ "الاستقلال": "على أرض الواقع إجراءات السلطة واستمرار الاعتقال السياسي تتناقض مع تهيئة الأجواء لعقد اللقاء، خاصاً في زيادة حدة ملاحقة المقاومين، والذين كان اَخرهم القيادي بالجهاد جمال حمامرة".
وأَضاف، أن سلوك السلطة يدلل على أن هذه الدعوة للاستهلاك الإعلامي، وستكون كدعوات سابقة عُقدت في بيروت ورام الله عبر الفيديو كونفرس، دون أن يتمخض عنها شيء عملي على الأرض.
وأوضح الظاظا، أنه من المفترض أن تقوم السلطة بتهيئة الأجواء لعقد لقاء الأمناء العامين، من خلال وقف الاعتقال والافراج عن المعتقلين السياسيين، وأن تعلو النغمة الوطنية وتتفوق عن الحزبية، لكن هذا الأمر مُغيب على أرض الواقع، في ظل رفع السلطة من وتيرة الاعتقال السياسي.
وأشار الظاظا، إلى أن سلوك السلطة باستمرار الاعتقال السياسي وملاحقة قيادة المقاومة وعناصرها بالضفة المحتلة يعرض الاجتماع للفشل قبل أن يبدأ أعماله، مضيفًا :" الدعوة بمثابة مناورة سياسية للضغط على حكومة الاحتلال، وعباس يحاول أن يلوح للإسرائيليين أن باستطاعته التحالف مع خصومه (المقاومة).
وتوقع الظاظا أن تبوء مناورة عباس مع الاحتلال بالفشل، نتيجة أن الاحتلال لن يسمح للسلطة بعقد أي لقاء مع حركتي الجهاد الإسلامي وحماس لوضع استراتيجية وطنية لمواجهته.
التعليقات : 0